اعلنت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) في تقريرها الشهري الذي صدر الاسبوع الماضي ان انتاجها من النفط سيكون اكثر من مناسب لتغطية الطلب خلال نهاية العام الحالي وفي العام المقبل. واوضح التقرير ان انتاج اوبك سيبلغ في اغسطس 30 مليون برميل يوميا ويمكن ان يصل الى 30.5 مليون في سبتمبر وهو اعلى من الحصص الرسمية للمنظمة التي تبلغ 26 مليون برميل يوميا في الوقت الراهن. واشار التقرير الى ان سعر سلة أوبك المعتمد على اسعار سبع خامات حطم كل الارقام القياسية خلال الايام الماضية (41.75 دولار) عاكسا التطور العالمي لاسعار النفط. وقال التقرير ان هذه المستويات من الاسعار تبعث على القلق لدى المنظمة بقدر ما تبعثه عليه لدى المستهلك واضاف ان القوى التي تدعم هذه الاسعار تبدو منظمة وهي بحاجة الى جهود منسقة من مؤسسات الطاقة العالمية والحكومات للحد منها. واعتبر التقرير ان زيادة الاسعار ناجمة بشكل رئيسي عن اجواء التوتر في الانتاج وفي التصفية سواء كان التوتر حقيقيا او من تقديرات السوق فقط، موضحا ان المنظمة رفعت تقديراتها لحجم الطلب على النفط لعام 2004 بمقدار 280 الف برميل لتصل الى 81.18 مليون برميل يوميا كما ان التقديرات لعام 2005 ارتفعت لتصل الى 82.84 مليون برميل يوميا. وقالت منظمة أوبك انها لا ترى حتى الآن سوى تأثير ضئيل على النمو الاقتصادي من ارتفاع أسعار النفط الذي سجل مستوى قياسيا مرتفعا جديدا. وقالت أوبك انه يبدو أن الاقتصاد العالمي يتكيف بشكل جيد مع الاسعار وان التأثير المباشر لارتفاع أسعار النفط الذي تحركه المخاوف على التباطؤ الاقتصادي في عام 2004 كان محدودا للغاية. وقالت أمانة أوبك في فيينا ان استمرار التأثير مستقبلا سيتوقف على المدى الذي سيظل فيه سعر الاشارة لنفط أوبك فوق 35 دولارا للبرميل وتابعت سيكون التأثير أكبر في عام 2005، سيكون التأثير على الدول النامية أكبر في القوى الاقتصادية التجارية الكبيرة في جنوب شرق آسيا. ويعزز التقرير الذي أشار لتأثير محدود على الاقتصاد حجج انصار اسعار النفط المرتفعة الذين يعارضون السماح بزيادة كبيرة في المعروض والمخاطرة بحدوث انهيار مفاجىء للاسعار. ومن جانبه قال وزير البترول الهندي ماني شانكر ايار انه سيطلب من اوبك في اجتماعها الشهر القادم مراجعة ما يسمى بالعلاوة الآسيوية لسعر النفط الخام. ويتقاضى منتجو النفط في الشرق الاوسط من المستهلكين الآسيويين علاوة تبلغ حوالي دولار للبرميل مقارنة مع المشترين الغربيين بسبب اعتماد آسيا الشديد على النفط المستورد. وقال ايار "بالتأكيد فانني اعتزم ان اجعل هذا أحد الموضوعات ..أو موضوع.. كلمتي". فيما قال مسؤولون بوزارة النفط ان الهند دعيت الى اجتماع اوبك تقديرا لها كمستهلك كبير للنفط وللطلب المتزايد على الخام في البلاد التي تستورد 70 في المائة من حاجاتها النفطية. وتعارض الهند العلاوة المفروضة على سعر النفط وناقشت المسألة مع مستودرين آخرين في المنطقة. وفي مايو الماضي اتفقت اليابانوالصينوالهند وكوريا الجنوبية والفلبين على الاجتماع بشكل منتظم لمناقشة عدة قضايا للطاقة بينها علاوة سعر النفط. وتستورد منطقة آسيا والمحيط الهادي حوالي ثلثي النفط الذي تستهلكه ويشهد الطلب قفزة تقودها الصينوالهند. وخفضت الهند وهي ثالث اكبر مشتر للنفط في آسيا بعد الصينواليابان التعريفة الجمركية على واردات المنتجات النفطية لتخفيف آثار الزيادات في اسعار النفط العالمية على اقتصادها. وفي هذه الاثناء قالت ادارة معلومات الطاقة الامريكية ان مخزونات النفط الخام التجارية في الولاياتالمتحدة هبطت بمقدار 1.3 مليون برميل الى 293.0 مليون برميل في الاسبوع المنتهي في الثالث عشر من الشهر الحالي. كما اظهرت احدث بيانات اسبوعية للادارة التابعة لوزارة الطاقة الامريكية ان مخزونات البنزين هبطت 2.6 مليون برميل الى 205.7 مليون برميل. لكن مخزونات نواتج التقطير ارتفعت مسجلة زيادة قدرها 2.1 مليون برميل الى 124.5 مليون برميل. وتراجعت اسعار النفط العالمية بفعل مبيعات لجني الارباح عقب اذاعة تلك البيانات التي جاءت متماشية مع توقعات السوق. وبعد ان سجل الخام الامريكي لعقود سبتمبر ايلول مستوى قياسيا مرتفعا جديدا عند 47.35 دولار للبرميل تراجع عقب اذاعة بيانات المخزونات الامريكية ليصل في احدى المراحل الى 46.50 دولار للبرميل. كما تراجع سعر خام القياس الاوروبي مزيج برنت لعقود اكتوبر تشرين الاول عن مكاسبه الاولية واتجه للهبوط لينخفض في احدى المراحل 14 سنتا الى 42.85 دولار للبرميل. ومن جانبه أكد رئيس مجلس إدارة يوكوس فيكتور غيراشينكو أن ارتفاع أسعار النفط مصطنع، وتوقع انخفاضه إذا ما خسر الرئيس الأميركي جورج بوش الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال غيراشينكو إنه ليس من مصلحة المجتمع الدولي أن تكون أسعار النفط والطاقة مرتفعة إلى هذا الحد مؤكدا أن ارتفاعها مصطنع بسبب أحداث مختلفة بينها التطورات العسكرية في العراق. وأضاف غيراشينكو الذي كان محافظا للبنك المركزي الروسي أنه حصل على معلومات رسمية تفيد بأنه سوف يسمح ليوكوس بأن تستمر في إنتاج وبيع النفط حتى نهاية شهر سبتمبر، مؤكدا أن الشركة ستحاول تجنب إشهار إفلاسها أطول فترة ممكنة. وأوضح أن الحكومة تحرص على زيادة إيرادات النفط لدعم ميزان المدفوعات وتمويل الميزانية في وقت بلغت فيه أسعار النفط العالمية مستويات قياسية، كما أشار إلى حرص الحكومة على ضمان استقرار إمدادات الوقود خلال موسم الحصاد. وانتقد رئيس يوكوس الطريقة التي عاملت بها الحكومة الشركة، والإجراءات التي تم اتخاذها ضدها معتبرا أنها غير مهنية، وتؤثر على الاقتصاد الروسي. وتتناقض تصريحات غيراتشينكو فيما يبدو مع ما أدلى به بروس ميسامور المدير المالي ليوكوس من تعليقات لصحيفة فايننشال تايمز عندما قالت إن الشركة قد تطلب إشهار إفلاسها في غضون أيام. وتكافح يوكوس لسداد ضرائب متأخرة قدرها 3.4 مليار دولار في الوقت الذي يقتطع فيه المسؤولون الضرائب المستحقة عليها من إيراداتها أولا بأول من حساباتها المصرفية الأمر الذي أثار مخاوف من احتمال توقفها عن الإنتاج. من ناحية أخرى واصل سعر برميل النفط تراجعه في آسيا بعد أن هدأ فوز الرئيس هوغو شافيز المخاوف من تنظيم إضراب في قطاع النفط الفنزويلي.