تعتبر ظاهرة تأخر سن الزواج لدى الشاب والفتاة في المجتمع مشكلة قائمة لها اسباب عديدة .. وتبحث عن حلول مناسبة وعملية. لكن الدراسات التي اجريت حول هذا الموضوع تشير الى توقعات مخيفة , وتلمح الى أن المشكلة تتفاقم بشكل سريع كما تشير الدراسات الى ان الامر قد يزداد خطورة ان لم يتم علاج الاسباب المؤدية لتلك المشكلة بشكل سريع وفعال . ففي احدى الدراسات الاجتماعية التي اجراها قسم علم الاجتماع بجامعة الملك عبد العزيز بجدة , اتضح أن نسبة الفتيات اللاتي يتزوجن تحت العشرين آخذة في الانخفاض واكد 38% من الفتيات يتزوجن بين سن (21 25 ) سنة وازدياد عدد الفتيات اللاتي يتزوجن من المراحل العمرية من (26 30) سنة يوضح أن الاسرة قد اصبحت تغلب عوامل اخرى لديها كالتعليم والعمل على التعجيل بالزواج اذ غالبا ما ترفض الاسرة تزويج , بناتها قبل الحصول على الشهادة الجامعية. (اليوم) اجرت هذا الاستطلاع مع عدد من الفتيات اللاتي لم يتزوجن بعد , لنقف على اسباب تأخر زواجهن. لم اتزوج بعد .. ولست نادمة هكذا تقول(ب س) التي بلغت الاربعين من عمرها , بل تؤكد لنا بانها ليست نادمة لأنها ترجع سبب تأخرها في الزواج لعدم وجود الشخص المناسب , وتقول: أنا مقتنعة تمام الاقتناع بان الحياة دون زواج افضل من الزواج بأي شخص لمجرد أن يطلق علي المجتمع لقب متزوجة ,, وبما أنه لم يتقدم لي شخص مناسب فقد تأخرت ومرت السنون .. ولست نادمة. اجلت فكرة الزواج بسبب الدراسة أما (خ. س) والتي تجاوزت الثلاثين من العمر , فتتحدث عن سبب تأخر زواجها فتقول: انخرطت في الدراسة الجامعية وبعد التخرج من كلية الطب وبتفوق اكملت الدراسة ونجحت في عملي كطبيبة , كان نجاحي في عملي هو الهدف الاول في حياتي .. انشغالي بالعمل والنجاح وطموحي المهني جعلني أؤجل الزواج حتى هذه السن .. لكن المشكلة ان فرص الزواج بالنسبة لي لم تعد كبيرة. لم اتزوج .. لأنني لست جميلة تقول احدى الفتيات (34 سنة: كان شبح العنوسة يطاردني منذ كنت فتاة مراهقة .. فأنا لا املك اي مواصفات للزوجة الجيدة, يكفي أنني لست جميلة ولم استطع اكمال تعليمي , كما انني من عائلة بسيطة يعني لا حسب ولا جمال ولا علم وصحيح انني طيبة القلب وحسنة السمعة ومتدينة ومحبوبة , لكن المقاييس في هذا الزمان تغيرت كثيرا فلم يعد الشاب يبحث عن الزوجة الصالحة , بل صار يبحث عن شبيهة المغنية الفلانية والممثلة العلانية , والفضل للفضائيات وما تعرضه وفوق كل هذا يريدونها موظفة براتب جيد!! تأخرت في الزواج بسبب والدي وتلتقط (ت.م) طرف الحوار فتشاركنا قائلة: ابلغ التاسعة والعشرين ولم اتزوج بعد لسبب واحد هو أن والدي يرفض ان يزوجني لرجل من غير قبيلتي , وحتى الآن كل من تقدموا لي هم من غير قبيلتي لذلك تجدينني اشعر بالحسرة كلما كبرت , انا افتقد الشعور بالحياة المستقرة والامان النفسي رغم توافر المال والوظيفة والشهادة لأنني اعرف ان السعادة هي في الزواج وبناء الاسرة , شعور الامومة بداخلي يؤرقني كثيرا. الفتاة هي المسؤولة (ن.س) تنظر للموضوع من جانب آخر وتؤكد لنا أن سبب تأخر سن الزواج هو ارتفاع تكاليف الزواج .. وتدعونا لحساب التكاليف بدقة من مهر وشبكة وحفل زفاف وشقة واثاث وشهر عسل ولذلك فان الشاب عليه أن يعمل سنوات ليجمع المال الكافي .. والفتاة صار عليها أن تحصل على شهادة ثم وظيفة لتجد من يتقدم لها. وتوجه كلمة للفتاة وتدعوها لأن تكون متعاونة اكثر مع الشاب المتقدم لها بأن تتنازل عن بعض الطلبات والشروط .. وتصف من تصر على ذلك بحجة أنها ليست اقل من غيرها .. بأنها ذات شخصية تافهة ولديها سطحية في التفكير وتحذرها من أن تمسكها بتلك الافكار سيجعلها تتأخر بالزواج , بل أنها قد تدفع شبابها ثمنا لها وتندم حين لا ينفع الندم. اجعلي لنفسك قيمة أما (س.ح) فتخالفها الرأي اذ ترى أن من حق الفتاة أن تجعل لنفسها قيمة وان تتمتع بكل ما ترغبه .. بل ان الرجل اذا لم يدفع كثيرا قبل الزواج فانه سيسهل عليه الطلاق مستقبلا .. أو على اقل تقدير لن يشعر بقيمة زوجته!! (ل.ف) تأخرت بالزواج لأنها لم تجد عريسا مناسبا فالاول كان متزوجا والثاني كان فارق السن كبيرا والثالث كان غير متعلم .. أما الاخير ففيه كل الصفات التي اريدها ولكن عندما سألنا عنه بدقة وتحرينا اكتشفنا أن سمعته الاخلاقية سيئة وتقول (ل. ف) هذا نصيبي وأنا راضية بما كتبه لي ربي.