==1==علام نكابد هذي الحياة ==0== ==0==وفيما تعاودنا الذكريات نروح صباحاً ونغدو مساء ==0== ==0==نصارع أحلام ماض وآت ونعطى البنين فنبغي البنات==0== ==0==ونعطى البنات فنبغي البنين وإن خصنا الله بالاثنين ==0== ==0==شكونا الكثير من الضائعات تلفت في الأرض علي لمن ==0== ==0==سعي في الحياة لخير الحياة فلاقيت من أخلصوا قلة ==0== ==0==وزادوا الوفاء وزادوا الإباء ==2==نعم علام نكابد هذي الحياة ولأي شيء لماذا تكثر العداوة والبغضاء بين الأصدقاء بين الجيران بين الأهل بين الإخوان والأخوات. تخيلوا أن أختين في بيت واحد واحد طيلة عشرين عاماً لم تحادث إحداهما الأخرى، وأخرى لم تكلم أختها إلى أن ماتت والسبب حطام من حطام الدنيا أخت تكيل الاتهامات وتدبر المكائد والمؤامرات لأختها التي تصغرها والسبب الاهتمام الزائد من قبل الأهل بها. وأخرى حاولت تدمير الحياة الزوجية لأختها ولصديقتها لأنهما تعيشان حياة سعيدة هانئة مع زوجهما وأولادهما وهي لم تكن سعيدة في حياتها الزوجية فدبت الغيرة في نفسها فحاولت تدميرهما. أخ يشتكي على اخيه في المحاكم ويكدر صفو حياته ويقلق راحته والسبب الإرث. ابن يطرد أباه ويلقيه في الشارع أو في المستشفى أو في المقابر أو في دار العجزة. فتاة ترفع صوتها على أمها وتعاملها كخادمة في المنزل بل إن الخادمة تعامل أفضل مما تعامل به أمها. زوجة لم تراع حق الزوجية فهي بين سهرات ومناسبات وحفلات تاركة أمور الزوج والبيت والأولاد للخادمة فهي دائماً مشغولة. زوج لم يعبأ بالحياة الزوجية في سهرات أو سفريات مع أصدقائه ولا يعلم من أمور بيته وزوجته وأولاده شيئاً فقد وكل أمرهم للسائق. علام نكابد هذي الحياة لماذا قطعت أواصر الأخوة، لماذا حل الهجران والصد والعداوة والبغضاء محل العفو والتسامح والصفح والغفران ( أدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) ( لا تهجر أخاك فوق ثلاث...) ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً ثم اهتدى) آيات وأحاديث تحمل في طياتها الخير للمجتمع المؤمن وأي خير ذلك المبني على الصفح والعفو وعدم المعاملة بالمثل بل الدفع بالتي هي أحسن وعدم مقابلة الإساءة بالإساءة بل الإحسان، مع نهي عن الهجران والمقاطعة حيث يلتقي هذا وذاك فيعرض هذا ويعرض ذاك. علام نكابد هذي الحياة لم نرض بالقضاء والقدر فسخطنا وجزعنا ولم نرض بما قد كتبه الله لنا ففي طياته الخير كله ولكن خلق الإنسان عجولاً مع أنه لو تمهل قليلاً وتفكر قليلاً لوجد الخير كل الخير في الإيمان بالقضاء والقدر وأنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له وأن ما أصابه لم يكن ليخطأه وما أخطأه لم يكن ليصيبه وأحياناً يكون ظاهر الأمر شرا ولكن باطنه الخير كله والعكس فقد يكون ظاهره خيرا ولكن باطنه الشر كله ولا يعلم ذلك إلا مقدر الأمور ومصرفها سبحانه (وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون) وأحياناً تنزل المصائب والمكدرات نتيجة أعمال الإنسان (ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) فليراجع الإنسان نفسه وليستغفر ويتوب ويعزم على عدم العودة للذنوب. علام نكابد هذي الحياة مطلب كل إنسان في هذه الحياة أن يرزق أولاد ( بنين وبنات) يحملون اسمه ويكون له امتداداً بعد موته وقبل كل ذلك هم زينة الحياة الدنيا ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا) يرزق أولادا فيتنكر لنعمة الله فيطلب البنات، يرزق البنات فيتكبر ويطغى قد يصل أحياناً إلى أن يطلق الزوجة بسبب إنجابها البنات طلباً للولد، مع أنه لو كان عقيماً لتمنى أن يرزق ولدا أو بنتا المهم أن يرزق ذرية ( يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً) سبحانه مصرف الأرزاق والأقدار عالم بما يصلح لهذا وذاك ولكن ( قليل من عبادي الشكور). علام نكابد هذي الحياة وقد رزقنا الله آذاناً نسمع بهما وعينين نبصر بهما ويدين نبطش بهما ورجلين نمشي عليهما وحواساً ندرك بها العالم من حولنا وأجهزة ( هضمية وتنفسية ودورية وتناسلية وبولية) جميع هذه الأجهزة سخرت حتى تستمر حياة هذا الإنسان من حوله جعل الله ماء وهواء وشمساً وقمراً وليلاً ونهاراً نباتا شتى وأصنافا منوعة وبأشكال مختلفة ومذاقات متعددة مع أنها من أرض واحدة. عيون وأنهار وبحار، أرض وسماء وجبال، حيوانات وطيور وأزهار كلها تنطق بعظمة الخلاق كل هذا من أجلك يا إنسان. فلماذا تكايد هذي الحياة؟!!!! فلماذا تكايد هذي الحياة؟!!!! @@ جوهرة الصقر