بدأ قادة الاحزاب السياسية الاربعة والعشرون في إندونيسيا امس حملات انتخابية عامة تستمر ثلاثة أسابيع استعدادا للانتخابات البرلمانية في الخامس من نيسان/إبريل المقبل وسط إجراءات أمنية مشددة خشية وقوع أعمال عنف. وفي جاكرتا انطلقت الحملات الانتخابية بعقد ممثلي الاحزاب لاجتماعات جماهيرية ومسيرات في أكثر شوارع العاصمة الاندونيسية ازدحاما ما أدى إلى إصابة حركة المرور بالشلل في المدينة الشهيرة باختناقاتها المرورية. وقال حاكم جاكرتا سوتيوسو الذي دشن الحملة الانتخابية في المدينة رسميا في هذه المناسبة، أود أن أذكر لاعبي جميع الاحزاب بأن يثبتوا أن بوسعنا أن نبدو أمناء لكي يثق بنا الشعب. حاثا سوتيوسو، المعروف باسم واحد فقط شأنه في ذلك شأن الكثير من الاندونيسيين، الهيئة المشرفة على الانتخابات اتخاذ إجراءات ضد أي مخالف لقواعد الحملة الانتخابية التي تمتد رسميا من 11 آذار مارس إلى الاول من نيسان إبريل. وعقدت اجتماعات انتخابية مماثلة في جميع أنحاء إندونيسيا فيما تستعد البلاد لاكبر انتخابات عامة في تاريخها وأكثرها تعقيدا، حيث يحق لاكثر من 147 مليون ناخب الادلاء بأصواتهم في الانتخابات في الخامس من نيسان/إبريل المقبل لانتخاب نحو 000ر15 عضو في البرلمان بمجلسيه وفي المجالس التشريعية الاقليمية والمحلية على مستوى البلاد. ولم يقدم أي بلد ديمقراطي آخر بما في ذلك الهند على خطوة إجراء ثلاث عمليات انتخابية في يوم واحد مما أربك الكثير من الناخبين الاندونيسيين لاسيما في الريف حيث أظهر استطلاع حديث للرأي أن غالبية الناخبين لا يعرفون حتى تاريخ الانتخابات العامة، التي سيعقبها أول انتخابات مباشرة في تاريخ إندونيسيا لاختيار رئيس البلاد ونائبه في الخامس من تموز/يوليو القادم والتي ستعاد في 20 أيلول/سبتمبر إذا لم يفز أي مرشح بنسبة 51 في المائة من الاصوات على الاقل في الجولة الاولى. ومن المقرر أن تطلق الرئيسة الحالية ميجاواتي سوكارنوبوتري التي ترأس أيضا حزب النضال الديمقراطي الاندونيسي حملتها الانتخابية اليوم في منتجع جزيرة بالي. يذكر أن الحزب فاز بنحو 34 بالمائة من الاصوات في انتخابات عام 1999 والتي اعتبرت (أنزه) انتخابات و (أكثرها حرية) في تاريخ إندونيسيا منذ أول انتخابات تجريها البلاد عقب الاستقلال عام 1955. ومن المقرر أن يحضر نائب الرئيس حمزة هاز الاجتماع الانتخابي لحزبه، حزب التنمية المتحد الاسلامي اليوم في جزيرة مادورا الصغيرة بجاوة الشرقية. ويعيش قرابة 82 بالمائة من إجمالي الناخبين في إندونيسيا في جزر بالي وجاوة وسومطرة. وبدأ قادة الاحزاب الاخرى ومن بينهم أمين رئيس زعيم حزب التفويض الوطني وهدايت نور وحيد زعيم حزب العدالة الاجتماعية حملاتهم الانتخابية امس في جاوة الشرقية أيضا. ويحضر رئيس حزب جولكار أكبر تانجونج الذي برأته المحكمة العليا من اتهاما ت بالفساد الشهر الماضي الاجتماع الانتخابي لحزبه في منطقة ليمابولو بسومطرة الغربية. ويتوقع المراقبون أن يكون أكبر عدد من الاصوات في الانتخابات من نصيب الحزبين الكبيرين وهما حزب النضال الديمقراطي الحاكم وحزب جولكار الذي كان في الماضي أقوى حزب والذي استخدمه الرئيس الاسبق سوهارتو كمطية لاحكام قبضته على السلطة حتى الاطاحة به في أيار/مايو عام 1998.