عندما زرت منذ بضعة أسابيع مع وزير الخارجية كولين باول وأمين عام الاممالمتحدة كوفي عنان وعدد من اعضاء الكونجرس الاماكن التي تسيطر عليها الحكومة في دارفور فاننى تمكنت من العبور الى المنطقة الخاضعة لسطوة المتمردين التي لا تريد الحكومة المركزية ان يعرف عن اوضاعها أحد اي شيء. إننى لمست دليلا قويا على حملة تطهير عرقي في تلك المنطقة الاسلامية من دار فور السودانية التي يقطنها اشخاص من العرب وغير العرب. إن الروايات المروعة التي تواردت على ألسنة سكان دارفور الذين اسعدهم الحظ بالفرار الى مخيمات اللاجئين في تشاد قد أكدت حرق قرى بكاملها. الدليل أن سجل الحكومة المركزية السودانية في دارفور يحتوي بالفعل على اعمال الحرق والقصف العشوائي للقرى واغتصاب الفتيات والنساء وحجب المساعدات الانسانية الامر الذي أدى إلى ازهاق أرواح عشرات الآلاف من الاشخاص. و إنه بات من الملح الآن أن تطالب الاممالمتحدة والدول المتبرعة والمنظمات غير الحكومية بحرية الوصول إلى المناطق المعزولة لتوصيل المعونات إلى المحتاجين اليها. ونخلص إلى القول إنه منذ الزيارات التي قام بها باول وعنان وغيرهما الى دارفور دار قدر كبير من الحديث عن المأساة في غرب السودان. بيد أن مجلس الأمن الدولي أخفق حتى الآن في التصرف تصرفا حاسما. وقال إن الوقت قد حان لاتخاذ إجراء مباشر ضد المسؤولين الذين تقع على عواتقهم مسؤولية القتل والتشريد والحرق والاغتصاب.