لكل مؤسسة أسلوبها في العمل والفكر والإدراك لبعض المفاهيم ، مثل الأرباح والتخطيط والرسالة والقيادة والتعيين، والمكافآت واتخاذ القرارات وما شابه. ويقود ذلك الأسلوب الخاص طريقة معالجة المؤسسة للبيانات والمعلومات والأفكار المتوافرة لديها، وكذلك طريقة تعاملها مع موظفيها. وهذه التعريفات المختلفة، لتلك الممارسات العديدة تشكل ما نسميه "جوهر المؤسسة". في كتاب "جوهر المؤسسة" لمؤلفيه ليندا هونولد وروبرت سيلفرمان تشترك مستشارة موارد بشرية وأستاذ بمعهد لتطوير الأفراد في استكشاف أربعة أنماط لما رأوا أنه "جوهر مؤسسي"، لتوضيح كيف يمكن للممارسات العادية أن تبدو مختلفة عندما تمارسها مؤسسات مختلفة. يقدم المؤلفان أمثلة لأربعة أنواع من "الجواهر المؤسسية" لأربع مؤسسات صناعية متوسطة الحجم، لتوضيح الاختلاف من واحدة لأخرى حول مفهوم واحد هو "التمكين". ويصلان إلى نتيجة مفادها أن قادة كل مؤسسة هم المتحكمون في تعريف المفهوم (الجوهر المؤسسي) وطريقة ممارسته في مؤسساتهم. وعلى غرار نموذج المؤسسات الأربع، يوضح المؤلفان كيف يمكن للقارئ أن يختبر جوهر شركته، ليعرف إلى أي نمط ينتمي، وإدراك المشكلات التي يمكن أن تواجهها شركته بناء على جوهرها المؤسسي. بالإضافة بالطبع إلى أن هذا يقدم له الأدوات اللازمة لفهم وتنفيذ ممارسات الأعمال التي تتناسب وذلك الجوهر. يوضح الكاتبان أنه كما يعتبر الحمض النووي هو حامل الصفات الوراثية في البشر، كذلك فإن جوهر المؤسسة هو الحمض النووي المؤسسي لها، وهو أساس القيادة الفعالة والإدارة في المؤسسات. والأنماط الأربعة للجوهر في المؤسسات هي: @ الجوهر الفعلي: ويتعلق بالنماذج الخطية والحسابات، مخاطبا الواقع العملي الذي نعيش فيه، والمؤسسات الملتزمة بالتعرف على نفسها وعلى البيئة المحيطة بها من خلال البيانات التي تقوم بجمعها. @ الجوهر المفاهيمي: هذا النوع من الحمض النووي المؤسسي يتكون من نظريات ومفاهيم . ويركز بشكل أساسي على تحريك الأفكار الكبيرة التي قد تأخذ شكل نظريات رئيسية، ورؤى، وأدوات مفاهيمية أخرى. @ الجوهر في محيط معين: يقوم على العلاقات الداخلية والبيئات الخارجية. ويعالج هذا النمط البيئات التي نعمل من خلالها، ويوجه أنظارنا إلى المشكلات التي نواجهها، والاستراتيجيات التي نستخدمها لتشكيل مؤسساتنا والمحيط الذي توجد فيه تلك المشكلات وعلاقتها ببعضها. @ الجوهر الفردي: يتعلق هذا النمط بالأفراد، إما وحدهم أو في جماعة. فهو يتعلق بالأشخاص، والأفراد المتعاونين مع بعضهم بعضا، وكذلك الأفراد الفرادى بإرادتهم الشخصية وصوتهم المسموع وأهدافهم واهتماماتهم. يشرح المؤلفان أن كل نمط من أنماط "الجوهر المؤسسي" يؤدي إلى مواقف وممارسات مختلفة. ويؤكدان أن كل مؤسسة لابد انها واقعة في إطار أحد هذه الأنماط. ورغم ذلك فكل الأنماط الأربعة متداخلة مع بعضها، ولكن يختلف تعريفها داخل كل نمط سائد. كما يؤكد المؤلفان أنه إذا ما حاولت إحدى المؤسسات أن تطبق تحسيناً ما بنفس طريقة وأسلوب مؤسسة أخرى تتبع نمطا الجوهر المؤسسي مختلف، فمن المؤكد أنها ستفشل. فكل نمط من هذه الأنماط يعكس رؤى وتعريفات مختلفة لنفس الممارسة أو التطبيق، كل حسب المؤسسة التي يتبعها، وطريقة التفكير السائدة فيها. في الجزء الثاني من الكتاب يفحص المؤلفان تبعات ونتائج عقد التحالفات المناسبة بين الممارسات الإدارية لأنماط "الجوهر المؤسسي" المختلفة. كما يناقشان أيضا أساليب الدمج بين موضوعات القيادة وغيرها من الموضوعات الإدارية الأخرى. ولمساعدة المؤسسات على تحديد نمط الجوهر المؤسسي الخاص بها يقدم المؤلفان لوحة تشريحية للمساعدة على تسجيل نقاط للمؤسسة بأقسامها المختلفة. ويوضح المؤلفان في النهاية أنه يمكن لمديري المؤسسة وقادتها - بالنظر إلى ممارسات أي مؤسسة بدقة - أن يتعرفوا على نمط جوهرها المؤسسي، مما يساعد على تطوير المؤسسة بأفضل شكل ممكن. ويمكن للمؤسسات أن تقوم بذلك عن طريق القيام بممارسات قيادية وإدارية مناسبة، وعن طريق عقد تحالفات تزيد من كفاءة المؤسسة وفعاليتها. TITLE: ORGANIZATIONAL DNA AUTHORS: LINDA HONOLD & ROBERT SILVERMAN PUBLISHER: DAVIES-BLACK PUB. ISBN: 0-89106-175-4 148 PAGES