٭٭ في ليلة من ليالي شهر رمضان قبل ما يزيد على ربع قرن من الزمن، كنا مجموعة من الأصدقاء عندما حضر صديقنا «الهلالي» المتابع جيداً لكل ما هو أزرق. صديقنا يعمل حالياً أستاذاً أكاديمياً، كان قادماً من نادي الهلال حيث يتابع مباريات الدورة التنظيمية للدرجات السنية في كرة القدم، وكان حديثه هذه المرة مختلفاً فهو لم يتحدث كالعادة عن النتائج والمنافسة ولكنه ركز في حديثه عن ذلك الفتى الصغير الذي استحوذ على اهتمام الجماهير بما يمتلكه من مهارات عالية أطربت الحضور الذي صفق له كثيراً. ٭٭ وراهن صديقنا على بروز هذا اللاعب وطلب منا حفظ اسمه لأنه - حسب قوله - سيكون له شأن كبير، بل أكد على أنه قد يكون أحد أبرز نجوم الكرة السعودية ان لم يكن الأبرز. ولم يدم انتظارنا طويلاً فقد قدم يوسف الثنيان نفسه مع شباب الهلال عندما قادهم لتحقيق البطولة، ثم صعد للفريق الأول وفرض نفسه أساسياً في فريق يضم أبرز نجوم الكرة السعودية الذين قادوا الأزرق للبطولات المحلية والعربية والقارية. ٭٭ نجومية الثنيان تختلف عن بقية النجوم.. فهو لاعب يلعب من أجل تقديم المتعة الكروية للجماهير، لذلك كون له قاعدة جماهيرية تضاهي جماهيرية أكبر الأندية، فجماهيره ليست الهلالية فقط ولكنها تتكون من جماهير الكرة المنتمية للأندية الأخرى بما فيها المنافسة لفريقه، بل قد تتعدى حدود الوطن ولا غرابة في ذلك، لأنه ببساطة حالة خاصة، فهو اللاعب المهاري المميز لا على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى العربي والقاري. تبارى النقاد في اطلاق الألقاب التي تترجم تميزه الكروي مهارة وفكراً كالنمر والأستاذ والفيلسوف والجناح المتسرب والدكتور، وهو الثنيان الممتع الذي منح للرقم «15» قيمة وأهمية لدى صغار اللاعبين وكبارهم والجماهير أيضاً. وهو القائد الأكثر حملاً للكؤوس وصعوداً للمنصات سواء مع المنتخب أو الهلال إذ يحمل رقماً قياسياً يصعب تحقيقه، وسيبقى النجم المهاري الأبرز في تاريخ الكرة السعودية لأن مثل هذه النوعية من النجوم لا تتكرر كثيراً. ٭٭ الثنيان الذي ضحى بالكثير من أجل تقديم الفن الكروي لجماهيره التي بادلته الحب وصفقت له كثيراً حتى وان اختلفت الميول يحتفل بعد غد الأربعاء بتوديع جماهيره رسمياً عندما يشارك زملاءه لاعبي الهلال أمام فالنسيا الأسباني في مهرجان كبير يليق بنجوميته. وتقديراً لجماهيره فقد أقام معسكراً خارجياً لاستعادة لياقته حتى يقدم لهم شيئاً من إبداعه، ومن حقه عليهم التواجد في يوم وداعه لمشاهدة الفصل الأخير من الإبداع الثنائي، وهو الحضور الذي يعني وفاء هذه الجماهير لنجمها الكبير أيضاً. قرعة عادلة ٭٭ ما أشبه قرعة كأس العالم 2006م، بقرعة مونديال 1994م عندما تأهل الأخضر للمرة الأولى.. فالقرعة لم تكن قاسية على الأخضر كما حدث في مونديالي 1998م و2002م عندما وضعتنا في مواجهة فرنسا وألمانيا.. كما أنها لن تكون سهلة ولكنها معقولة وتدعونا للتفاؤل بمشاركة أفضل تعيد للأذهان تميز الأخضر عام 1994م.أسبانيا، أوكرانيا، تونس فرق قوية ولكنها ليست صعبة متى أعددنا الأخضر جيداً واستفدنا من تجارب المشاركات السابقة.. كل الأماني للأخضر بالتوفيق. [email protected]