لأن الطفولة العربية هي الشغل الشاغل لكل اصحاب القرار في العالم العربي، ولان حقوق الطفل العربي وآليات حصوله على تلك الحقوق هي الورقة الاولى في حقيبة كل من يهتم بقضية الانسان العربي.. جاءت احتفالية تأسيس المنظمة العربية لحقوق الطفل في القاهرة مؤخرا لتؤكد صدق رغبة صانعي القرار وصدق طموح المنظمات الحكومية والاهلية في كل البلدان العربية في السعي الجاد لحصول الطفل العربي على حقوقه كاملة. وقد جاءت المنظمة واعضاؤها انعكاس لهذا المعنى حيث تتشرف بمسئولياتها الدكتورة عبلة ابراهيم مسئولة الاسرة والطفولة والامومة بالامانة العامة لجامعة الدول العربية ومشاركة كل من سمو الشيخ محمد بن احمد من الامارات كنائب اول لرئيس المنظمة صاحب السمو الملكي الامير سعود بن عبد الله آل سعود وسمو الشيخ سعود بن خليفة نائب ثان.. وسمو الشيخ حمدان الشرقي من الامارات نائب ثالث.. صالح المصبحي عضو، جاسر المعرقب من السعودية عضو وحسن غري من مصر عضو وسعيد دراز من مصر عضو، وهدى جلال يس من مصر عضو، وعبد الله فايز من السعودية عضو وعبد الله الراجحي من السعودية عضو، وثروت المليجي من مصر عضو وطارق الدسوقي من مصر عضواً. المنظمة تلبية لحاجة حقول الطفل الى الدعم وفي وقفة مع صاحب السمو الملكي الامير سعود بن عبد الله آل سعود باعتباره رئيس المنظمة العربية لحقوق الطفل وبسؤاله عن طموحاته لتلك المنظمة الوليدة اكد سموه ان تأسيس المنظمة العربية لحقوق الطفل جاءت لتلبية حاجة المجتمعات العربية المعاصرة، لدعم كل البرامج المقدمة للطفل العربي بما يتناسب مع مفاهيم التقدم والعلم الحديث وبما يحتاجه الطفل العربي في كل البلدان العربية من حاجة الى تطور ونماء وذلك لاننا على يقين بأن الاستثمار الحقيقي الذي نحتاجه هو الاستثمار في اطفال اليوم، في سياق التطوير الانساني الاوسع للوصول الى تقدم سريع نحو اهداف الالفية للتنمية البشرية والتي يعد الاطفال في بؤرة اهتمامنا. وذلك ادراكاً منا في ان تكريس حقوق الاطفال العرب والاسهام في تفعيلها على ارض الواقع يعد اسهاماً فاعلاً في تمكين الاجيال العربية الجديدة من المشاركة في مسيرة التقدم الانساني بما يحقق للامة العربية النهضة والازدهار. هذا وقد وجه سموه كلمة للاسرة العربية باعتبارها الخلية الاجتماعية الاولى التي يتعامل معها الطفل مؤكداً ان على الاسرة العربية ادراك ان اطفال اليوم ليسوا كأطفال الامس فهم في امس الحاجة للتفهم والتعامل العلمي معهم حتى تنجح الاسرة في ان تحقق اسس قويمة لمستقبل افضل لهم. دعم الطفولة وعن دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين للطفولة وبرامجها اكد سموه ان خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة وبرامجها الكثيرة جداً في مجال رعاية ودعم الطفولة في المملكة بصفة خاصة والطفولة في العالم العربي والاسلامي بصفة عامة امر لا يحتاج الى تأكيد ذلك لان رعاية الطفولة والطفل دائماً وابداً يأتي في صميم اولويات خادم الحرمين الشريفين منذ البداية ولعل النهضة الحديثة التي نعيشها الآن في الممكة وما نلمسه من التفوق الاكاديمي لشبابنا وبناتنا في كل المجالات هو من نتاج برامج رشيدة للطفولة في المملكة وتلك الحقيقة مؤكدة دائماً. في الاتحاد قوة هذا ومن خلال لقائنا مع اول خليجية تتولى مسئولية جمعية اهلية لرعاية الطفولة والمرأة والاسرة كان تأكيد سمو الشيخة لولوة آل خليفة على اهمية اهتمام المنظمة الوليدة الجديدة المعنية بشئون الطفولة في العالم العربي بالاهتمام بمعنى ان في الاتحاد قوة وان اليد الواحدة لا تصفق اذ اكدت سموها ان تعاون كل الدول العربية مع المعنيين بشئون الطفولة في العالم العربي هو الاساس القويم للنهوض بالطفولة العربية وذلك من خلال الاستفادة من الخبرات السابقة لكل جمعية اهلية كان لها خبرة ما من خبرات رعاية الطفولة والامومة مع الاخذ في الاعتبار ان قضية الاعانات المادية للطفل العربي ليست هي القضية الوحيدة التي يحتاجها الطفل لدينا فالطفل العربي الآن في حاجة ماسة الى من يخاطبه اعلامياً بلغة صادقة وقوية اكثر من احتياجاته لمن يقدم له الغذاء فالغذاء قضية سهلة ولكن ثقافة العقول وتوجيه سلوكيات الاطفال وحمايتهم من كل دوائر العنف في المستقبل هي القضية الهامة الآن والتي اتمنى ان تهتم بها المنظمة العربية لحقوق الطفل تلك المنظمة التي نشهد فعل تأسيسها اليوم. الدكتورة عبلة ابراهيم.. محاولة جادة اكدت ان المنظمة العربية لحقوق الطفل هي احد المحاولات الجادة ان شاء الله التي ستجد طريقها للعمل بالتعاون مع باقي المنظمات العربية الاهلية وايضاً بالتكاتف معهم سوياً من اجل تكريس وتفعيل حقوق الطفل العربي على ارض الواقع. وفي الحقيقة نحن قد شبعنا كثيراً من وضع الخطط والاتفاقيات ومن كتابة الكلمات ونريد من خلال المنظمة العربية لحقوق الطفل ان ينتقل القول الى الفعل من خلال شراكة بين مؤسسات المجتمع المدنى بكاملها بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والاجهزة الحكومية واعتقد ان مثل هذه الشراكة ستنجح في تحقيق شيء للطفولة باذن الله خاصاً اذا ما كانت شراكة صادقة. @ اما عن اختيار اعضاء المنظمة العربية لحقوق الطفل وجنسيات هذا الاختيار فقالت: * هذه المنظمة جسدت الشراكة بين القطاع الخاص والقطاع الاهلي ومن ثم كان هناك رجال الاعمال العرب الذين اجتمعت ارادتهم لصالح الطفولة العربية مع المتخصصين في شئون الطفولة وارادوا بصدق ان يجعلوا من امكانيتهم المادية بصدق والعلمية والفنية من اجل اطفال اليوم الذين هم بصدق مستقبل الامة وذلك ايماناً منهم بان الخطر القادم الينا خطر شديد والتحديات شديدة ولا اعتقد اننا نجهل تلك الحقيقة وبالتالي ليس اقل من ان نضع ايدينا في ايدي بعض من خلال منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحكومية والاهلية ورجال الاعمال العرب والقطاع العام والخاص لتدعيم برامج وخطط الطفولة العربية، ذلك لان المنظمات اهلية تجد صعوبة دائماً في التمويل والمؤسسات الاقتصادية دائماً ما تبحث عن المشروعات للاجهزة الجادة للعمل مع هذه الفئات (الطفولة) المستضعفة والتي تخلى عنها الكثير من المؤسسات الحكومية بسبب العولمة وشروط العولمة وبالتالي حاولنا ان نركز على مفهوم هذه الشراكة باذن الله بالاضافة الى الشراكة في هذا المجال ايضاً مع بعض المؤسسات الدولية. @ وعن اهم همسة في اذن الاسرة العربية لرعاية الطفولة ماذا عنها؟ * اهم همسة اؤكد عليها دائماً لكل اسرة عربية هي التأكيد ان الاسرة هي الاساس وان الرعاية الوالدية للطفل لا تعني الاهتمام والرعاية المادية فقط بل تعني الحب والحنان والتوجيه والحوار الدائم لان كل تلك المعاني هي التي يحتاج اليها الطفل بشدة وهي الاساس لتكوين الانسان العربي القوي ان شاء الله. اهتمام مستمر وقديم هذا وكمسئول تعليمي رسمي بالمملكة عن شئون الطفل كان تواجد معالي الاستاذ محمد بن عبد الله القديري امين عام مساعد اللجنة الوطنية للطفولة بوزارة التربية والتعليم حيث قال ان اهتمام المملكة قديم من بدايات التعليم في المملكة والاطفال يحظون برعاية كبيرة وقد ظهر هذا الاهتمام جلياً في العام الدولي للطفل عام 1979 وبعد ذلك تأسست اللجنة الوطنية السعودية لرعاية الطفولة بقرار من مجلس الوزراء السعودي وتم تشكيلها برئاسة معالي وزير التربية والتعليم وهي لجنة تنسق وتخطط مركزياً بين الادارات المعنية بالطفولة في المملكة ومن اهمها وزارة التربية والتعليم ووزارة الشئون الاجتماعية ووزارة الصحة لتنظيم شئون الطفولة في المملكة العربية السعودية. @ وعن الرؤية الاعلامية للاهتمام بالخطاب الاعلامي الموجه للطفل في المملكة قال: * الخطاب الاعلامي بطبيعة الحال يتولاه الاعلاميون وقد تم ضم شئون الثقافة الى وزارة الاعلام بحيث اصبح لدينا حالياً وزارة الثقافة والاعلام فتتضمن اجهزتها الرسمية ادارات مسئولة عن ثقافة الطفل بالذات بكل ما تعنيه تلك المفردة من مجمل انشطة اعلامية ثقافية موجهة للطفل بالاضافة الى الثقافة العامة التي يحظى بها الطفل عن طريق النشاط الطلابي من خلال الاعلام التربوي في المدرسة. @ وقال حول المرأة والاهتمام بعالم الطفولة سواء من خلال وضع المناهج او من خلال المشاركة الاعلامية الموجهة للطفل ان المرأة بدون شك هي اساس رعاية الطفولة في العالم فهي الام وهي المعلمة وهي الحاضنة في المملكة يبرز دور المرأة رسمياً في رعاية الاطفال بعد دور الام في التعليم فالمرأة السعودية تعلم في كل المدارس وفي كل المستويات وهي الان مسئولة عن مرحلة اساسية في التعليم وهي مرحلة رياض الاطفال وتشرف عليها الامانة العامة لرياض الاطفال في تعليم البنات وتشرف عليها امينة عامة لديها خبرة في تأهيل عال ويساعدها فريق متكامل للاشرف على ادارة وتنظيم كل ما يتعلق بمفردة رياض الاطفال في المملكة. حقوق الطفل وعن اهم ورقة عربية تقدمها عاشقة الطفولة العربية الدكتورة ليلى كرم رئيسة معهد دراسات الطفولة بجامعة عين شمس سابقاً والاستاذ بالمعهد حالياً تقول: الطفولة العربية في بعض البلاد قد حصلت على حقوقها كاملاً صحياً واجتماعياً وهناك بلاد اخرى عربية لم تحظ على الاقل القليل من تلك الحقوق لذا اتمنى ان تهتم تلك المنظمة الوليدة بتلك الحقيقة برعاية اطفال تلك البلدان فهناك اطفال عرب لا يملكون حق الحصول على كوب لبن او مكان في روضة مؤهلة تربوياً لذا اتمنى من تلك المنظمة الوليدة ان ترعى هؤلاء الاطفال وان تنجح فقط في تحقيق هذا الحلم البسيط اطفال العالم العربي لا تفارق المشهد المأسوي للواقع العربي من خلال متابعتهم الفضائيات وترجمتهم كل ما يرون من خلال صور والوان وتشكيل فالايدي المبتورة والهياكل العظمية التي تهان والاجساد المقطوعة تترك اثرا خطيرا في مخيلة الطفل العربي لن يتم محوه بسهولة وتلك حقيقة. وبالتالي فان الاعلان عن المنظمة العربية لحقوق الطفل وتأسيسها والحديث عنها اليوم شيء ملح وجاد جداً خاصة ان الطفل العربي يحتاج الى من يحميه ويصون حقوقه.