على الرغم من تمتع مدن الشمال الايراني بكافة مواصفات المدن السياحية والتي تمكنها من منافسة مثيلاتها فى الدول المتقدمة سياحيا نظرا لما تتميز به هذه المدن من طبيعة جغرافية جبلية ومناظر خلابة وطقس رائع الا ان هذه المزايا تظل ناقصة حسب راي المهتمين نظرا لعدم اكتمال المتطلبات والخدمات السياحية فى هذه المدن. فإلى جانب عدم وجود فنادق فئة ال(5) نجوم فى هذه المدن وعدم وجود منتجعات ومصحات ومدن الالعاب الترفيهية الكبيرة ومجمعات تجارية ضخمة ومطاعم تشتهر بتقديم اشهر المأكولات وفقا للمطابخ العالمية اضافة الى عدم اجادة اغلب العاملين فى مجال السياحة اللغة الانجليزية جعلت الخدمات السياحية الموجودة فى هذه المدن فى نظر السياح الاجانب ناقصة0 والكل يجمع على ان هناك مدنا فى شمال ايران تمتاز بجمال نادر كونها تقع في احضان الطبيعة الخلابة التي تطل على سواحل بحر قزوين الذى يمتد على مسافة تبلغ اكثر من 600 كيلو متر وتشرف عليها سلاسل جبال /البرز/ الشاهقة ويوجد فيها شلالات وانهار وغابات اضافة الى طقسها المنعش0 ومن اجمل مدن الشمال الايراني قرية (كلاردشت) التى تعتبر مصيفا جميلا يقع فوق رابية خضراء تتدفق فيه المياه عبر الوديان والشلالات ويشتهر بمناظره الخلابة ونقاء هوائه المنعش ويصفه الكثيرون بانه جنة الجنان0 كما ان مدينة (رامسر) وهي بلدة سياحية جميلة هادئة تشرف على مناظر طبيعية رائعة وتكثر فيها الينابيع العذبة والمياه الصحية الشافية من امراض المفاصل والفقرات وتضم عددا لا بأس به من الفنادق والفلل والشاليهات0 والحال كذلك بشأن قرية (ماسولة) احدى اشهر مناطق الاصطياف في شمال ايران وتعرف بموقعها الفريد ومناخها المنعش وبوفرة مياهها الغزيرة التي تتدفق من قمم الجبال الشاهقة وجمال بيوتها الواقعة على قمم الجبال0 وتوجد فى الشمال الايرانى مناطق ومدن كثيرة جميلة جدا من اهمها مدينة /تالش/ التي لا تقل جمالا عن /كلاردشت/ ومدينة /تركمن/ الغنية بالكافيار ومدينة /رشت/ التى تصف بانها مدينة الفاكهة والشاي0 وقد اولت الحكومة الايرانية فى السنوات الاخيرة اهتماما كبيرا لقطاع السياحة فى ايران بهدف تسهيل وتوفير الخدمات السياحية للراغبين فى زيارة المناطق السياحية فى مدن الشمال الايرانى والتى عادة ما تشهد اقبالا منقطع النظير فى موسم الصيف نظرا لكونها مقصدا يلجأ اليه طالبى الاستمتاع باجواء الراحة والاستجمام وصفاء الذهن0 وايمانا من الحكومة الايرانية باهمية دور قطاع السياحة فى ايران وتوفير كافة متطلباته قامت بدعم مؤسسة السياحة والتراث الايرانية ورفعت المستوى الوظيفى لمديرها العام حسين مرعشى ليكون فى منصب معاون لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية للشؤون السياحية وهذا بالتأكيد دليل على اهتمام الحكومة بقطاع السياحة0 ولتقييم الخطط والبرامج التى وضعتها مؤسسة السياحة والتراث الايرانية واثرها على تنشيط الحركة السياحية فى ايران التقت وكالة الانباء الكويتية /كونا/ مع صاحب احدى مكاتب السياحة والسفر الخاصة محمود شادكاني الذى اشار الى وجود نية لدى مؤسسة السياحة والتراث الايرانية الى توحيد اسعار الاقامة والسكن والنقل وتذاكر دخول المواقع والمعالم السياحية والاثرية بالنسبة للسائح الاجنبى والايراني0 واعطى شادكاني مثالا على ذلك بقوله انه حاليا ينبغى على السائح الاجنبي ان يدفع عشرة اضعاف قيمة التذكرة التى يدفعها المواطن الايرانى عند دخوله لاى معلم سياحى او اثرى0 واكد عزم مؤسسة السياحة الايرانية على تطوير مستوى الفنادق وجذب الاستثمار الاجنبي الى جانب دعم الاستثمار الداخلي في المجال السياحي مشيرا الى ما تقوم به المؤسسة مؤخرا لترميم فندق /ازادي/ الشهير في العاصمة طهران بالتعاون مع شركات اجنبية0 واشار الى ان مدخول ايران من السياحة بلغ مليار دولار سنويا في حين تشير الارقام الى ان عائدات قطاع السياحة فى تركيا بلغت 10 مليارات دولار وفي مصر بلغت تسع مليارات دولار0/ وتطرق شادكانى الى الاجراءات التى وفرتها الحكومة الايرانية لتنشيط الحركة السياحية فى ايران وابرزها عامل الامن والاستقرار الى جانب التسهيلات التى تقدمها للسائح فى المطار والتى يلحظها الجميع سواء ما يتعلق بسرعة ختم الجوازات وسرعة انهاء الاجراءات الجمركية وتوفير وسائل نقل حديثة ومكيفة من المطار والى اى مكان يقصده السائح0 وحول اعداد السياح وزبائن مؤسسته اشار شادكاني الى ان مؤسسته تستقبل سنويا وعلى مدى العام ما بين الف و1500 شخص من دول مجلس التعاون الخليجي الذين يقصدون ايران على مدى شهور السنة بغرض السياحة والزيارة والعلاج0 واوضح انه وفقا لإحصائيات مؤسسة السياحة والتراث الإيرانية فان عدد السياح الاجانب الذي زاروا ايران خلال عام 2003 بلغ حوالى مليون سائح معربا عن اعتقاده بان هذا العدد يعد رقما متواضعا قياسا بوفرة الاماكن الاثرية والسياحية الجميلة في ايران 0 واشار الى دور السياح العرب وعلى وجه الخصوص من دول مجلس التعاون الخليجى في تنشيط الحركة السياحية في ايران نظرا لكثرة اقبالهم وتنقلهم بين المدن الايرانية المتعددة اضافة الى كونهم قوة شرائية تساهم فى تنشيط الحركة التجارية فى ايران0 وحول تقييمه لموسم السياحة الحالي اعرب شادكاني عن اعتقاده بان موسم السياحة الحالى فى ايران بدأ بداية ضعيفة لعدة اسباب من ابرزها الزلزال الذي ضرب محافظة /مازندران/ الواقعة فى شمال ايران والتى تضم العديد من المناطق والمدن السياحية منها /كلاردشت/ و/ماسوله/ و/تالش/0 واوضح ان هذا الزلزال تسبب منذ وقوعه والى هذا اليوم فى اغلاق الطريق الرئيسي بين طهران ومدن الشمال مما صعب الامر على كل من يرغب فى التوجه الى هذه المدن وجعلهم يضطرون لسلوك طرق بديلة ووعرة ومسافات ابعد لهذا الغرض0 وكان زلزالا قويا بلغت قوته 5ر5 درجة على مقياس ريختر ضرب فى 29 من شهر مايو الماضى محافظة /مازندران/ الواقعة في شمال ايران اسفر عن مصرع وجرح العشرات نتيجة لوقوع انهيارات تعرضت لها الجبال المحيطة بالطريق الذى يربط طهران بمدن شمال ايران0 واشار الى وجود أسباب اخرى ادت الى البداية الضعيفة للموسم السياحي الحالى من اهمها ارتفاع مصاريف الاقامة فى الفنادق وافتقار هذه المدن الى بعض الخدمات السياحية مقارنة بالخدمات التى تقدمها المدن الاخرى فى الدول المتقدمة سياحيا. الطبيعة الجميلة ينقصها الاستثمار السياحي