يبدأ الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان اليوم زيارة للسودان تستغرق اربعة أيام يلتقي خلالها بوزير الخارجية الامريكي كولن باول ليمارسا باسم المجتمع الدولي ضغوطا على الحكومة السودانية التي يتهمانها بارتكاب اعمال تطهير عرقي ضد من تسميهم وسائل الاعلام الغربية القبائل الافريقية في ولاية دار فور دون ان يعرفا ان الدماء العربية والافريقية في هذه المنطقة متداخلة ولا يوجد خط تقسيم عرقي وهو ما سيكتشفه الرجلان عندما يصلا الى دارفور ليجدا كل قبائل الصراع افارقة. وتعترف الحكومة السودانية بوجود مشكلة حقيقية في دار فور جذورها قديمة بين القبائل الرعوية والقبائل الزراعية وليست بين العرب والافارقة وتتطلب تكاتف المجتمع الدولي لمعالجتها الا انها تستغرب هذا الاهتمام المفاجيء في وقت يتجاهل فيه كوفي عنان وكولن باول نداءات الفلسطينيين الذين يذبحون بشكل يومي وتدمر منازلهم فوق رؤوسهم وتجرف اراضيهم ولا يستطيعان الذهاب الى الاراضي المحتلة للضغط على اسرائيل او تهديدها بتدخل دولي.ويرافق أنان في زيارته كل من مستشار الامين العام للامن العام محمد سحنون ومستشار الامين العام للشوون السياسية هايلي ميني كربوس0 واذا كانت زيارة انان محصورة في قضية دارفور فان المراقبين يقولون ان باول في الخرطوم وعينه على تشاد المجاورة التي ما زالت محتكرة للنفوذ الفرنسي وتستطيع واشنطن ان تستفيد من وجود قبائل في دار فور لها امتدادات في تشاد وكان احد المتمردين من ابنائها قد شارك في محاولة انقلابية فاشلة في العاصمة انجمينا لقلب نظام ادريس دبي المتهم بموالاة الخرطوم وتنصيب نظام تابع لامريكا ومعاد للخرطوم يضع نظام الانقاذ الحاكم في السودان بين فكي كماشة تشادية / اريترية تحاصر ما يسمى الهيمنة العربية في السودان. وما لم تتمكن من تحقيقه مادلين اولبرايت قد ينجح فيه باول وكوندوليزا رايس التي اعلنت ان واشنطن سترسل مساعداتها الى دار فور عبر ليبيا متجاهلة الحكومة السودانية. المراقبون لاحظوا ان تصريحات باول وعنان ضد حكومة الخرطوم تتعارض مع ما يؤكده ممثل الامين العام للامم المتحدة في السودان كيفن كندي فى تقرير له ان هناك تطورا ايجابيا بشأن المسائل الانسانية في دارفور0 وجاء في التقرير عن الوضع في دارفور انه تم خلال الاسابيع الماضية ازالة كل الاجراءات المقيدة للوصول الي المحتاجين وحدث تحسن في هذا الصدد 00 كما ان هناك تقدما كبيرا فيما يتعلق بمنح التأشيرات واذونات السفر وتسجيل المنظمات الجديدة وتخليص المواد من الجمارك وغيرها من معينات تقديم العون الانساني واضاف في تقريره انه لا توجد صعوبات فيما يتعلق بالحصول علي التأشيرات وتم حل مشكلة المعدات التي ترد في اطار تقديم المساعدات الانسانية0