يأمل النحات علي الطخيس أن يتمكن من عرض أحد مجسماته النحتية في ميدان عام في مدينة سعودية، وهو الذي استطاع عرض مجسماته أثناء مشاركاته في ملتقيات ومعارض فنية في دول عربية، أمام المتحف الوطني في عمَّان، ومجسم ميداني بحديقة القرم في مسقط، وبمدينة الإعلام في دبي، ومجسم آخر أمام برج خليفة في دبي. تخصص الطخيس في نحت الرخام، باعتباره مادة جميلة معبرة، تعطي صقلاً لامعاً، وفراغات بارزة، وأصبح لديه أسلوبه المميز، حتى أصبح أي مهتم بفن النحت يتعرف على بصمته الواضحة عند رؤية أعماله منذ اللحظات الأولى. ويقول الطخيس في حوار مع الشرق بمناسبة مشاركته في معرض النحاتين السعوديين الذي أقيم بصالة القصبي للفنون مؤخراً، وشارك فيه بعرض مجسم كبير أمام مدخل المركز السعودي للفنون التشكيلية: تواجد كتلة رخامية في باطن الأرض ملايين السنين يجعلها محاطة بطبقة كلسية طينية، وعند بداية تهيئتها للنحت أحاول عمل دراسة مبسطة لهذه الكتلة الطينية، لأن لون الرخام يكون غالباً أسود أو أبيض، وأفضل الإبقاء على الطبقة اللونية للمادة الطينية حتى تعطي للقطعة النحتية التدرجات والتباين في اللون بزوايا معينة مع لون الرخام، مع حفر الحرشفات والتخشينات على سطحها أثناء عملية النحت”. ويعتبر الطخيس أعماله مثل الكتاب المفتوح الذي يحاور المتلقي، حسب خلفيته وثقافته، ويختلف التأويل نظراً لاختلاف زاوية الرؤية، موضحاً أن يزرع في جسد المنحوتة رموزا يستلهمها من جماليات الخط العربي والزخارف الشعبية لتجسيد المعاني النبيلة والقيم الإنسانية. ويذكر الطخيس أنه مازال يتعرض لانتقادات من أشخاص لديهم قناعات دينية متشددة، فيعتبرون ممارسة النحت من المحرمات، مؤكداً استمرار محاولاته من أجل تصحيح هذه النظرة الخاطئة، عبر محاورتهم، والتأكيد لهم أن النحت مجرد عملية حفر في قطعة حجرية لا تثير الشبهات، خاصة أن جميع أعماله بعيدة عن تصوير ذوات الأرواح، وهو يشعر بالأسف لأن هذه القناعات ساهمت في تعطيل حركة الفنون في المملكة. بدأت رحلة الفنان علي الطخيس مع فن النحت قبل 32 عاماً، بعد تخرجه في معهد التربية الفنية بالرياض عام 1399ه، وكانت بداياته تشكيل تراكيب حجرية، أو الكشط على لوح خشبي، واشتغل بعدها على خامات مختلفة ممارساً هذه الهواية بشغف، حتى تعرف على رائد النحت في المملكة الأستاذ عبدالله عبداللطيف، وحضر معه دورة تدريبية عام 1402ه، استفاد منها في اختيار الخامات المناسبة من الطبيعة، وتحويلها إلى نماذج مهيأة للحفر، وتكوينها كما يتخيلها قطعة فنية تعرض تحت الأضواء أمام الجمهور. الطخيس لاحظ في المعارض التي كانت تقام حقبة الثمانينيات الميلادية خلوها من المجسمات والأعمال النحتية، ولوحات مسندية تعرض على جدران الجاليري فقط، وبعد تفكير عميق خطرت في ذهنه فكرة المشاركة بعرض أعماله في المنطقة الوسطى للجاليري، لأن تذوق فن النحت يعتمد على القدرة على النظر إلى الشكل في أبعاد ثلاثة، وليس مثل الأعمال الفنية المسطحة التي لا تمتلك إلا بعدين، ولهذا السبب يُعد فن النحت من أصعب الفنون بحسب تعبير الفنان العالمي هنري مور، الذي يقترح على المتابع لفن النحت أن يتعلم كيف يشعر بالقطعة النحتية كشكل، وليس كوصف، أو تذكر، أو ذات دلالة معينة. نال الطخيس جائزة المحكمين الدوليين في بينالي أنقرة الأول عام 1406ه، وأقام أول معرض شخصي عام 1408ه في الرياض، والثاني في جدة عام 1409ه، ومعرض الثالث نظم في جدة عام 1420 ه، وأقيم الأخير في الرياض 1422ه. وكشف الطخيس في نهاية حديثه مع الشرق أنه يجهز أعماله الجديدة لعرضها في معرضه الخامس الذي تستضيفه مدينة جدة خلال الأشهر القادمة، ويطمح أن يكون هذا المعرض إضافة جديدة لمسيرته الفنية، ويحصل على اهتمام المهتمين والنقاد.