في المرات السابقة كنت اترقب الفرصة لأكتب عنك وأنا اختار الموضوع والعنوان وفي هذه المرة أنت برحيلك فرضت علي أن أكتب لكنني من الصعب ان اختار الموضوع ولا حتى العنوان، هكذا ترحل فجأة من دون أن تتيح لأحبائك فرصة الوداع الأخير.. ومن كان منا يجرؤ على وداعك وأنت منذ أن عرفناك لا تحب الوداع. وتشتاق للقاء أحبائك.. حتى لو كان لقاء من دون موعد.. فأنت سيدي لم تغلق الباب قط. اختارك القدر في زمن طال فيه الصمت.. أحبة يرحلون في عجل. ويخلفون حزناً تتسع مساحاته.. في كل صباح نقاوم الحزن.. بالهروب.. ونحن مكبلون بحزن الماضي. ابتسامتنا تأشيرة عودة.. لمحراب الانتظار. سيدي الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود طيب الله ثراه.. من عرفك تعلم منك معنى الحب.. والتواضع.. وفن الحوار. عبدالرحمن بن سعود.. مدرسة الحب.. التي لا تشترط مؤهلات (من أنت).. ولا ترفض طلبات البسطاء ولا حتى الفقراء البسطاء من الامراء أنت أميرهم.. لم تكن أمير المال والمناسبات.. فقد كنت تحب كل الناس.. وسعادتك عندما ينادونك.. بوخالد.. وليس الأمير عبدالرحمن. إذ شاء القضاء والقدر أن ترحل وأنت تكتب فصول كتاب النصر.. فمهما طال بك العمر من الصعب أن تكتب خاتمة كتاب عمرك (النصر) ورحيلك .. وإرادة الله وقدره فأي مؤلف يستطيع مواصلة الكتابة من بعدك؟ سيدي عشاقك عندما يحاصرهم الحزن ويستشعرون الخوف من المجهول.. سيشتاقون لك أكثر.. فأكثر.. ويومها لن نجدك على العنوان القديم. سيدي الأمير الراحل.. النصر سيبكيك طويلاً.. فأنت لا تولد مرتين! رحلت في زمن صعب.. فالنصر.. عشقك وملاذك وبيتك.. يبحث عن استعادة بريقه.. بعد أن استشعر عشاقه بأن مسافات البعد تتسع بين النصر ومنصات التتويج! وهذا ما ينقض عهدك ووعدك وميثاق حبك للنصر. سيدي أنا لست نصراوياً.. لكنني أحب كل ما تحبه فطوال فترة حبي لك.. لم تدع لي فرصة الخيار.. والاختيار.. وهدايا عبدالرحمن بن سعود لا ترد. كنت مثيراً في كل شيء.. جاذبيتك في صراحتك ونقدك.. فقد كنت تجرؤ على قول ما يخشى ويخاف غيرك من النطق به. عندما تطل على الشاشة أو ينشر لك تصريح أو لقاء.. يتابعك ويقرأ لك أصحاب الرأي الآخر قبل عشاقك ومحبيك. يخطىء من يعتقد أن بالأمس كانت نهاية المشوار.. فأمثالك لا يدفنون في التراب. اخلاصك وغيرتك.. ونسأل الله ان يكفر عن كل أخطائك الإدارية.. وحبك للنصر وأخضر الوطن شهادة وفاء.. لا تمنح الا للشرفاء من أمثالك. المسيرة ستتواصل.. وقطار الحياة من الصعب أن يتوقف.. وأنت رغم قسوة الزمن المتناقض لن تغيب. سيدي الأمير العاشق الراحل.. بوخالد.. اقسم لك.. بأن كل من أحبك.. سيظل يحبك.. ويحب أبناءك ويحب وطنك.. سنظل نتذكرك وندعو لك.. ونتحدى نسيانك. آخر نسيمات القلم.. أجمل لحظات عمري عندما يعانق حزنك.. حزني.. ونشتاق في صمت.. ويمنعنا الخوف * الأيام البحرينية