بكل المقاييس فان المواجهة التي جمعت النجمين بتال القوس (المذيع) وسامي الجابر (اللاعب) تعتبر من اجمل واقوى المواجهات التي شدتنا وامتعتنا وافادتنا.. فقد كان الاثنان حاضرين ورائعين وكانت الندية في المحاورة تدفعنا لمزيد من التركيز والمتابعة. وليس خطأ ان قلت ان الفشل قد اصاب الطرفين عندما لم يفلح اي منهما في الفوز على الآخر او اضعافه. ولا ابالغ ان قلت ان متابعة المواجهة كانت كمن يتابع مباراة من الوزن الثقيل لا يمل المرء من متابعتها او اعادتها بين الحين والاخر. سامي الجابر نجم غير عادي، يقاتل على جبهات كثيرة.. يخطئ فنعتقد انه فقد جاذبيته ويقل مستواه فنظنه انتهى ويدخل في مواجهات حرب على اكثر من جبهة فننتظر سقوطه.. لكننا بعد كل مرة نجده اكثر جاذبية وروعة وكأنه لتوه بدأ النجومية. اما بتال القوس فقد كتبنا عنه كثيرا بعد ان كانت طلته الاولى علينا كنجم ساطع حيث استمر مبدعا لا يتنازل عن روعته، هادئ الطبع لكنه قوي الحجة، يبتسم فيخاف الضيف من تلك الابتسامة وتسمع اسئلته فتقسم انه بحث عن كل من يختلف مع الضيف ونقب عن كل نقاط ضعفه ليهاجمه وربما يفاجئه.. الجابر والقوس مثالان لنجومنا السعوديين.. اجزم بأنهما لو كانا في احدى دول الخليج لكانت صحافتنا اول من اشاد بهما وربما اوصلهما للثريا، ولدينا تجارب كثيرة عن نجوم في منطقة الخليج نحن صنعناهم ومجدناهم واعطيناهم اكثر من حقهم وقدمناهم على نجومنا. لكن كما يقول المثل الشعبي (مزمار الحي لا يطرب) وان اطرب فانه لا يطرب الجميع مهما فعل. فكم من مرة تابعنا هجوما على نجومنا لا لشيء الا لكونهم ليسوا من لاعبي الاندية التي نحبها او نميل اليها.. هكذا غيرنا المعايير التي نقيس بها الامور، ووضعنا معايير على مزاجنا وتحولنا من اعلام الى مشاغل خياطة نفصل النجومية على مقاس من نحب ونخبصها على من نكره. يقول زميل في احدى مقالاته انني ابالغ في حب الوطن.. ويضيف ان الجميع يحب الوطن وليس انا وحدي. وكلام الزميل جميل وعلى عيني ورأسي، لكن الذي يتابع ما يكتب حول نجوم الوطن والمعايير التي يضعها لكل لاعب على حدة يجعلنا نفكر فيما قال. لقد نجح بتال والجابر رغم حساسية الامور وخطورة الطرح فشكرا لهما. ولكم تحياتي.