شباب رائع.. اقتنص اثمن كؤوس المسابقات الرياضية السعودية من اوعر الطرق واقواها.. توجها بهزيمته لافضل فريق كرة قدم سعودي في عقر داره وبين جماهيره التي الجمتها المفاجأة!.. لن ينسى الاتحاديون ما عاشوا نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين لهذا الموسم الذي تمكن فيه فريق نادي الشباب الواعد من تأكيد قدرة شبابه الصاعد على مقارعة محترفي اكبر فرق الاندية السعودية.. جاعلا من ذلك ختاما خاصا لموسم مرصع بجملة نتائج مذهلة مرورا بنتيجته المروعة التي سحق بها فريق نادي النصر بستة اهداف.. وصولا الى قهر فريق نادي الاتحاد على ارضه وبين جماهيره في ليلة اكل فيها الاتحاديون العنب الحامض حبة حبة!. جاء لقاء الختام لهذا الموسم ليعبر عن حجم مرارة الوضع الذي يخلقه المربع الذهبي لبطل الدوري الحقيقي الفائز في الدور الاساسي للمسابقة.. فلقد سحق الشبابيون امال الاتحاديين وفريقهم الرائع الذي انهى الدور الاساسي بلا هزيمة وبأعلى رصيد اهداف ونقاط معبرة عن حجم الجهد الذي بذله الفريق في الموسم.. لكنه في الليلة الذهبية الاخيرة تبخر كأنما لم يكن له من ذكر!.. في اكثر من ثلاث مرات في هذه الزاوية خلال هذا الموسم اشرت الى ما يصيب الاتحاديين في بعض اللقاءات الحاسمة.. التي تأتي في ظرف يكون فيه الفريق في حالة من عدم التوازن سرعان ما تتسبب في فقد الفريق لكل ما كان قدم من مستويات رائعة, وما لديه من مؤهلات وامكانات.. حيث يتمكن منافس محلي او خارجي من خطف ثمرة الجهد الاتحادي تاركا للادارة الاتحادية حالة تتشظى من الشغف لخطف مزيد من لاعبي فرق الاندية الاخرى!. تلك الحالة بعينها تكررت مرة اخرى ليلة السبت في جدة حين تمكن فريق شاب قادم من الرياض.. ان يخطف من بين يدي الفريق الاتحادي اهم واقوى ثمار جهد الموسم الذي كلف الاتحاديين عشرات الملايين من الريالات!.. فريق منافس باقل من ربع امكانات الاتحاد يحقق المعادلة الصعبة بفوزه في عقر دار الاتحاديين باغلى كأس واثمن بطولة كرة قدم محلية تحت اعين جماهيره الغفيرة في ليلة ما تعطل فيها شيء كما تعطلت فيها لغة الملايين!.. اجمل التهاني للشبابيين لفوزهم الكبير الذي مكنهم من تحقيق اقوى عودة لمنصات التتويج رغم زحام المنافسين المحليين في الرياض والمحليين الاخرين على مستوى البلاد!.. وكان لهم ذلك بعد ان صفوا حساباتهم مع جيرانهم بقسوة قبل ان يتفرغوا لاقوى المنافسين ويصلوا من خلال كبرى العقبات الى اقوى البطولات!.. هذا السيناريو الشبابي اجبر المتابعين على احترام فوز الشباب بكأس خادم الحرمين الشريفين لهذا الموسم رغم مأساة نظام المربع الذهبي الذي اضاف الى بطل الدوري مباراة واحدة سلبته كامل حقوق جهده امام اعين الجميع!.. هزيمة الاتحاد.. هي هزيمة لنظام المربع الذهبي.. فلو فاز الاتحاديون لضعفت صيحات المنادين باحقاق العدل بين فرق الدوري المتنافسة على بطولته, فكل ما صنع فريق الاتحاد من جهد وما حقق من نتائج رائعة طيلة الموسم.. ذهب ادراج الرياح نتيجة تلك المباراة الاضافية التي بددت ذلك الجهد وما وراءه في غمضة عين.. مخلفة وراءها اثارا نفسية اقسى من ذلك واعمق ايلاما!.. فأي فائدة الان لارصدة الفوز الاعلى, والنقاط الاوفر, والاهداف الاكثر التي تغنى بها الاتحاديون طويلا, واي قيمة وجدوى لصيحات الفرح القياسية لجماهير الاتحاد على المدرجات وهي تنتهي بهدف من خطأ دفاعي قاتل في مباراة اخيرة زائدة لم تقدم اكثر من تحويل اللقب الى طرف اخر!.. احسن الله عزاء الاتحاديين, واجمل التهاني لفرقة الشباب الناشئة التي لم يبدأ ربيع تفتحها بعد, وان كانت فاجأت الوسط الرياضي بعبيرها المبكر من خلال رحيق الكأس الاغلى في ميدان منافسات كرة القدم السعودية! مبروك , وإنا لله وإنا إليه راجعون!.