أفكار تأتي من هنا وأخرى من هناك وثالثة نسجلها من جوانب الطريق أثناء سيرنا ورابعة تصلنا عبر اتصال هاتفي لتذكرنا بأن هناك أناس يحملون في دواخلهم أفكارا ولدت كنتيجة طبيعية لأحداث مضت وأخرى يتوقع حدوثها. والأفكار في مجملها وان كانت تستهدف تطوير الأعمال والارتقاء بها فانها تؤكد على أن هناك ادراكا بالأمور والأحداث الجارية حتى وان نبعت من أناس ضعيفي الثقافة لكنهم كثيرو الخبرة وهي نتيجة طبيعية لإدراك الانسان بالمحيط الذي يعيش فيه وقدرته على فهم تطلعات الآخرين وآمالهم. ويعرف الادراك الاجتماعي بأنه “ العملية المنوطة بفهم الآخرين، وأيضًا الممارسات التي تؤدي الى توليد استجابة Making sense لمثير معين، كما يمكن التعامل مع الادراك باعتباره عملية استقبال وتنظيم وتفسير وترجمة المدخلات التي ترد الى الفرد من البيئة المحيطة حيث يتم عمل مقارنات وتفاعل بين ما يرد من معلومات أو بيانات وبين مثيلاتها المخزون في الذاكرة على نحو يؤدي الى سلوك محدد”. ويشير الأخصائيون الاجتماعيون الى أن “الادراك هو عملية عقلية تنبع من الاحساس بانتقال التموجات الحسية من الحواس الى المراكز العصبية في المخ وتختلط بالمكونات العقليه التي سبق أن تكونت من الخبرات الماضية.تحدث عملية تمييز المحسوسات واعطائها معنى خاصا.وبذلك تتم عملية الادراك.ويحدث الادراك عادة نتيجة تعاون أكثر من حاسة واحدة في آن واحد”. ويقول د. محمد اسماعيل بلال: “ لعلنا نتفق جميعًا أننا نعيش في عالم معقد ومركب حيث نتعرض ما بين لحظة وأخرى للعديد من المثيرات، وقد يظن البعض أن هذا يفرض التعامل التلقائي والعشوائي مع هذه المثيرات الا أن الواقع يشير الى أننا لا نستجيب أو نتعامل مع هذه المثيرات أو نختار من بينها بشكل عشوائي وانما من خلال عمليات محددة ومنتظمة يطلق عليها العلماء الادراك”. ومن هنا يمكننا القول بأن الادراك هو عملية استقبال لمثير في بيئتنا يصور حاجاتنا ودوافعنا وتوقعاتنا وخبراتنا السابقة تجاه من حولنا لتحريك مفاهيمنا الذهنية تجاه أعمالنا وتطويرها فالادراك نابع من الاحساس ، والانتباه ، والتفسير. ولعل في قصة حياة روبرت كايوساكي وهو أمريكي منحدر من أصل ياباني تأكيداً على أن الانسان بفكره قادر على تحدي الصعاب وتجاوزها فالمال يزول ويبقى الفكر. وروبرت رجل عصامي بدأ حياته من الصفر وأصبح مليونيرا لكنه سرعان ما افلس ماديا وبقي مليونيرا فكريا ليترك شركاته ويتحول الى محاضر لتنمية الموارد البشرية ومؤلف يبزغ نجمه فيؤلف نحو 16 كتابا يصل مجموع مبيعاتها أكثر من 26 مليون نسخة عالميا.