لم يعد يخفى على الجميع مدى الأضرار الصحية التي تسببها الغازات والأبخرة والدخان المنبعث من المصانع بشركات سابك والشركات التابعة لها.. على سكان الجبيل البلد. حيث أصبح الكثيرون يعانون من عدة أمراض وأبرزها الربو والحساسية والتهابات الجيوبا الأنفية.... الخ و الجبيل البلد لا تبعد سوى عدة كيلو مترات من هذه المصانع. حيث يزداد انبعاث هذه الغازات والأبخرة في حالة هبوب الرياح الشمالية الغربية، مما ينقل الغازات ويخنق الأهالي بأكسجين ملوث يتصاعد في منتصف الليل وقبل الفجر حينما ترفع المصانع من إنتاجها وبذلك تساهم في نسبة التلوث البيئي في المدينة. هموم الأهالي في الجبيل تضاعفت خصوصاً في السنوات الأخيرة بسبب هذه الغازات، وتعالت الأصوات المطالبة بوضع خبرات اوسع لتقدير انبعاث هذه الغازات. وخير ما نستشهد في هذا الخصوص ماتطرق اليه الزميل فضل بن سعد البوعينين في هذه الصحيفة الغراء بتاريخ السادس عشر من ذي الحجة 1424ه رداً على احد المسئولين في الهيئة الملكية وفند فيه الكثير من الحقائق الدامغة بتضرر الجبيل البلد من التلوث ومن جانبها رصدت (اليوم) هذه الهموم من باب إظهار الحقائق ونشر الوعي البيئي ووضع حلول لبدائل أكثر أماناً للأجيال القادمة. @ بداية يقول أحمد العتيبي : الغازات والدخان المنبعث من مصانع بالشركات في الجبيل الصناعية ملموس وواضح مثل الشمس وسط النهار - ولا يحتاج إلى تفسير، ولكن هذه الغازات والدخان الذي يغطي ويكسي الجبيل البلد أصبح يتضاعف ويزداد بشكل لا يحتمل في السنوات الخمس الأخيرة في ظل النمو المتزايد للمشاريع البتروكيماوية لسابك وشركاتها، التي أطلقت العنان لهذه المشاريع الضخمة دون أن تقابلها جهود تذكر لحماية البيئة والحد من تلوث المنطقة بشكل عام. ودون التأكيد على أن لكل بيئة مقدرة محدودة على تحمل التلوث. ويضيف العتيبي قائلاً نحن في الجبيل البلد أصبحنا نستنشق غازات وأبخرة المصانع بشكل مستمر، خصوصاً يومي الخميس والجمعة وفي أوقات الفجر في كل الأيام. وعلى سبيل المثال هناك ثاني أكسيد الكبريت (SO2 ) وغاز هايدرو أكسيد الكبريت ( HCS ). يصدر عن شركة (ساسرف) كذلك غاز الأمونيا وهو غاز كثير التسرب ويلاحظه الجميع من أهالي الجبيل البلد ويصدر عن بعض الشركات على سبيل المثال شركة سماد وابن البيطار. ناهيك عن بعض المصانع الأخرى التي تنتج عددا من المنتجات الكيماوية الأخرى.والتى والله اعلم مدى الضرر الذي يمكن ان تلحقه بصحة الأهالي. ونحن هنا، لا نطالب بالمستحيل لهذه المصانع بل نطالب مراقبة البيئة وسلامتها وسلامة المواطن الذي هو ثروة الوطن وذخره. واضا ان هناك معايير عالمية تساعد على الحد من الأخطار المرتقبة من مثل هذه المصانع نتمنى تطبيقها. وخصوصاً أنه قد كثرت في الآونة الأخيرة العديد من الأمراض المتعلقة بالجهاز التنفسي والصدري والجيوب الأنفية إلخ ... وأصبحت المستشفيات والمستوصفات تعج بمثل هذه الأمراض وما خفي أعظم، وناشد العتيبي الجهات المختصة بحماية البيئة بالتدخل الفوري لإجبار هذه المصانع بوضع أجهزة للتخفيف والحد من التلوث ولو نسبياً، كذلك طالب بوضع خبرات أوسع لتقدير انبعاث هذه الغازات وما تخلفه من نتائج. @ وفي هذا السياق يؤكد محمد عبد الله النعيمي خطورة الوضع قائلاً: نحن أهالي الجبيل البلد أصبحنا بسبب انبعاث غازات المصانع وأبخرتها في حالة لا يعلمها إلا الله فلا تجد منزلا إلا ويشكو اهله من آلام الصداع بسبب التهاب الجيوب الأنفية والحساسية المزمنة لاستنشاق هذه الغازات التي أصبحت تطارد سكان الجبيل البلد التي تصلهم حتى من خلال المكيفات!! كما أحب أن أضيف لما ذكره زميلي أن التلوث لا يقتصر على الغازات المتعلقة بالأمونيا بل هناك أيضاً تناثر مخيف لنشارة الحديد المنبعثة من مصنع شركة حديد الذي لا يبعد سوى أربعة او خمسة كيلو مترات من الجنوب أي أقرب نقطة له هي الجبيل البلد، ونحن نسأل ما أثر ذلك على البيئة والأضرار التي سوف تترتب على ذلك إذا لم تكن هناك وقفة جادة ومدروسة من قبل الجهات المعنية. ونحن نسمع ونقرأ بين فترة وأخرى عن زيادة المشاريع الخاصة بالبتروكيماويات في منطقة الجبيل الصناعية فهل هناك ما يقابلها من احتياطات ووسائل للحد من التلوث البيئي؟. ويشير علي إسماعيل رضوان الى أنه يرى سحبا من الدخان الكثيف وهي تغطي مدينة الجبيل البلد وهي ترى من عدة كيلو مترات الى جانب حمم اللهب المتزايدة التي يسمع هديرها من على بعد عدة كيلو مترات ويشير الى أن هذه الأصوات ما هي إلا بسبب إحراق الغاز الذي لا يمكن السيطرة عليه داخل المصنع. وقال: نحن لا نطالب بالمستحيل للحد من هذا التلوث بل هناك وسائل يمكن اتخاذها وهي الفلاتر المخصصة لهذا الغرض. إلى جانب اتخاذ قرار شجاع وهو إبعاد مثل هذه المصانع والمشاريع الكيماوية عن الجبيل بما لا يقل عن 50 كيلو مترا عن منطقة الجبيل شمالاً. ويبين فهد سالم الراشد انعكاسات مخرجات المصانع على السكان قائلا: ان أماكن الاستجمام والراحة والأماكن الترفيهية لا يمكن أن تشعر فيها بالراحة ونعني بذلك اننا خلال وجودنا بكورنيش الجبيل نستنشق ونسمع هدير المصانع الذي يزعجنا ويقلق راحتنا. فهل يقدر المسئولون عن هذه المصانع مدى الإزعاج والضرر الذي يترتب بوجود مثل هذه الغازات المضرة التي تزكم الأنوف وتعرض حياة المواطنين للضرر. وهناك أمل في أن تتخذ إجراءات تكفل الحد من التلوث ولو بالقدر المعقول، ونحن ولا نطالب بما هو مستحيل!!! ونقترح وجود حزام من الاشجار الكثيفة في المنطقة الفاصلة بين الجبيل البلد والصناعية لكي تمتص هذه الغازات. * وبين حسين علي العطيف: أن معظم من يقابلهم من الأقارب والأصدقاء في الجبيل البلد يشتكون من الأمراض الصدرية والحساسية خصوصاً الأطفال حديثي الولادة. ويقول: إن هناك إحصائيات غير معلنة أي أن هناك تزايدا مستمرا في عدد حالات الربو والالتهابات الصدرية بما يضاعف المأساة ويزيد من مشاكلها لذا لا بد من مواجهة هذه القضية بطرح جريء ومعالجتها بكل صراحة ولا بد من استشارة السباقين في هذا المجال لأخذ خبرتهم ونصائحهم في هذا الشأن. @ وعن اهتمام المستشفيات بحالات الربو وعن أبرز ما تقدمه لمثل هذه الحالات. أوضح مدير مستشفى الجبيل العام الدكتور مد الله بن صالح الجوفي أن هناك اهتماما كبيرا بشريحة مرضى الربو، وقال لقد شاركنا في الاحتفال وبمهرجان الربو، وهناك مشاركات كثيرة للتوعية الصحية العامة كذلك التقليل من المضاعفات وفهم الأبعاد الصحية والاقتصادية لمشاكل الربو. ونفى مدير المستشفى أن تكون الجبيل البلد سجلت أعلى نسبة في الاصابة مرض الربو أو أية أمراض أخرى جراء التلوث الصناعي وأضاف بأن عدد الحالات المسجلة والمصابة هي أكثر من 227 حالة مما يعني ان هذا الاتهام لا اساس له من الصحة، إذ أنه بمراجعة كتيب علاج الربو من قبل وزارة الصحة تبين أن الشرقية أقل من غيرها من المناطق في المملكة. وأشار الى عدم وجود دراسة خاصة في مدينة الجبيل على وجه الخصوص، مما يصعب حصر عدد الحالات المتعلقة بالربو وما إذا كانت بسبب التلوث البيئي ام لا. ولكن عاد مؤكدا على أن أهم الأسباب المسببة في اشتداد أزمات الربو هو التلوث البيئي. وأضاف أن هناك حالات يتم تحسنها بتغيير منطقة السكن.