تمثل الرياضة ركيزة هامة في حضارات الأمم وتقدمها بل وتعد وسيلة «فاعلة» من وسائل الاتصال بين شعوب العالم، حيث لعبت دوراً كبيراً في تعزيز العلاقات وتنمية أواصر عن فوائدها الصحية الجمة وانعكاسها الإيجابي في بناء الأجسام واثراء العقول السليمة. ٭ ولا شك أن الرياضة بالمملكة كانت بداية انطلاقتها الحقيقية بالمنطقة الغربية «في الخمسينيات الهجرية» بيد أنها تأسست وبصورة أكثر فاعلية على يد رائد الرياضة السعودية الأول صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله الفيصل «متعه الله بالصحة والعافية» فبعد تعيينه «حفظه الله» وزيراً للداخلية في مطلع عقد السبعينيات أنشأ إدارة خاصة تعنى بالشؤون الرياضية للإشراف على بعض الفرق وتم ضمها إلى وزارة الداخلية لتدخل مرحلة جديدة من مراحل التنظيم عقب انتقال هذه الإدارة.. لتصبح تابعة لوزارة حيث شهدت الحركة الرياضية آنذاك تسجيل وتصنيف الأندية السعودية رسمياً. ٭ ثم انتقلت بعد ذلك للوزارة العمل والشؤون الاجتماعية تحت مسمى إدارة رعاية الشباب ففي الحقبة الستينية الهجرية دخلت الرياضة للمنطقة الوسطى عن طريق مجموعة من الموظفين الذين يمثلون أول جيل مارس كرة القدم بالمنطقة الوسطى وتزعمهم كل من الشيخ محمد الصايغ وحمزة جعلي «رحمهما الله» حيث استمر هذا الفريق أكثر من سنة ثم انقسم وتمخض عن فريق شباب الرياض البلدي «الشباب حالياً» عام 1367ه الذي يعد أول ناد يتم تأسيسه بالمنطقة الوسطى رسمياً على يد الشيخ عبدالرحمن بن سعيد «أول من اقترح انفصال الموظفين وإنشاء ناد جديد».. وتبعاً لذلك قام (أبو مساعد) بتوفير المستلزمات المطلوبة التي تكفل استمرار هذا الفريق - حديث المنشأة والولادة - من ملابس وأحذية وأمور الصرف حتى لا يكون مصيره مثل مصير فريق «الموظفين» الذي انحل لعدم توفر العوامل والمقومات التي تسهم في بقائه، وبعد عقد من الزمن وتحديداً في عام 1377 أسس «شيخ الرياضيين» فريق الأولمبي «الهلال حالياً» هذا النادي العملاق الذي اشتهر بتاريخه الحافل بالإنجازات العظيمة والبطولات الذهبية. ٭ والشيخ عبدالرحمن بن سعيد كشخصية رياضية واجتماعية معروفة بأخلاقياتها الرفيعة وطيبتها المتناهية كان يتميز بالتفاني والإخلاص، فبجانب تأسيسه فريقي الشباب والهلال - كما أشرت آنفاً - لم يتوقف دعمه وعطاؤه السخي على هذين الناديين العريقين بل امتد أيضاً لكل الفريق بالمنطقة حتى الأندية المنافسة دعمها ووقف معها بصورة تنم عن حبه وانتمائه الصادق للرياضة. يقول (ميزر أمان) قائد وهداف فريق النصر في الثمانينات وأحد نجوم الرعيل الأول الذين قادوا فارس نجد للصعود لأول مرة في تاريخه للدرجة الأولى «الممتاز حالياً» يقول في لقاء نشر في الجزيرة بعددها «10767» في 8/1/1423ه «أن الشيخ عبدالرحمن بن سعيد دعم فريق النصر وهو في مرحلته التأسيسية حيث كانت له إسهامات طيبة في مساعدة ودعم بعض لاعبيه في إطار خدمته واهتمامه بالرياضة في المنطقة الوسطى قاطبة وهذا ليس بغريب على «أبو مساعد» الذي ضحى بوقته وجهوده وماله من أجل تأسيس ونشر ودعم رياضة الوسطى «انتهى كلام ميزر أمان». لقد كشف قائد النصر الدور الكبير والمساهمة الفاعلة لشيخ الرياضة في دعم الحركة التأسيسية لنادي النصر الذي استطاع أن يقف على قدميه بعد مجيء رمزه ورئيسه الأكبر عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله - الذي شكل انضمامه نقطة تحول في تاريخ فارس نجد حيث نقله من عالم البداية إلى عالم الريادة..!! ٭ هذا جانب من تاريخ رائد الحركة الرياضية الأول بالمنطقة الوسطى «عبدالرحمن بن سعيد» الذي حرصنا على تناول شيء من سيرته الرياضية عبر هذه الزاوية التي تمثل نافذة ضوء نطل بها على سير من اثرى وخدم حركتنا الرياضية بكل إخلاص وتفان. «ابن سعيد» الذي ومع دلوفه للعقد الثامن من عمره (متعه الله بالصحة والعافية) بقي قلبه يتسع حباً لكل من عرفه أو تعامل معه عن كثب حيث يؤكد أن تأسيسه لهذا الكيان العريق (الهلال) يبقى أكبر تكريم له وأبلغ نجاح في مسيرته الرياضية وبالتالي فإن «أبو مساعد» يديننا بالشيء الكثير وتحديداً من أبناء المنطقة الوسطى فهو أحد المؤسسين الحقيقيين للبنة الرياضة في تلك المنطقة. ٭ وهكذا سيظل «شيخ الرياضيين» علامة ناصعة لا يمكن أن تتبدل مهما تقادم الزمن.. وظاهرة يجب أن نستفيد منها في وقتنا الحاضر ونحن نعيش في عصر الاحتراف الذي يفترض أن نتعامل معه بشكل أفضل بما يتلاءم مع وضعنا وتقاليدنا الاجتماعية. ويبقى رائد الحركة التأسيسية للرياضة بالمنطقة الوسطى عبدالرحمن بن سعيد مرجعاً تاريخياً لكل باحث عن الحقائق والمعلومات التاريخية لرياضة الوسطى باعتباره أول من وضع بذور التأسيس لرياضة المنطقة وشعارها بدعمه ورعايته واهتمامه سنوات طويلة لا تمحى آثارها عن تاريخنا الرياضي. * محرر بجريدة الجزيرة