على الرغم من أن معظم نسائنا قد تفرغن لتربية الأبناء والاهتمام بشؤون الأسرة وهو أعظم دور للمرأة في كل زمان ومكان إلا أن اتساع فرص التعليم بالمملكة وحرص المرأة على الاستفادة من المعارف والعلوم التي بذلت فيها الجهد طوال سنوات التعليم، جعلها تتطلع الى تحقيق الذات والاستفادة من وقتها وطاقتها بالدخول الى سوق العمل سواء كموظفات أو بدخول عالم الأعمال والاستثمار بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة. وطبقا لاحصائيات حديثة، فهناك أكثر من 20.000 مستثمرة سعودية في مختلف مجالات الأعمال، منهم ما يربو على خمسمائة سيدة أعمال منتسبة لغرفة الشرقية. ولا يوجد في الوقت الحالي تجمع رسمي مثل جمعية أو ناد أو منتدى أو مركز لسيدات الأعمال. فهل حان الوقت لإنشاء جمعية على سبيل المثال تكون بمثابة بيت الخبرة الذي ينظم شؤونهن ويساعدهن على القيام بدورهن الاستثماري وتنمية مهاراتهن الادارية بالإضافة الى نشر الوعي وتشجيع دخول سيدات أعمال لسوق الأعمال على أسس صحيحة؟! ونتصور أن تنشأ جمعية أو منتدى بغرض تحقيق الأهداف التالية: 1 المساهمة في حل المشكلات التي تعترض سيدات الأعمال وذلك من خلال الآليات التالية: أ تكوين لجان عمل حسب القطاع الاستثماري لدراسة المشكلات واقتراح الحلول. ب المساهمة في تنظيم المعارض النسائية المتخصصة بغرض تسويق منتجات مشروعات سيدات الأعمال والسعي لإيجاد معرض دائم باسم الجمعية. ت توفير المعلومات القانونية عن حقوق سيدة الأعمال وعلاقتها بالأجهزة الحكومية. ث المساعدة في التغلب على معوقات تمويل مشروعات سيدات الأعمال المنتسبات للجمعية. ج دعوة المسؤولين بصورة دورية لحل مشكلات المنتسبات للجمعية. ح تعريف سيدات الأعمال بالجهات الداعمة وذات العلاقة مع مشروعاتهن وأعمالهن. 2 دعم قدرات سيدات الأعمال لتمكينهن من الإدارة الحديثة للمشروعات وذلك من خلال الآليات التالية: أ تقدير الاحتياجات التدريبية لسيدات الأعمال. ب تصميم برامج تدريبية متخصصة في النواحي الادارية والفنية. ت التقييم المستمر لعملية التدريب بغرض تطوير البرامج التدريبية. ث استخدام وسائل الاعلام والتوعية من خلال الندوات والكتيبات الارشادية. ج تبادل المعلومات والخبرات بين عضوات الجمعية. ح الربط بين الجمعية والغرف التجارية والجهات الحكومية المعنية. 3 المشاركة في تطوير وتنمية المجتمع وذلك من خلال الآليات التالية: أ مساعدة الحالات الاجتماعية الحرجة من النساء في بدء مشروعات جديدة مناسبة. ب توفير فرص عمل لسيدات المجتمع الحضري والريفي لبدء مشروعات جديدة أو تنمية مشروعات قائمة. ت تبني برامج لتطوير المرأة لمساعدتها في رفع مستواها الاقتصادي. ث تدريب الخريجات داخل المشروعات المملوكة لسيدات أعمال وتوفير فرص عمل للمتدربات منهن. 4 التطوير المستمر لقدرات الجمعية على تصميم وإدارة المشروعات الخاصة بها من خلال: أ تخصيص مقر دائم وملائم بموقع متوسط بالمنطقة الشرقية. ب تنمية موارد الجمعية بمساعدة الجهات الخيرية وباشتراكات عضواتها. ت إنشاء قواعد ونظم معلوماتية لإدارة وتسهيل الاتصال بين عضوات الجمعية. ث إعداد مطبوعات وكتيبات تعريفية للجمعية. وعلى ذلك فإنه من الممكن إدارة شؤون الجمعية من خلال أربع لجان يتم تشكيلها ويطلق عليهم اللجنة الاقتصادية ولجنة تنمية الموارد ولجنة تنمية المجتمع ولجنة دعم القدرات. ولكن ما نوع الاسثتمار والمشروعات الملائمة لبيئة المملكة؟ مع مراعاتنا لتعاليم ديننا الحنيف وخصوصية المرأة في مجتمعنا، فإننا نرى ان أغلب مجالات الاستثمار متاحة أمام المرأة مع وجود بعض الضوابط، وحاليا تتركز في المجالات المرتبطة بأسواق المال مثل الأسهم والصناديق الاستثمارية والسندات والعملات والعقار والذهب والمعادن النفيسة. ويعد خيار المشروعات الصغيرة خيارا جيدا يتناسب مع وضع المرأة في مجتمعنا، حيث يمكن دخول مشروعات جديدة بمجالات تصنيع الملابس والمواد الغذائية ومستحضرات التجميل. ولكل سيدة أعمال متطلبات وظروف خاصة بها تعتمد على الجهد المبذول والرغبة بالمتابعة وحسن الادارة والخلفية العلمية ورأس المال المتوفر للاستثمار. وأخيرا فإنه من الضروري أن يتاح للموهوبات والمبتكرات بالمشاركة في معرض الابتكارات والاختراعات الذي سوف يقام على هامش الملتقى الثاني لفرص الاستثمار للمنشآت الصغيرة والمتوسطة المزمع عقده في مايو القادم في جو من الخصوصية نحو مزيد من المشروعات وفرص عمل جديدة للخريجات لمزيد من التقدم والنمو للاقتصاد الوطني والاجتماعي. * مستشار مركز تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة بالغرفة