أتوسد هامة صوتك وهو يرسمني في مدارات الخيال, ويمنحني تذكرة الترحال إلى مدن الهوى الغلاب. أتفتح في وريد بهائكِ, أطلع التوق الصعب الذي لا يرضى الا بالرواء أنتِ أحلى الأحلام التي ازدهرت في خاطري , تخطيت بكِ كل أزمنة الغربة والتيبس ومنحتكِ عمري لتختالين به في مهرجانات الاشواق دخلتُ بكِ مساحة السفر الطويل ما مللتُ, ولا مللتِ, أنا, وأنتِ صنعنا للدنيا أهزوجة الأمل كنتُ أحلم بالذي سيأتي, أنتِ أيضاً كنت تحلمين, وفي لحظة وضعت حلمي على حلمك جاءت العصافير لتغني لنا ولغدنا القادمَ إنني أشعر كلما تفاقمت غيرتكِ استواء الشوق, وحمأة الحنين أعطيكِ هذا الشعر المتعاظم بالمحبة, وأسألكِ الا تهوِي إلى سفح الشك, فأنتِ لي, الدنيا كلها تعالي نتذوق النعناع, حتى تثمر سواعد العطر بالبوح الشهي تعالي نضع الزهور على صدورنا لتكون عنوانا لخفقنا, وآمالنا المرسومة على أحداقنا, تعالي نكتب للأمس وداعاً, ونصنع للغد مهرجانا, من الحنان, ونمسك بأكفنا لحظات الفرح وهي تزهو غشقة إذا تحدثنا عن الغد, فأنت اليوم والغد وإذا تحدثنا عن اليوم فأنتِ الأمس واليوم سؤال؟ هل صحيح أننا في لحظة ننسى كل الذي مضى فلا نتذكر الا الذي سيأتي انهمار من بين كونه الحنين أختار وجهكِ ليكون بوصلتي إلى حيث الأمان معنى عندما لا نستطيع أن نمنح من نحبهم ما يريدون فإن ذلك معناه النهاية المؤكدة في الصميم كلما تجددت جراحات الحرمان, توهج البوح وأصبح بلون الدم, والأمل للدهشة حوار قال: عندما نفتح الجراحات نحاورها, ونناجيها, ويكون البوح هو أطول طريق بيننا ففي حمأة الحرمان والعذابات يكون الصمت هو الأبلغ ويكون الألم وحده طاغياً قالت: ربما لكننا في كل الأحيان نلجأ لهتاف القلب نستعلم عن قصف النوى, ونسأل عن الحب المسفوح, ونؤمل أن يكون الصبر هو طريقنا للخلاص قال: وعندما يبلغ الحرمان مداه, لا نقدر الا ان نربت على كتفيه نطلبه المهادنة, ونسأله أن يفتح أمامنا سبل الهروب أو الخلاص, أو الشعور بأن هذا العذاب أصبح هو كل الذي نملكه فلا يهمنا أن يقصر أو يطول, ينحسر أو يمتد قالت: بعض الهوى لا يزدهي الا بشيء من الحرمان, وبقليل من العذابات, وببعض من الشعور باللهبِ الذي يقودنا الى الزلزال ونكون حينها في قمة الحب. الغروب الحزين شعر : يحيى توفيق حسن غرِّدْ لنا ان الهزارَ طروبُ=وامْسِكْ دموعَكَ ان دهتْكَ كُرُوبُ من لم يذقْ طعْمَ الشَجَا في عيشِهِ=لا يرْعوِي عن غيِّهِ ويثوبُ واكتْم همومَكَ لسْتَ وحدَكَ في الأَسَى=ما عنْ مواجَهةِ الخطُوبِ هُروبُ هذا زمانُ العُهْرِ يشْقَى حُرُّهُ=ويفوزُ فيهِ منافِقٌ ومُرِيبُ لا يُيْئِسنَّكَ من زمانٍ كبْوةٌ=كل البعيدِ إذاً عزمتَ قريبُ فادأَبْ على خوضِ الهمومِ ولا تَهِنْ=ما خابَ في دربِ الحَياةِ دَءُوبُ لا تُرْخِصِ الدمْعَاتِ فهْيَ عزيزةٌ=وعلى الشدائدِ لا يُعِينُ نَحِيبُ وإذا المآسِي حاصرتْكَ حِرابُها=لاتبتَئِسْ فكما تجيئُ تغيبُ