يمرض ولكنه لا يموت، يتقهقر ولكنه سرعان ما يعود، غاب فغابت معه البسمة والدهشة والروعة، عاد فعادت معه الأفراح والليالي والملاح، هكذا هو العالمي مثير في كل حالاته، منفرد بكل ألقابه، اعتقدوا أنه أضحى من الماضي، والماضي في نظرهم بات ضربًا من ضروب الخيال، فأبى إلا أن يرد عليهم بلقب لا يمكن أن يزهاه فخرًا وشموخًا إلا اسم سلمان. عاد العالمي والعود أحمد، أشرقت شمسه من جديد وردد أنصاره بلحن فريد: «لا جاء وقت الجد العالمي ماله ند»، قابل خصمه اللدود وغريمه التقليدي الهلال الذي طالما خرج عبر بوابته في السنوات الماضية، وسدّد فاتورة سنوات طوال، وحقق فوزًا كان بمثابة البلسم الشافي والكافي لأوجاع مدرجه المشع والذي أضناه طول الانتظار. فاز العالمي بعد أن تضافرت كل الجهود الفنية والإدارية وحتى الجماهيرية، فلأول مرة في تاريخ الكيان النصراوي يتحد النصراويون خلف ربان سفينتهم المحنك كحيلان، ولأول مرة في تاريخ الكيان تتحد أصوات الجماهير وتضع الكيان فوق كل اعتبار، مذهل هذا العالمي حد الإبهار، ومؤلم لحساده حد الشفقة والإحسان، هذا ديدنه وهذا صنيعه منذ أن تأسس في قديم الأزل، وحتى يومنا هذا. عاد فارس نجد من جديد، وهل يحق لنجد أن تتباهى بغير فارسها أمام مرأى أمير نجد، ولي العهد، سليل المجد، عاد العالمي لمواصلة ركضه المعهود، ومطاردة الألقاب والإنجازات، فأفردت له العاصمة كل المساحات، وتغنت به الرياض ورددت: «ليلة ويا عساها تعود». منذ بداية الموسم أطلق النصر بواكير الفرح، وشلالات البهجة والسرور التي عمّت كل أرجاء المعمورة، فالعالم كله أضحى يردد اسم العالمي، ويتغنى بإنجازاته، زرع مبكرًا فحصد، أعطى وبذل فتحقق له ما أراد وانتصر. كأس الغالي سلمان هي البداية، فمن يعتقد أنها النهاية فهو يجافي الحقيقة ويغالظ لغة الواقع، فالدوري هو الآخر بات قريبًا من العالمي أكثر من أي وقت مضى خاصة بعد تحقيق إنجاز البارحة، ففي لغة وعُرف كرة القدم المجنونة، النصر يعقبه نصر، واللقب يتلوه آخر. مدرج الشمس أو الظاهرة الكونية التي غيّرت كل القيم والمفاهيم، ارفعوا رؤوسكم وطاولوا بها هام السماء، ففريقكم يستحق الفخر والثناء، ونجومكم باتوا أشهر من نار على علم، فمن يقف خلفه مدرج كمدرج الشمس الوفي سيكون علامة مضيئة، شاء من شاء وأبى من أبى.