حين يدخلون إلى أرض ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام الليلة .. يفترض أن يكون الاتفاقيون قد تحرروا تماماً من أية ضغوط سلبية وهم يواجهون فريق (شعب إب) بطل الدوري اليمني في تصفية مجموعة البحر الأحمر للأندية العربية لكرة القدم .. وقد انتزعوا في الشوط الثاني لمباراة الذهاب ثلاث نقاط وثلاثة أهداف مريحة .. وكانوا في شوطها الأول تحت تأثير ضغط الظرف الغامض للمباراة بين غموض فريق شعب إب، وبقايا ذكريات إخفاق الاتفاق في الدوري والمخاوف من استمرار حالة عدم اتزان الفريق، والخوف من فقد مباراة مهمة على أرضهم وبين جمهورهم، وهي المخاوف التي أكدها الجمهور الاتفاقي فعلاً بغاية وعدم فاعلية من حضر منه كما قال: زميلنا / محمد البكر الذي تولى تلفزيونيا الوصف والتعليق على اللقاء . في مباراة ليلة السبت .. فعل الاتفاقيون في الشوط الأول كل شيء .. إلا تسجيل الأهداف .. وكان بإمكانهم اقتناص أربعة أهداف من ذلك الشوط تحرج بطل الدوري اليمني للموسم الحالي في أول شوط خارجي يلعبه الفريق في البطولة العربية الموحدة التي يستضيف نهائياتها الثانية ناديا الزمالك وإنبي المصريان .. فقد طاشت نتيجة التسرع وقلة التركيز بالنهائيات الاتفاقية الهجومية أكثر مما يحتمل الجمهور الذي لم يتنفس بصورة طبيعية إلا في الشوط الثاني ! الانتهاز الاتفاقي المتأخر لثلاث من فرص الشوط الثاني تسبب في إثارة قلق لن يتكرر الليلة .. فقد أهلته تلك النتيجة الإيجابية تماماً لمباراة الليلة بارتياح ممتاز، ومن غير المنتظر أن يجد فارس الدهناء صعوبات في الطريق إلى القاهرة وإن كان هذا لا يجعلنا نستبعد ظهورا مغايرا للأشقاء الضيوف اليمنيين في محاولة لتحسين الصورة والحيلولة دون تحقق المتوقع برفع مجموع الأهداف الاتفاقية من مباراتين إلى الرقم (7) لئلا تفور عند عودته ردود فعل إعلامية ساخرة تركز على نتيجة المشاركة ووصفها ب (سفن ) (إب) ! القدساويون الجدد ! القدساويون بلغة بليغة اكدوا مجدداً في جدة أمام بطل الأندية العربية أنهم الأحق بين عشرة فرق ممتازة بميداليات الدوري البرونزية .. فقد توجوا جهود موسم رائع بجهد أروع خذلته خبرة لاعبيهم ليفقدوا ميزة تقدمهم الجريء بهدفين بلا مقابل في مرمى الأهلي ثاني فريق مرشح للفوز بكأس دوري كرة القدم . الخسارة القدساوية لنتيجة مباراة نصف نهائي كأس الدوري (2/3) بعد استنفاد منافسه الأهلاوي كل الوقت الأصلي والإضافي قبل أن يدرك فرصة الفوز متوقعة لفارق ما بين الفريقين غير أن المستبعد هو ما صنعه القدساويون في تلك المباراة المثيرة التي حبست مجرياتها انفاس الأهلاويين طويلاً وأثقلت عليهم وهي برهان قوي على تميز تحضيرات النادي القدساوي لفريقه الرائع هذا الموسم والذي يشكل نواة واعدة للتعويل عليها مستقبلا لتحقيق صورة القادسية الجديدة ! والمهمة في أعقاب انتهاء مشاركات الموسم القدساوية تستدعي جهداً إدارياً موصولاً للمحافظة على هذا الفريق، وإتاحة ظروف أنسب لإعداده كفريق قادر على المنافسة وليس المشاركة فقط أو طامع في البقاء ضمن حدود الأندية الممتازة، وليس ذلك بكثير على فريق يملك خصوصية مميزة في بيئة وقد حقق هذا الموسم بجدارة مستويات ونتائج كبيرة مفاجئة للوسط الرياضي حيث تجاوز نطاق ضحاياها فرق الوسط إلى فرق المقدمة الأوسع شهرة ..عمل رائع يشكر عليه جميع أعضاء الفريق، والجهاز الفني بقيادة المدرب العربي التونسي الموفق أحمد العجلاني، كما تشكر عليه إدارة الرئيس الأستاذ جاسم الياقوت، ونخبة الرموز القدساوية الداعمة المميزة وفي مقدمتهم الأستاذ أحمد الزامل .. فللجميع التهنئة والتقدير. على مشارف صيف جدة ! نهائي ساخن ومثير على كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم هذا الموسم .. بتاهل الفريق الأهلاوي إلى المباراة الختامية كطرف ثان لمواجهة المتصدر الاتحادي المنافس ! وإن كان الفريقان يستحقان الفوز بالكأس .. إلا أن الأحقية الاتحادية كفريق قدم كل ما تتطلبه الصدارة من أداء فني راق يجمع بين المستوى والنتيجة على مدى الوقت الطويل لمرحلة الدوري الأساسية .. تبقى أقوى جاذبية لتعاطف العموم مع الاتحاد كونه فريق المقدمة التي كانت تكفي لأبطال سنين طويلة للفوز ببطولة الدوري وهو مالا يكفي الاتحاد اليوم رغم كل ما فعل فنظام المربع الذهبي المتخصص في مصادرة حقوق الأبطال بتعليق مصير جائزة الدوري (رغم انتهائه) إلى أجل مسمى متيحاً الفرصة لثلاثة متخلفين أن يدركوا صاحب المركز الأول في مرحلة تنافسية إضافية .. يجعل الأحقية الاتحادية في مهب الريح ! والسؤال : هل يفلح الأهلاويون الذين خطفوا من منافسهم الاتحادي كأس الأندية العربية التي نظمها في جدة هذا الموسم أن يخطفوا منه كأس أكبر مسابقة محلية تصدر مراحلها الأساسية بجدارة وبلا منافس ؟! تهانينا مقدما للفائز من الشقيقين اللذين يستحقان هذا الموسم التأهل إلى المباراة النهائية التي تنتظرهما فيها ظروف تنافسية لا يحسدان عليها وهما من جديد يلتقيان وجهاً لوجه على مشارف صيف جدة الساخن !