قبل ان اترك ليل الرحم المغلق شاهدت ، جاءني فيما يجيء مثل عصفور مضيء نقر الشباك، فانزاح الضباب كنت كالوردة لما اتفتح، وتويجاتي الوصايا والسراب وقف العصفور في فتحة قلبي، ثم اعطاني خيارات النجاه: كوة الروح، رؤى المرأة والشعر، وآفاق العذاب، او كتابا يهب النفس الطمأنينة مطويا على سر الحياه. هل ترددت طويلا؟ ربما لكنني حين اتى الطلق تطلعت الى الكون قليلا، ثم احرقت الكتاب! وإذا كان اختياري العشق، والمرأة منذ الصرخة الأولى، المرأة مثل العسل الدافئ للجرح (....) وفيها كل ما يجعل عشب الحب غابات شجن أو دم العاشق تاريخ سفن أو يد الشاعر ابريقا من الحبر على كأس الزمن. هي طيني كلما فككني الخسران، وانهدت سدودي، هي توتي كلما تقت الى طعم الخلود، وهي المرأة ضوء الجسد الساطع كالقبة في أبهى حضور لارتياد الشغف الخالص. المرأة جسر الروح نحو اللانهايات وتمكين الدم العاجز من قنص طيور الخصب في ليل الوجود، وهي الفلة في الكأس وفج الجمر في الرأس، وعين الماء اذ ترفد آبار النشيد. واذا كان اختياري الشعر، والشعر صهيل الجسد الموؤود صوت الحجر النائم حلم الروح بالغامض ضوع الهذيان الحلو اغلاق الممرات على النفس حصول اللذة الكبرى وتقليص المسافات مع المطلق.. الشعر زمان الامكنة، لاسواه يتماهى في شقوق المركب التائه الواحا، وفي ماء الحواس الضحل قيعانا من الدهشة. الشعر مكان الأزمنة، يفعل الشعر الأعاجيب، يعيد الروح للميت، يؤاخي الماء بالنار، ويحدو في سباق الموت كل الأحصنه.. وهو الشعر انبثاق القمح من مسكب جمر وانفجار الورد في الأرواح ربط الكرز الاخضر بالشمس وتثليج الجراح الساخنه.. فاعذريني، كل ما أكتبه الان يقاضيني، أنا المشدود كالسهم الى قوسك، لا اقدر ان اطلق روحي في فضاءات اليقين، لست منحازا الى غيرك، ليس القلب انفاقا الى هجرك، لكن (....) الشعر تنهاني عن التجوال في حقلك والايغال في نسغك واللهو بحبات الحنين.. وكأني اهدم الجنات، كي احظى بصحراء من الوحشة، كالأفعى بها اسعى على الأشواك مفتونا ببحثي عنك في كل ربيع، وكأني اغرس الناب بشرياني لتخدير الجنون، كلما وصلت خيطا فيك جاء الشعر، كي يقطع خيطا (.....) (...) افهميني، وحده الشعر يزيح الطين عن عين الخلاص الأبدي، فإذا اصبحت للمرأة وحدي، كيف لي ان اطرق الباب الذي يفضي الى الشعر (...)؟ وحدها المرأة كاللؤلؤ يجتاح غباري، فإذا اصبحت للأشعار وحدي، كيف لي ان اصنع الماسات من فحم انتظاري؟ أنت والشعر صراطان صديقان عدوان ينوسان أمام المقصلة، وعذابي أنني أجهل في أي اتجاه، أدخل الرأس، لتنجو الأسئلة.