وجه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس النادي العلمي السعودي بتشكيل لجنة علمية لدراسة الموقع الجيولوجي الذي اكتشفه فريق النادي العلمي السعودي في صحراء النعيرية بالمنطقة الشرقية من المملكة ويحتوي على بقايا عظام لكائنات ثديية فقارية تعود إلى حقب دهر الحياة الحديثة. وقال المدير التنفيذي للنادي عبدالحفيظ محمد أمين إن الدراسات الميدانية الأولية للفريق العلمي الذي اكتشف الموقع باستخدام جهاز تحديد الموقع العالمي (جي. بي. اس) باشراف المهندس حسام دشاش لاحظ وجود بقايا كائنات متحجرة ربما عاشت في عصر الباليوسين الفجر القديم أي قبل 63 -55 مليون سنة في الفترة الزمنية التي تلت انقراض الديناصورات. واشار الى انه تبين من دراسة نمط بعض الأسنان الموجودة على الفك وجود بعض القواطع دلالة على كونها من آكلات اللحوم مبينا ان هذه الكائنات ربما وقعت في فخ طبيعي في بيئة مستنقعات قديمة اذ علقت قوائمها في الطين الزلق أثناء شربها للماء ثم وقعت في هذا الشرك لتدفن سريعا وتحفظ اجزاؤها الصلبة عبر ملايين السنين في هذه الطبقات الرسوبية. وبين مدير النادي ان الموقع اكتشف فيه بعض من رواسب المدملكات في قاع المستنقع دلالة على وجود بيئة مائية متحركة نقلت قطع الصخور المستديرة صغيرة الحجم من موقع آخر. وأوضح ان سمو رئيس النادي العلمي السعودي وجه ادارة النادي بالتنسيق مع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية وقسم الجيولوجيا بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ووزارة الثقافة والاعلام لترتيب رحلة ميدانية للموقع المكتشف في فصل الخريف القادم لاعداد برنامج تليفزيوني عبر القناة الاولى لتسليط الضوء على التاريخ الجيولوجي لشبه الجزيرة العربية. من جهته اكد البروفيسور جون روبيل الخبير الجيولوجي في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية اهمية الاكتشاف العلمي نظرا لكون العظام المتحجرة محفوظة جيدا في الطبقات الرسوبية وحميت من عوامل التعرية وسيفيد الباحثين والمتخصصين في علم الجيولوجيا للتعرف على التاريخ الجيولوجي لشبه الجزيرة العربية.