نقل السلطة الى العراقيين في الموعد المحدد سيضع هذه الدولة العربية بعد اكثر من ثلاثين عاما من الحكم الدكتاتوري السابق على المحك لاسيما ان قوات التحالف لم تعد هي المخولة بادارة شؤون العراق وذلك يسقط أي ذريعة من ذرائع المتمسكين من قبل بورقة العنف الى ان يتم انسحاب الاجانب من العراق، فاذا كان الاضطراب السائد منذ دخول التحالف الى بغداد وما حولها من المدن العراقية سببا في اشتعال موجات من العنف بين العراقيين الباحثين عن سيادة بلادهم، فان السيادة عادت بانتقال السلطة اليهم كاملة، ويتطلب ذلك موقفا عربيا واسلاميا ودوليا صلبا لمساعدة العراقيين بعد نقل السلطة اليهم في استعادة سيادتهم الوطنية التي كادت الاضطرابات تمزقها شر ممزق، ومن واجب العراقيين في ظروفهم الدقيقة التي يمرون بها بعد نقل السلطة اليهم ان يسعوا لانجاح برنامج المصالحة الوطنية، ويلتفوا حول حكومتهم الانتقالية وهي تمهد لاجراء الانتخابات، وتمهد لاعادة الامن المنشود الى العراق، وعلى العرب ان يدعموا الشعب العراقي وهو يستعيد سيادته من قوات التحالف، ويبقى الامن مطلبا عراقيا بحتا في ضوء الاحداث الدامية التي اغرقت البلد في برك من الدماء، وآن للعراقيين ان يدركوا ان مصالح بلدهم العليا تحتم عليهم اخماد اصوات الفتنة والعمل على بناء عراق جديد يتمتع بالحرية والسيادة والوحدة الوطنية، فالاحتفال بنقل السلطة يعني ان الفرصة اضحت مواتية لبناء هذا البلد من جديد، وابعاده عن الاقتتال والعنف، وبسط روح القانون في ربوعه، فقد عانى هذا الشعب الأمرين من الحروب وآن له ان يصنع مستقبله على ارض آمنة، فقد كان نقل السلطة امنية غالية للعراقيين، وقد تحققت على ارض الواقع، فثمة اختبار صعب يواجهه كل عراقي لايصال وطنه الى السيادة والحرية والامن ولابد من اجتيازه بأمان اذا اريد لهذا البلد العريق ان يتبوأ مكانته اللائقة به بين امم الارض وشعوبها.