قال مدير عام المركز الوطني للأرصاد وحماية البيئة الرئيس التنفيذي لبرنامج المملكة الوطني لدراسات وأبحاث فيزياء السحب الأستاذ صالح بن محمد الشهري. أن برنامج استمطار السحب والذي يأتي في مرحلته الرابعة قد بدأ العمل به فعلياً بمنطقة الرياض منذ خمسة أشهر وبيَّن الشهري أن عدد الطائرات التي تقوم حالياً بمهام فيزياء الحب هي (11) طائرة منها (8) كنج إير و(2) اثنتان شايان وطائرة واحدة نوع (12) بالإضافة إلى شبكة رادارات طقس متطورة خاصة بالأبحاث المتعلقة بفيزياء السحب، وكذلك أجهزة رادار مُتنقلة يتم تركيبه وتجهيزه لاستخدامه حسب الحاجة وأيضاً شبكة الاتصالات والأقمار الصناعية وتقنية المعلومات والإنترنت وكافة الاحتياجات الأرضية اللازمة للبرنامج بالإضافة للقدرات البشرية لجميع التخصصات كما استعان البرنامج بعدد من الكفاءات العلمية والخبراء من الجامعات والجهات الحكومية المختصة بالمملكة ضمن اللجنة العلمية للبرنامج. وبيَّن أن مجموعة البيانات التي تم جمعها ضمن برنامج التقييم للتجارب السابقة (الجنوبية والوسطى) تُعد من أكثر المعلومات شمولية في منطقة الشرق الأوسط، وهي ذات قيمة فريدة من نوعها في تقييم تأثير بذر الغيوم على الهاطل المطري والتأثيرات الأخرى على البيئة والطقس والمناخ في المنطقة. مشيراً إلى أن هذا الاهتمام يأتي في ظل الرغبة لإيجاد الحل لمعالجة مشاكل النقص في المياه، واستشعاراً لتلك الأهمية، بدأت المملكة فعلاً باتخاذ بعض الإجراءات الكفيلة للحد من الآثار السلبية لهذه المشكلة، فبالإضافة إلى الطرق المتبعة للحصول على المياه النقية عن طريق تحلية مياه البحر وتكرير وإعادة استخدام المياه المعدومة مع الأخذ في الاعتبار محدودية استخدام المياه الجوفية بسبب الاستخدام الجائر لهذا المورد الهام، ولهذا كان البحث عن طرق بديلة لتأمين مصادر مائية جديدة حيث إن تقنية زيادة الهاطل المطري عن طريق استمطار السُحب صناعياً إحدى الطرق الإضافية الواعدة لتأمين مصادر مائية جديدة تُساهم في معالجة هذه المشكلة وبتكاليف قليلة، رغم الاتفاق عالمياً على أن هذه الطريقة لا تزال قيد الاختبار وتحتاج لكثير من الدقة والتطوير العلمي والتقني قبل الوصول إلى مرحلة التطبيق، إلا أن الأبحاث العلمية الدءوبة خلال العقدين الماضيين أدت إلى تطوير كبير لهذه التقنية وزيادة الاعتقاد بصلاحيتها. وعلى ضوء ما تضمنته تقارير التوقعات البيئية والأرصادية، فإن هذا البرنامج يُشكل تجربة مثيرة للاهتمام نتيجة لتميّز منطقة الرياض بظواهر جوية فريدة تؤدي إلى غيوم تختلف عن غيرها في الانحاء الأخرى من العالم التي تم دراستها في السابق ضمن برنامج تحوير الطقس وهذا ما يجلب مه تحديات من نوع خاص لتقييم تأثيرات البذر على الهاطل المطري.تجدر الإشارة أن معالي وزير البلديات الإقليمية وموارد المياه بسلطنة عمان الشيخ عبدالله بن سالم بن عامر الرواس قام الاثنين الماضي بزيارة إلى مقر المشروع بفرع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بمنطقة الرياض، وذلك للاطلاع والاستفادة من تجربة المملكة وخبراتها في مجال برنامج المملكة الوطني للاستمطار والنجاحات التي تحققت في هذا الجانب.