"أنا صدام حسين المجيد رئيس جمهورية العراق"، هكذا استقبل الرئيس المخلوع مدير المحكمة الجنائية العراقية الخاصة سالم الجلبي صباح امس الاربعاء في سجنه حيث تبلغ بمذكرة توقيفه الصادرة عن السلطة القضائية العراقية هذه المرة. وقد اقتيد صدام الى القاعة مكان اللقاء، حيث كان الحضور وبينهم الجلبي وقاضي تحقيق لم يكشف اسمه، في انتظاره، وكان مرتديا عباءة رصاصية اللون، تبدو عليه ملامح الضعف، ولكن من دون لحية كثة كما بدا في اول ظهور له بعيد اعتقاله في 13 كانون الاول ديسمبر الماضي. ونقلت فرانس برس عن أحد معاوني القاضي الجلبي قوله: إن صدام اكتفى بكلمة "صباح الخير" باردة وجهها للحضور، وبعد ان عرف عن نفسه قائلا "صدام حسين المجيد رئيس جمهورية العراق"، بادر الى سؤال الموجودين "هل ستستجوبوننا اليوم أم لا؟". وقال مساعد الجلبي: إن صدام بدا في صحة جيدة، غير نادم على ما قام به ومكابر على وضعه، وعلى سبيل المثال، لدى دخوله الى القاعدة، جلس مباشرة على الكرسي في حين كان كل الحضور واقفين. بل انه حاول أن يظهر استعلاءه علينا، وان يتفادى الظهور بمظهر المهزوم لكننا شعرنا انه حزين. لم يستمر اللقاء مع الرئيس العراقي السابق في اطار هذا الاجراء القانوني القاضي بتبليغه مذكرة التوقيف في حقه، اكثر من خمس دقائق. وقد انتقل صدام و11 من كبار معاونيه امس الى المسؤولية القضائية العراقية لكنهم بقوا تحت الحراسة الامنية للقوات المتعددة الجنسيات. بدأت قصة اللقاء الذي استقطب باهتمام وسائل الاعلام كافة حوالي الساعة الخامسة من صباح اليوم، وروى المساعد قائلا كنا في المنزل نحضر بعض الاوراق ثم انطلقنا مع مجموعة من الاشخاص في موكب من اربع او خمس سيارات رافضا الكشف عن المكان الذي التقوا فيه مع صدام. وقال وصلنا الى المكان حوالي الساعة 8.45 وانتظرنا حوالي ربع ساعة قبل ان يدخل صدام الغرفة. وحده صدام كان يرتدي عباءة في حين ان المسؤولين ال 11 الكبار ارتدوا زيا موحدا ولكن بالوان مختلفة ودخلوا القاعة تباعا، حسب قوله. ويستطرد مساعد القاضي في روايته قائلا: بعد صدام، كان دور علي حسن المجيد الملقب ب "علي الكيماوي" وهو ابن عم صدام ومستشاره وقد اعتقل في 21 آب اغسطس. واكتفى بالقول بعد لفظ اسمه "انا تعبان، تعبان". ثم كان دور طارق عزيز نائب رئيس الوزراء السابق. وقال معاون مدير المحكمة الجنائية لم يقل طارق عزيز شيئا، اكتفى كما الاخرين بذكر اسمه وخرج. أما طه ياسين رمضان، نائب الرئيس السابق الذي اعتقل في 18 اب اغسطس 2003، فقد بدا انه ازداد وزنا في سجنه، على حد قول الشاهد. وصرخ عبد حمود السكرتير السابق للرئيس المخلوع الذي اعتقل في 16 حزيران يونيو 2003 انا بريء، سيأتي يوم وتعلمون كلكم انني بريء. ولم تستغرق العملية كلها اكثر من ربع الساعة. وكان المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية جورج سادة اعلن لوكالة فرانس برس في وقت سابق ان صدام حسين انتقل الى المسؤولية القانونية العراقية في تمام الساعة 10.15. وقال سادة ان صدام حسين تبلغ أمس بالتهم الموجهة اليه ثم يمثل اليوم الخميس امام القاضي ليتلوها عليه. وشرح ان صدام سيبلغ اليوم في مكان اعتقاله ورقة تتضمن التهم الموجهة اليه مشيرا الى ان التبليغ يتضمن ايضا نص مذكرة التوقيف في حقه. وسيواجه صدام حسين تهما كثيرة منها المقابر الجماعية والمفقودين وحملة الانفال ضد الاكراد وتهم فساد واعتداءات شخصية وفق المسؤول ذاته.