أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولأول مرة، على استئجار خدمات شركة أمريكية خاصة للتفتيش عن أنفاق مفخخة في قطاع غزة، كما أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية في عددها الصادر أمس عبر الشبكة العنكبوتية العالمية (إنترنت). وبدأ طاقم الشركة الأمريكية، العمل في منطقة معبر رفح، بعد وصول تحذير إلى الجيش الإسرائيلي بشأن قيام الفلسطينيين بحفر نفق سيتم تفخيخه، تحت المعبر الحدودي بين فلسطينالمحتلة ومصر والذي أعلن جيش الاحتلال مساء أمس أنه سيفتح جزئيا لعبور أكثر من ثلاثة آلاف مسافر فلسطيني عالقين فيه منذ 17 يوما، ما شكل مأساة انسانية. وتعتبر الأنفاق المفخخة أكبر خطر يتهدد المواقع العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة. فقبل قرابة شهر ونصف، تم تفجير نفق كهذا تحت موقع "أورحان" في "غوش قطيف"، ما أسفر عن مقتل جندي وإصابة عدد آخر. وكان جيش الاحتلال قد اشتبه، قبل ذلك بوجود النفق، إلا أنه لم يتمكن من العثور عليه. وتم، في الأسابيع الأخيرة، وضع أجهزة خاصة في المواقع العسكرية في غوش قطيف، بهدف الكشف عن الأنفاق. وتم وضع تلك المعدات هناك لتجربتها. وقبل ثلاثة أسابيع تلقى الجيش تحذيرا ساخنا أشار إلى وجود نفق تحت معبر رفح، وتم استئجار خدمات الشركة الأمريكية، بالتعاون مع معهد الهندسة التطبيقية (التخنيون)، للكشف عن النفق. ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير قوله إن الظروف في رفح تحتم توافر معدات متطورة. وكشف جنود في وحدة "غفعاتي" عن نفق بالقرب من موقع حردون العسكري، على الحدود مع مصر. وقامت قوات الهندسة بنسف النفق الذي استخدم لتهريب الأسلحة من مصر. وتزعم اسرائيل أن التحذيرات بشأن أنفاق المقاومة هي السبب في إغلاق معبر رفح أمام حركة المسافرين الفلسطينيين، ما أدى إلى تقطع السبل بأكثر من ثلاثة آلاف مواطن بينهم الكثير من الأطفال والنساء الثكالى العديد منهن حوامل، حيث لا يسمح لهم بالعودة من مصر إلى ديارهم في غزة. وقال الضابط الإسرائيلي، طالما لم نتأكد من قضية النفق، فلن يتم فتح المعبر. لكن ناطقا باسم جيش الاحتلال أعلن مساء أمس أن المعبر سيفتح لمدة ثمانية ساعات يوميا اعتبارا من صباح اليوم الجمعة بعد إغلاقه في 18 تموز يوليو الماضي. وكانت ثلاثة فلسطينيات طرحن حملهن خلال الأيام الثلاثة الماضية وهن ينتظرن على الجانب الفلسطيني المحتل من رفح التي تقع على جانبي الحدود بين قطاع غزة ومصر. والاتفاقيات الموقعة عام 1993 حول الحكم الذاتي الفلسطيني، تمنح السلطات الاسرائيلية السيطرة على مركز رفح الحدودي من الجانب الفلسطيني.