تمكن ابو بكر محمد الرازي من تقديم وصف دقيق لجميع الالات التي استخدمها في تجاربه العلمية المخبرية موضحا طرق استعمالاتها, لذا حضر بكل نجاح مجموعة كبيرة من المواد المعدنية الطبيعية والمولدة, وشرح خواصها وصفاتها, وطرق استعمالها وتنظيفها. ولاشك في ان هدف ابي بكر الرازي الاول هو تحضير الادوية الضرورية لعلاج المرضى. اذ استطاع تقسيم المواد الكيميائية تقسيما علميا هاما نهجه علماء علم الكيمياء بعده عبر العصور. ويذكر فاضل احمد الطائي في كتابه اعلام العرب في الكيمياء نقلا عن ابي بكر الرازي تقسيم المواد الكيماوية كالآتي: (أ) المعادن (او المواد المعدنية). (ب) المواد النباتية - وذكر انها نادرة التداول في الطب. (ج) المواد الحيوانية: وتشمل الشعر, والتحف, والمخ, والمرارة, والدم, واللبن, والبول, والبيض, والصدف, والقرون. (د) المشتقات او (العقاقير المولده): وذكر الرازي تحت هذا القسم المرتك ( اول اوكسيد الرصاص Bbo), والأسرنج (اوكسيد الرصاص الاحمر (Bb3o4), والزنجار (خلات النحاس), والروسنحتج (اوكسيد النجاس الاسود Cuo) والتوتيا (اوكسيد الخارصين Zno), وزعفران الحديد (اوكسيد الحديد Feo), والزنجفر (كبريتيد الزئبق الاحمر Hgs), وبياض الزرنيخ (اوكسيد الزرنيخ As2o3), وخبث الزجاج, وكيد الكبريت (محلول متعدد كبريتيد الكالسيوم, وسبائك اخرى كثيرة). لقد انعم الله تبارك وتعالى على عبده ابي بكر الرازي منذ نعومة اظفاره بعقل راجح وقلب طيب فتى وذكاء خارق للعادة, لذا ظهرت في سن مبكر ميوله الى العمل في ميدان علم الكيمياء, فعكف على تجاربه العلمية متعددة الجوانب في مختبره العامر حينئذ وفيه استطاع بكل جلاء ابراز المواد الكيمياوية التي حضرها في معمله. والجدير بالذكر انه عن طريق التفاعلات الكيميائية الكثيرة التي اجراها وصل الى نتائج علمية خلابة لم يسبقه احد اليها من علماء الكيمياء في المعمورة. والحق ان مصنفات الرازي تحتوي ليس فقط على وصف الاجهزة التي استخدمها في تجاربه العلمية بل على المواد المستعملة ايضا, ويصف نتائج تجاربه بلغة سهلة واضحة جدا متحررة من الغموض والخزعبلات. يقول عبدالله حجازي في كتابه لمحات في تاريخ العلوم الكونية عند المسلمين لابي بكر الرازي فضل على كل كيميائي جاء بعده, فقد مهد السبل لاكتشاف قوانين ثابتة تقوم على اسس تجريبية. ولا غرو ان يعتبره روجر بايكون استاذ الاستاذة. ومما ينبغي الاشارة اليه ان الكيميائيين المسلمين اخذوا الى حد كبير بتقسيم وترتيب الرازي. فهو اذا يمثل - بترتيبه وتقسيمه - اول من نهج هذا الطريق في الكيمياء عند المسلمين.