عندما تفقد شخصا عزيزا تبكي عواطفك وتسيل اشجانك ويؤلمك البعد ويعصرك الفقد، وعندما تفقد شخصا له فضل عليك فللحزن طعم اخر نعم ربما لا تبكي عليه كبكاء والديه او ولده وتذرف دموع الفراق والمه، ولكنك ستبكي بدمع الحسرة والندم ان اغتال الزمن فرصتك لرد الجميل، وبذل الصلة وتكريس الود وتأكيد الوفاء والمحبة، وهذه حالي مع من افقدهم من اساتذتي ومشائخي ومن هؤلاء المربي الجليل صالح سليم معلم اللغة العربية الاسبق بثانوية الهفوف والذي وافاه الاجل بالاردن يوم الخميس 22 من ربيع الاخر الجاري فرحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته وخلف على ذريته بخير. هذا الرجل كان نموذجا للمربي الناجح فعلى الرغم مما تتحلى به قسمات وجهه من تقاطيب الحزم والصلابة (مما يضفي على درسه الهيبة والوقار) الا انه يجعل من درسه محطة استراحة لطيفة بين دروس المواد العلمية الجافة المرهقة ذهنيا ونفسيا بطرفة يطلقها او قصة يسردها او تعليق ساخر بينه وبين بعض ذوي الفكاهة من الطلاب وما كان ذلك ابدا ينقص من زاد المعرفة الذي يقدمه لنا او هيبة الحكمة التي يعظنا بها. لقد كان هذا التوازن التربوي الذي يعجز عنه كثيرون اليوم فيعوا فريسة لاحد الطرفين اما الهزل المتسيب او الشدة المنفرة مهارة تربوية دربنا عليها استاذنا الفاضل صالح سليم رحمه الله خارج اطار المقرر الدراسي دون ان يخطط لذلك او يرصده فتعلمنا منه مع اللغة العربية (قواعدها وادابها) فن تعليمها وتدريسها ومهارة ضبط الصف، واساليب التواصل الانساني المحبب مع الطلاب المراهقين.. لقد كنت مدرستين في مدرسة يا صالح سليم فرحمك الله واسكنك فسيح جناته امين. * المدير العام لتربية وتعليم البنات بالاحساء