تبنى الحوار الوطني الثالث في المدينةالمنورة موضوع المرأة السعودية باوراق استكتبت لمواضيع تهم المرأة من رؤية الجهة المنظمة واختارت اشخاصا يتناسبون مع طرحهم المستهدف وغاب عن هؤلاء ان معظم قضايا المرأة في بلادنا تتعلق بتطبيق الحقوق الشرعية والمدنية المحاصرة بالرؤية الفقهية الضيقة والاجتهادات الذكورية المجحفة وتجاهل الاجتهادات الفقهية في مختلف المذاهب لكوننا لا نراها . ان اختلاف المذاهب ورؤيتهم لدور المرأة أسس على نصوص شرعية ومعايير موضوعية رأى مجتهدوها ما نراه في اجتهادنا لكن الفرق بيننا وبين معظمهم انهم ابتعدوا عن المورث الاجتماعي والثقافة الذكورية التي تحيط معظم اجتهادات بعضنا. الحوار في موضوع المرأة يظهر اشكالية مزمنة من الضوابط غير المبررة احيانا والممارسات التعسفية باجتهادات تسطح القوامة دون عمق تفكير بل ان تلك المفاهيم مررت من خلال مناهجنا الذكورية الخطاب الى بعض النساء فرأى بعضهن ان السكوت على الضيم وتجاهل المطالبة بالحقوق ثقافة النجاة من الهلاك وعدم النبذ الاجتماعي حتى تطور الامر فأصبح بعض اجيالنا من الرجال على نفس الشاكلة من الخضوع والاستسلام للواقع. ولعل واقع المسلمين اليوم شاهد على ذلك مقارنة بدور امهات ابطال المسلمين ومفكريهم السابقين. ان ثقافة الخوف من ممارسة دور المرأة في المجتمع زرعناه نحن الذكور في تربيتنا البيتية والمدرسية وساعدنا على ذلك من لقنا من النساء لتلك المفاهيم. لاشك في ان الحوار ايا كانت اطروحاته بداية طريق شاق يستحق منا الدعم حتى نصل الى رؤية واضحة بعيدة عن تعليب وتغليف ما نريد من فتاوى وثقافة وواقعية وخطوط موازية لسد الحقوق المتنامية من فهم للدين القويم والحقوق التي اقرها الاسلام ومارسها سلفنا الصالح ونقلت الينا بطرق مختلفة دون سلك طريق واحد وتجاهل ما سواه. ان ما يلفت النظر في الحوار الثالث هو غياب بعض الاسماء النسائية بالذات واللاتي لهن رؤى وان اختلفنا معها فمن الاجحاف تجاهلهن خصوصا في مثل هذه الاطروحات بل نجد اسماء الرجال الافاضل وان اختلفت اطروحاتهم إلا ان خطهم يتفق مع ما يريده المنظمون إلا ما ندر.