تشارك المملكة العربية السعودية في دورة الألعاب الاولمبية الثامنة والعشرين التي ستقام بالعاصمة اليونانية أثينا خلال الفترة من 12 وحتى 29 أغسطس المقبل بثمانية عشر لاعبا يمثلون ست لعبات وجميعها فردية وهي (ألعاب القوى - تنس الطاولة - السباحة - الرماية - الفروسية - رفع الأثقال). ويأمل المسؤولون في رعاية الشباب واللجنة الأولمبية السعودية أن تحقق الألعاب المشاركة نتائج مرضية رغم إدراكهم صعوبة المنافسة في ظل مشاركة نجوم عالميين في الدورة. وقد تلقت المشاركة السعودية ضربة موجعة تمثلت في عدم مشاركة الفارس الأولمبي خالد العيد الذي أحرز الميدالية البرونزية في أولمبياد سيدني 2000م حيث كانت الآمال معقودة عليه لإحراز ميدالية جديدة في منافسات قفز الحواجز ولكن إصابة حصانه تسببت في عدم مشاركته، وفي ظل عدم وجود العيد فإن المهمة ستنتقل لزميليه رمزي الدهامي وكمال باحمدان اللذين لا يقلان مستوى عن زميلهما وبإمكانهما السير على خطاه وتحقيق إحدى الميداليات الملونة. وتعول الجماهير السعودية كثيرا على العاب القوى لاسيما في ظل الاهتمام والدعم الذي تحظى به من قبل الأمير نواف ابن محمد رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى وكذلك في ظل وجود لاعبين مميزين في مختلف السباقات. ولكن تبقى الأنظار مسلطة على الواثب حسين طاهر السبع بطل الخليج والعرب وآسيا في الوثب الطويل حيث تمكن في دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت عام 2002م بمدينة بوسان الكورية من تحطيم الرقم الآسيوي متخطيا حاجز الثمانية أمتار حيث سجل (8.14م). ومنذ ذلك الحين وحتى الآن والبطل السعودي يسجل حضورا قويا في كافة اللقاءات الدولية التي كان آخرها لقاء لوزان الدولي الذي حقق خلاله المركز الأول حيث سجل (8.19م) الأمر الذي يؤكد استعداده القوي لإحراز ميدالية في الدورة الأولمبية. أما زميله العداء العالمي هادي صوعان صميلي الذي أحرز الميدالية الفضية في سباق 400م حواجز بدورة سيدني 2000م والفائز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الآسيوية عام 2002م ببوسان فإن أسهمه تراجعت كثيرا لتحقيق إنجاز جديد نتيجة انخفاض مستواه في الآونة الأخيرة ولكن تبقى حظوظه قائمة وربما يكرر نفس الإنجاز متى ما كان في كامل جاهزيته البدنية واللياقية والذهنية. ويبقى العداء الشاب حمدان عوضة البيشى مرشحا قويا للمنافسة على أحد المراكز المتقدمة في سباق 400م حيث تمكن من الفوز بالميدالية الذهبية في بطولة العالم للشباب التي استضافتها العاصمة التشيلية سانتياغو عام 2002م وقد تم اختياره من قبل الاتحاد الدولي لألعاب القوى للهواء كأفضل لاعب في العاب القوى في العالم على مستوى الشباب لعام 2002م كونه حقق رقما جديدا في بطولات العاب القوى على مستوى الشباب، وكان العداء البيشي قد حقق المركز الأول في لقاء كارلشتاد السويدي الدولي بعد أن قطع السباق في زمن قدره (45.45ث). اما العداء الواعد محمد الصالحي الذي يعتبر حاضر ومستقبل ألعاب القوى السعودية فطموحاته كبيرة في المنافسة على المراكز المتقدمة في سباقي 400م و 800م حيث حقق قبل شهرين تقريبا الميدالية الذهبية في بطولة آسيا للشباب في سباق 400م قبل أن تحرمه الإصابة من إحراز الميدالية الذهبية الثانية في سباق 800م، كما أنه احرز في العام الفائت المركز الأول في لقاء كارلشتاد السويدي في سباق 800م، بزمن قدره (1.47.44 دقيقة) ومتى ما كان جاهزا من الناحية الصحية واللياقية فإنه بالتأكيد سيكون مفاجأة سارة وربما يحقق إحدى الميداليات. وسيجد مخلد العتيبي بطل آسيا في سباقي 5000م و 10.000م صعوبة في إحراز إحدى الميداليات المخصصة لهذين السباقين في ظل التألق الكبير للعدائين الكينيين الذين عادة ما يحكمون قبضتهم على السباقات المتوسطة والطويلة ولكن يبقى باب الاحتمالات مفتوحا على مصراعيه. ويعد الواثب سالم مساعد المولد بطل آسيا في الوثب الثلاثي من المرشحين لتحقيق رقم شخصي جديد حيث سجل (16.60م) في دورة الألعاب الآسيوية ببوسان فضلا عن فوزه بالميدالية الذهبية في البطولتين الخليجية والعربية، ويسعى البطل السعودي إلى تحقيق إنجاز جديد له وللرياضة السعودية لاسيما في ظل استعداده الجيد من خلال المعسكرات الخارجية التي انتظم فيها منذ فترة مع بقية زملائه. أما بقية العدائين فرغم الإنجازات التي حققوها على كافة المستويات سواء الإقليمية أو العربية أو الآسيوية إلا أن فرصهم في صعود منصات التتويج تبدو ضئيلة ولكن هذا لا يعني عدم قدرتهم على تحقيق أرقام مميزة حيث يسعى كل منهم إلى بذل ما يستطيع لعل الظروف تساعده ويحقق إنجازا غير مسبوق. وتأتي مشاركة اللاعبين خالد الحربي في تنس الطاولة واحمد القضماني في السباحة بمثابة اكتساب المزيد من الخبرة جراء الاحتكاك على الرغم من إحرازهما عددا من الإنجازات على الصعيدين الخليجي والعربي ولكن من الصعب منافستهما على إحراز الميداليات نظرا لوجود لاعبين عالميين يفوقونهما مستوى وخبرة. ويمثل الرامي سعيد المطيري بارقة أمل حيث من الممكن أن يحقق ميدالية في مسابقة الرماية كما فعل الرامي الكويتي خالد الديحاني الذي حقق ميدالية في سيدني. وفي لعبة رفع الأثقال يشارك أربعة رباعين هم عبدالمحسن الباقر في وزن 69 كغم ورمزي المحروس وجعفر الباقر في وزن 62 كغم ونجم الرضوان في وزن 94كغم، وقد حققت هذه اللعبة العديد من الإنجازات حيث سيطرت على كافة البطولات الخليجية والعربية في مختلف الأوزان والتي كان آخرها الفوز بالبطولة العربية السابعة عشرة التي أقيمت بسوريا عام 2003م. ورغم السيطرة المطلقة لرباعي رومانيا وبلغاريا وتركيا ومن بعدهم الإيرانيون إلا أن الرباعين السعوديين أظهروا تطورا ملموسا في السنوات الأخيرة ومن المرجح ان تكون لهم كلمة قوية في اثينا. حسين السبع حمدان البيشي