احتضنت مدينة أسفي المغربية الدورة الرابعة لملتقى المرأة والكتابة { الملتقى العربي المتوسطي} في الفترة ما بين 15و18 من شهر يوليو الحالي، بحضور العديد من المبدعات العربيات ومن بينهن المغربيتان رشيدة بن مسعود, ونعيمة هدي، السعودية زينب أحمد حفني، المصرية فاطمة ناعوت، بالإضافة إلى عدد من النقاد والمهتمين المغاربة يتقدمهم رئيس اتحاد كتاب المغرب حسن نجمي والأديب إدريس الخوري،و البشير قمري, وشرف الدين ماجدولين, ومحمد معتصم, ورجاء الطالبي, ونجيب العوفي, ومحمد أقوضاض, وأسماء أخرى تنتمي لعوالم الكتابة القصصية والشعرية والإبداعية عموما. وفي كلمة افتتاح أشغال الملتقى ذكر حسن نجمي رئيس اتحاد كتاب المغرب أنه بعد أن عرفت الدورات الثلاث الأولى مناقشة "علاقة المرأة والكتابة بالمجتمع"، ثم "علاقة المرأة والكتابة بالمكان"، ف" علاقة المرأة والكتابة بالواقع"، فإن الدورة الرابعة ستعرف مناقشة موضوع "الكتابة واليومي عند المرأة"، ليطرح بعد ذلك عددا من التساؤلات محورها "كيف تؤسس المرأة في المغرب والوطن العربي هذه العلاقة الوثيقة في بعدها الجمالي بالإبداع واليومي". إضافة إلى ذلك أبرز حسن نجمي رئيس اتحاد كتاب المغرب أهمية المكتسبات التي حققتها المرأة المغربية من خلال المدونة الجديدة للأسرة وذلك اعترافا لها وبجهودها في مسار تنمية المجتمع وتربية الأجيال، مؤكدا على أهمية انعقاد هذه التظاهرة الثقافية في دورتها الرابعة والتي أضحت تقليدا سنويا لاتحاد كتاب المغرب بفرع مدينة آسفي {374 كلم جنوبالرباط}. الدورة وعبر ثلاثة أيام تميزت بالإضافة إلى تكريم رائدة الأدب النسوي المغربي الأديبة "خناتة بنونة" بعقد عدد من الندوات لمناقشة الموضوع الرئيس المجسد في موضوع "المرأة .. الكتابة واليومي". في الندوة الأولى التي شارك فيها عدد من الفاعلات الثقافيات تطرقت الكاتبة والشاعرة المصرية فاطمة ناعوت إلى واقع المرأة العربية متهمة إياها بأنها احد أهم أسباب تغييبها، معتبرة أن المرأة التي تطلب من الرجل دائما تحريرها ، والتي تنظر إلى نفسها من خلال عين الرجل. أكثر من ذلك اعتبرت ناعوت أن المرأة حتى وإن كتبت فإنها تكتب من خلال عين الرجل، وتكتب له. وبالتالي فالمرأة مدانة والرجل أيضا مدان، والرجل العربي مقهور ويفرض قهره على المرأة إما تخلفا في معاملة المرأة، أو يمارس قهرا مضادا في قهر الكائن الأضعف الذي هو المرأة. في الندوة الثانية التي قامت بتسييرها القاصة المغربية رجاء الطالبي تم التطرق لنفس الموضوع من خلال تدخلات كل من نجيب العوفي ونعيمة هدى. ومن بين الندوات التي أثارت اهتمام جمهور الملتقى كانت تلك التي شاركت فيها الروائية والشاعرة السعودية زينب أحمد حفني المقيمة في العاصمة البريطانية لندن. حيث تقدمت بورقة بعنوان " حكايتي مع الحرب". إلى جانب الندوات فإن الأمسيتين الشعريتين اللتين أقيمتا في الهواء الطلق بالقرب من القلعة البرتغالية شدتا اهتمام المتتبعين حيث تم الاستماع إلى عدد من القصائد الشعرية سواء ذات المنشأ الرجالي أم النسائي، مصطحبة بمقطوعات لموسيقى غناوة المغربية الأفريقية. إلا أن الحدث الأبرز في الملتقى كان تكريم رائدة الأدب النسائي المغربي الأستاذة خناتة بنونة حيث كان حفل التكريم مليئا باللحظات الإنسانية التي امتزج فيها الفرح بالدموع سواء من قبل المحتفى بها أو الحضور. تجدر الإشارة إلى أن صحيفة "اليوم" انفردت من بين باقي الصحف العربية بمواكبة أعمال هذا الملتقى الذي كان مناسبة لإجراء حوارات مع عدد من الأدباء والأديبات المغاربة والعرب، وفي مقدمتهم الأديبة السعودية زينب احمد حفني التي سنقدمها تباعا خلال الأيام القادمة.