أعلن فرانز هومر مدير شركة روش للأدوية يوم الاثنين 19 يوليو عن حصيلة أرباحها في النصف الأول من هذا العام، والتي تجاوزت ما كانت تطمح في تحقيقه، فقد زادت مبيعات الشركة المشهورة في مجال أدوية علاج السرطان وكيماويات التحليل المتعلقة بالكشف عنه بنسبة 13% عن نفس الفترة من العام الماضي، لتصل إلى 14.6 مليار فرنك، وتحصد أرباحا صافية تقدر ب 3.7 مليار، أي ما يعادل 31% زيادة عن عام 2003. وتوقع فرانز هومر أن تتواصل أرباح الشركة حتى نهاية العام في المجالات المتخصصة فيها، وعلى نطاق عالمي أوسع.وليس من قبيل المصادفة أن يتزامن الإعلان عن تلك النتائج الإيجابية المتفائلة، مع قرار روش بيع جميع منتجاتها من الأدوية البسيطة إلى شركة باير الألمانية بما قيمته 3.6 مليار فرنك، والمقصود بالأدوية البسيطة، هي تلك التي لا يحتاج المريض إلى وصفة طبية لشرائها، وتهدف روش من وراء تلك الخطوة إلى تركيز أبحاثها وتصنيعها على أدوية الأمراض المستعصية، حيث هامش الربح فيها أعلى. وتقول دينيس اندرسون المحللة الاقتصادية المتخصصة في تعليقها على نتائج روش ان ما حققته من مبيعات وأرباح خلال النصف الأول من هذا العام يدل على كفاءة عالية جدا، ويفوق المعدلات المتوسطة للشركات العاملة في مجال المنتجات الصيدلانية، بما في ذلك المركبات المستخدمة في الكشف المبكر عن الأمراض. في المقابل، نشرت نوفارتيس المنافسة التقليدية لروش في اليوم التالي مباشرة، أي في 20 يوليو حصيلة أرباحها ومبيعاتها عن الأشهر الستة الأولى من هذا العام، والتي كانت أيضا إيجابية، فقد ارتفع صافي ارباحها بنسبة 19% ليصل إلى 3.44 مليار فرنك. ويقف الاقتصاديون والمستثمرون الآن في حيرة بين الشركتين، وتجد الخبيرة دنيس أندرسون في حديثها إلى سويس انفو في نفس هذا الموقف وتقول انه من الصعب تحديد أي الشركتين أفضل، وفضلت أن تتحدث البيانات عن نفسها، ففي السوق المحلية مثلا، تستحوذ روش على 16% من حجمه، بينما ينخفض مع نوفارتيس إلى 11%.في الوقت نفسه تميل كفة روش إذا ما نظرنا إلى برنامجها في البحث عن عقاقير أو أدوية جديدة، ومن المحتمل أن تحقق نجاحات على المدي القصير، في مقابل تفوق نوفراتيس في برامجها البحثية أيضا ولكن على المدى البعيد، أما إذا نظرنا إلى حركة الأسهم في البورصات فسنجد أن روش ارتفعت بنسبة 15% ونوفارتيس بنصف تلك النسبة خلال السنوات الأخيرة الماضية. وحسب رؤية المحللة الاقتصادية دنيس اندرسن ضيفة سويس انفو، فإن السبب في تراجع نوفارتيس يرجع الى مخاوف المستثمرين من رغبتها في شراء شركات أو مؤسسات أخرى، فأحجموا عن المساهمة فيها، على الرغم من أن روش خيبت آمال المستثمرين لسنوات بعد ان اتضح أنها لم تف بوعودها بطرح أدوية وعقاقير جديدة إلى الأسواق، بينما ليس من المستبعد أن يكون لاندماج سيبا مع ساندوز وما حققه من نجاحات منذ عام 1996 تأثير على الحد من نجاح نوفارتيس. وإذا كان المستثمرون يفضلون دائما التعامل مع المؤسسات التي تحقق أرباحا متواصلة، فإن أية أخبار غير مطمئنة ولو بنسبة ضئيلة تؤثر على أسعار الأسهم في البورصة، وفي الأغلب بشكل سلبي، لحساب أول منافس لتلك الشركة، فالتعامل في سوق الأوراق المالية لا يعرف التعاطف الودي، بل أين ومن سيربح أكثر، مما لا يدعو للدهشة من وجود ما يمكن أن يراه المرء تناقضات في تحليل الخبراء أو رصد حركة الاسهم والسندات في البورصة.