قال بورنومو يوسجيانتورو رئيس منظمة اوبك ان دول المنظمة تنتج بمعدل 30 مليون برميل يوميا، ومستعدة لزيادة الانتاج مليون الى 1.5 مليون برميل اذا تقرر ان ذلك ضروري حينما يجتمع وزراء اوبك في سبتمبر. وقال رئيس اوبك ووزير النفط الاندونيسي بورنومو "الآن السقف الرسمي لانتاج اوبك 26 مليون برميل وهو شامل العراق 28 مليون برميل." مستدركا بقوله "ولكن الان توجد زيادة في الانتاج قدرها مليونا برميل يوميا وعليه فان انتاج اوبك الاجمالي 30 مليون برميل ويرجع ذلك جزئيا الى ان اوبك تريد تحقيق استقرار سوق النفط". وقال بورنومو "سوف نجتمع في سبتمبر ونحن مستعدون لزيادة الانتاج اذا كان ذلك ضروريا على الفور ما بين مليون و1.5 مليون برميل يوميا". يذكر ان الانتاج الفعلي للاوبك يعني الانتاج الحقيقي الموجود في السوق وبضمنه التجاوزات التي تقوم بها بعض الدول الاعضاء على حصصها الرسمية المقررة. وكان يوسجيانتورو قد أعلن في وقت سابق من الاسبوع الماضي ان دول اوبك تجري مشاورات مكثفة فيما بينها في الوقت الراهن للنظر في اتخاذ اجراءات اضافية للحد من الزيادة في اسعار الخام في محاولة لتهدئة مخاوف المستهلكين في العالم من استمرار ارتفاع اسعار النفط بعد ان وصلت هذه الاسعار الى ارقام قياسية لم تصلها منذ 21 عاما. وقال "ان اوبك تراقب بقلق استمرار ارتفاع اسعار الخام في السوق العالمية وستواصل جهودها لضمان توفير امدادات كافية للسوق وباسعار مقبولة بالنسبة للمنتجين والمستهلكين". واوضح يوسجيانتورو ان مؤتمر وزراء نفط اوبك الذي عقد في بيروت في شهر يونيو الماضي قرر زيادة اضافية على سقف الانتاج الرسمي لتصل الى 5ر25 مليون برميل في اليوم في شهر يوليو الماضي ثم رفع الانتاج الى 26 مليون برميل بداية الشهر الجاري، مبينا ان اجمالي انتاج اوبك الفعلي ووفق ما اوردته تقارير مستقلة قد تجاوز 29 مليون برميل في شهر يوليو الماضي. وحول مواجهة الطلب المستقبلي المتوقع على الطاقة في السنوات المقبلة اعلن يوسجيانتورو ان لدى الدول الاعضاء خططا جاهزة لزيادة الطاقة الانتاجية بحدود مليون برميل في اليوم بنهاية هذا العام وخلال العام المقبل اضافة الى خطط توسيع القدرات الانتاجية المتوفرة حاليا والتي يمكن تطبيقها في وقت قريب. وخلص يوسجيانتورو في ختام بيانه الى التأكيد على التزام دول المنظمة بالحفاظ على استقرار السوق وضمان الامدادات الكافية من النفط. وكانت أسعار النفط الخام قد قفزت الى مستويات قياسية جديدة يوم الجمعة الماضي بعد حريق في مصفاة نفط أمريكية كبيرة مما أبرز المخاوف من اضطراب كبير لامدادات المعروض في وقت ينمو فيه الطلب العالمي على النفط بأسرع معدل له في أكثر من 20 عاما. فيما كانت الاسعار قد سجلت مستويات قياسية الخميس الماضي بعد ان منعت الحكومة الروسية شركة يوكوس النفطية العملاقة من استخدام حساباتها المصرفية مما يهدد قدرتها على مواصلة تصدير الخام. حيث قفز سعر الخام الامريكي الخفيف للتعاقدات الاجلة الى 44.50 دولار للبرميل وهو اعلى مستوياته منذ بدء تعاملات العقود الآجلة في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) في عام 1983 قبل ان يتراجع قليلا ليغلق على 44.41 دولار بزيادة 1.58 دولار عن الإغلاق السابق. وفي بورصة البترول الدولية بلندن قفزت اسعار خام القياس الاوروبي مزيج برنت الى 41.30 دولار للبرميل وهو مستوى قياسي مرتفع جديد قبل ان تتراجع لتغلق على 41.10 دولار. وكانت الاسعار قد هبطت في وقت سابق بعد ان قالت شركة يوكوس الروسية انها حصلت على اذن يسمح باستخدام حساباتها المصرفية للإبقاء على تدفق صادراتها النفطية. الا ان وزارة العدل الروسية قالت إن الإذن الذي منحه مسؤول قضائي ليوكوس غير قانوني وتم سحبه. وتسعى الشركة التي تضخ 1.7 مليون برميل يوميا أو 2 في المائة من الامدادات العالمية جاهدة لتفادي الافلاس فيما تتراكم عليها ديون ضرائب قيمتها 3.4 مليار دولار. ويعني الحكم الجديد ان يوكوس ربما لن يكون بمقدورها استخدام اموالها لتمويل عمليات الانتاج والتصدير. وقال خبير شؤون الطاقة المستقل جيف باين "يوكوس هي العامل الرئيسي الذي يدعم الاسعار الان". مضيفا بقوله "السوق تعتقد انها ستخسر انتاج يوكوس وفي الوقت نفسه فانه لا توجد اي دلائل على ان تباطؤ نمو الطلب في الربع الثاني مثلما كان متوقعا. هناك انباء كافية تجعل الناس يعتقدون ان اوبك لن يكون بمقدورها زيادة انتاجها على الفور". وضمن هذا الاطار أبدت أوبك والحالة هذه قلقها جراء ارتفاع الاسعار، حيث أكد مسؤول بالمنظمة إن منتجي النفط قلقون من المستويات القياسية المرتفعة التي قفزت اليها اسعار الخام وانهم مستعدون لاستخدام الطاقة الانتاجية الفائضة لدى المنظمة التي تبلغ 1.5 مليون برميل يوميا عند الحاجة. واضاف المسؤول قائلا "اننا قلقون من اسعار النفط المرتفعة واعطينا تأكيدات باننا سنستخدم طاقتنا الفائضة البالغة 1.5 مليون برميل يوميا عندما تكون هناك حاجة الى ذلك".