ان احتكاك المتعاملين بالعقار مع غيرهم من الجنسيات الاخرى ولد الكثير من المفاهيم التي قد تكون غائبة عن المنظرين والفلاسفة او ممن يعدون البحوث وماشاكلهم.. كما ان بعض الزوار الاجانب لايخفون اعجابهم بالامكانيات والمقومات التي تمتلكها بلادنا حتى انهم ينبهوننا احيانا لامور غائبة عن اذهاننا! ولاضير في ذلك، بل من المفيد الاستماع اليهم والاسئناس بآرائهم.. وقد حدثني احدهم قائلا: لم لاتستغلوا الصحراء؟ قلت: بما ذا؟ قال: للاصطياف شتاء!! ومرت الايام ودار الفلك دورته، واذا بي احضر مزادا يقع على مقربة من كثبان رملية، وكان الفصل شتاء ومع زخات المطر وعلى تلك التلال الذهبية، حينها تمنيت لو تستغل تلك الكثبان سياحيا.. ان السياحة اصبحت صناعة رائجة في معظم دول العالم وانها تشكل حقلا مهما في خانة الناتج المحلي. حيث ان حصتها أي السياحة تتراوح بين (15% 30%) في بعض الدول وهو برأيي رقم (مؤثر) في ارقام ميزانيات تلك الدول. فالسياحة في جزئية بسيطة من صحراء الدهناء او النفوذ او الصمان او الربع الخالي.. الخ، يمكن ممكنا تحقيقها كما أنها أي الصحارى تعد كنوزا مطمورة ان الاوان لنبشها والاستفادة منها، كما انها تعد موردا هاما ورافدا من روافد الايرادات التي يعتمد عليها اقتصاد المملكة. ان استغلال هذه الكنوز التي نترحم على ايامها وربما نخشى سبر اغوارها لتخوفنا من العائد المتوقع جراء استثمارها.. والسؤال الذي يفرض نفسه الان لماذا لانستغل الصحراء؟ لماذا لانأخذ هذا الاقتراح الذي نبهنا اليه القادم من الخارج على محمل الجد؟ ما العائق من عمل دراسة جدوى لمشروع مثل هذا؟ اعتقد بل اجزم اننا قادرون على الاستفادة من ثرواتنا ومنها هذه الصحراء. لقد كنت ممن عايش تأسيس مشروع (قرية الخليج) على ساحل نصف القمر وهو من المشاريع التي راهن البعض على فشلها، ذلك لانها (كثبان رملية) وانها تقع في (قلعة وادرين) تندرا ببعدها عن المدينة وانها في مكان (نائي) وانها.. وأنها! هكذا نحن دائما نحبط كل (مشروع مستقبلي) وقبل ولادته بل في مهده، وكأننا خلقنا لنعيش يومنا فقط وهذا ما فعله التكاسل والتناحر والاتكالية بنا، بينما نحن امة تدعو للعمل والالفة والتعاون كما يحثنا ديننا الحنيف على ذلك في كل امورنا.. ان اكبر دليل على قوة ارادة ابناء هذا الوطن، هو ما قامت به الشركة العملاقة (ارامكو السعودية) التي حولت جزءا من صحراء الربع الخالي الى قرية نموذجية تتصل بالعالم من خلال تقنيات عالية وما اقصده هو حقل الشيبة النفطي الذي تربع على صحراء مترامية الاطرالف هي صحراء الربع الخالي لقد طوعت ارامكو التقنية الحديثة ووعورة الصحراء وجعلت من رمال الصحراء مدينة متكاملة من بنى تحتية وخدمات مساندة ترقى الى مدن حديثة.. وللحديث بقية.