قال رئيس وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.آي.إيه) جورج تينيت مساء امس الاول إنه رغم الجهود المكثفة التي بذلتها الولاياتالمتحدة منذ هجمات سبتمبر عام 2001 فإنه مازال أمامها خمسة أعوام لكي تؤسس جهازا أمنيا خاصا هي في حاجة إليه لمواجهة الارهاب. واكد جورج تينيت في شهادته أمام لجنة اتحادية مستقلة تحقق في الهجمات إن الشيء نفسه ينطبق على الوكالات الاخرى مثل وكالة الامن القومي وهيئات تحليل المعلومات، مشيرا الى وجود استراتيجية إبداعية خلاقة لتحقيق ذلك تتطلب التزاما وقيادة وتمويلا دائما.. وهذا ينطبق أيضا على الاجهزة الاخرى. وكانت اللجنة قد اتهمت في تقرير لها السي.آي.إيه بأنها لم تصل إلى تحليل يخلص إلى إمكانية استخدام طائرة مختطفة أو طائرات أخرى محملة بالمتفجرات كسلاح محتمل، كما انتقدت بشدة وكالات الامن والمخابرات في الولاياتالمتحدة بشدة لعدم قدرتها على إدراك أن هجوما كان على وشك الوقوع على الاراضي الامريكية. وقال تينيت إن التحذيرات تدفقت على وكالته في صيف عام 2001 ولكنها لم تشر في الوقت نفسه إلى وقت وطريقة ومكان الهجمات، مضيفا إن وكالته لم تستطع أبدا اختراق مؤامرة القاعدة. وأضاف تينيت في شهادته الثانية تحت القسم أمام اللجنة: لم تكن لدينا القدرة الحكومية للجمع بين المعلومات الخارجية والداخلية وعمليات معالجة وتحليل البيانات.. إن التحذير لا يكفي وحده في ظل غياب هيكلية لاتخاذ إجراءات تنفيذية لمواجهة التهديد الذي ينطوي عليه. وأوضح تينيت أن الولاياتالمتحدة أدركت وجود تهديد من تنظيم القاعدة ضدها ولكن تلك المعلومات لم تترجم إلى إجراءات فعالة لمواجهته، منوها الى إنه كان من شأن القيام بذلك تعقيد حسابات ما وصفهم بالارهابيين بوضع صعوبات أمام تحقيق أهدافهم بنجاح في مجتمع واسع ومفتوح لم يكن في الحقيقة - محميا في يوم 11 سبتمبر. ونحا تينيت باللائمة على قصور الموارد اللازمة لمواجهة التهديدات الارهابية بشكل أكثر كفاءة وقال إن وكالة المخابرات المركزية الامريكية فقدت 25 بالمائة من العاملين بها ومن ميزانيتها التي تقدر بمليارات الدولارات في استثمارات رأسمالية في التسعينات من القرن العشرين. وأضاف إن الوكالة لم تتمكن من ملاحقة التغيرات التكنولوجية. وقال مسؤولون آخرون في أجهزة المخابرات إنهم عانوا نقصا في الموارد بعد انتهاء الحرب الباردة إذ لم يكن أمام واشنطن عدو ظاهر لكي تواجهه. وقال تقرير اللجنة إن الاجهزة الامنية أعدت مجموعة من التقارير التحليلية عن تنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن ولكنها لم تقدم وصفا جازما لعلاقات منظمته مع حكومات أخرى وحجم التهديد الذي تمثله للولايات المتحدة. وتينيت واحد من بين عدد من مسؤولي المخابرات السابقين والحاليين الذين يدلون بشهاداتهم أمام اللجنة. وينتظر أن تنشر لجنة التحقيق تقريرها هذا الصيف في وقت حاسم بالنسبة للحملة الانتخابية قبيل الانتخابات الرئاسية الامريكية في نوفمبر المقبل. وكان ريتشارد كلارك المستشار السابق للرئيس الامريكي في شؤون مكافحة الارهاب اتهم بوش بإهمال تهديد القاعدة الامر الذي نفاه بوش.