مع اقتراب كل مناسبة عائلية، أو حلول حفلة اجتماعية كزواج، أو عند إحساس المرأة بما تراه رغبة، وتجده حاجة للتجديد والتغيير تجد بعض النساء ينتفضن وينشطن باحثات عن أماكن التحسين والصحة، ومشاغل الخياطة، ومراكز التجميل. فتكثر النصائح، وتتنوع الدعايات، وتتعدد العروض، وتتلون الإعلانات، وترتفع الأسعار، وتتسابق المشاغل على تقديم الخدمات بأشكالها المختلفة التقليدية أو الحديثة. فتلك امرأة تريد تغييرا في وجهها، وتلك صبية تحتاج موضة مبتكرة أيا كانت، وتلك فتاة تبحث عن تسريحة مبتدعة، وهذه تريد تشقيرا والأخرى تقشيرا وغير ذلك. ومما فهمت أن كثيرا من المشاغل وجّهت خدماتها إلى غير مسميات المشغل، فمن يقرأ كلمة مشغل يتوقع أنه خياطة وتفصيل وتطريز، ولكن الداخل إلى بعض تلك المشاغل يفاجأ بأن المشغل يقدم بدءا خدمات الماكياج وتنظيف البشرة والتجميل وحتى البيع والتصوير وتنتهي بالساونا. من الجميل أن تستثمر المرأة السعودية رأس مالها المتوفرولا شك أن بعض المشاغل التي أخذت مكانة عند بعض النساء مازالت تنشط في تجديد وتحديث وإدخال كل ما هو مثير غريبا كان أو معروفا، مقبولا أو مرفوضا حتى أن بعض المشاغل أصبح كمركز للترفيه والاسترخاء وشرب القهوة. ولقد ذكرت بعض الإحصاءات أن المشاغل النسائية بلغت ما يقارب 80 ألف مشغل موزع أغلبها بين المدن الكبيرة كجدة والرياض والدمام، وتشير تلك الإحصاءات التي ذكرت إحدى الصحف المحلية أنه يقفل منها بالعشرات شهريا ويتم تقبيله أو بيعه لمالكين جدد أو قد يصل الأمر إلى إقفاله. وحقيقة أن مشروع المشاغل النسائية يعتبر نشاطا اقتصاديا تقليديا لأغلب النساء الراغبات في استثمار رأس مال معين لهن، ويجدنه هو الأسلوب الأمثل للكسب السريع والسهل، حيث إن النساء لا ينقطعن عن مثل تلك المشاغل، كما أن بعض النساء يجدن المشاغل النسائية جاذبا هاما للمرأة السعودية يحافظ على خصوصيتها. ولا شك أن انتشار مثل تلك المشاغل جعلها عرضة للأقاويل والشائعات. كما أن بعض ملاك بعض المشاغل زيادة على غفلتهن تركن الحبل على الغارب بترك بعضهن الإدارة والتصرف للمقيمات الجشعات من الجنسيات المختلفة بدون رقيب ولا انتباه.. تلك الوافدة التي لا تعرف عن ثقافة المجتمع السعودي ولا تدرك مدى محافظته فاجتهدت تلك المقيمات على توفير كافة الخدمات بغض النظر عن خصوصية المرأة السعودية، وتعاملت تلك المقيمات مع النساء المرتادات كعناصر مستهدفة ماديا، ما جعل أنشطة بعض المشاغل تتجاوز الحدود وتتعدى صلاحياتها وتبعد عن ما صُرِح لها بها، حتى أن بعض المسئولات في بعض المشاغل صرن يتدخلن في خصوصيات واجتماعيات ومشكلات المرأة السعودية الشخصية، وجعلن منهن مثل الصديقات والمقربات ما ساهم في نقل عدوى حب المشغل بحاجة أو بدون حاجة. من الجميل أن تستثمر المرأة السعودية رأس مالها المتوفر، ومن المهم أن تستغني بنشاطها وتجارتها الخاصة عن الحاجة للغير، ومن البديع أن نجد نساءنا يتميزن بالإدارة، والاستثمار.. إلا أن هذا الانتشار المطرد والعجيب جعل المشاغل مملوكة لسعوديات لكن المستفيدات الحقيقيات والعابثات هن من يدرن تلك المشاغل من الوافدات أو المقيمات من البلاد العربية، وتقتصر استفادة صاحبة المشغل على استلام مبلغ مقطوع شهريا مقابل تحمل اسمها مسئولية هذا المشغل (وبلاويه) المستقبلية التي قد تخلفها إدارة وسلوكيات تلك الوافدة. ختام القول: كم من المشكلات حصلت وأنتم تعرفون.. فأتمنى على كل امرأة عاقلة تريد الاستثمار الصحيح أن تتقي الله وألا تخالف الأنظمة والمبادئ الشرعية والاجتماعية، وأن تختار الموثوقات من العاملات.. كما وجب على الجهات المختصة دراسة أوضاع تلك المشاغل، ومراجعة القرارات حولها، ومتابعتها متابعة دقيقة، وعدم التصريح لأي مشغل إلا بضوابط شرعية واجتماعية، مع إلزام صاحبة المشغل بإدارته.. وانتبهن لأموالكن فأسوأ ما تعاقب به الوافدة التسفير لكن ما هو أسوأ ما تعاقب به بنت الوطن؟. تويتر @aziz_alyousef