لا يبدو أن نصائح الحكومات الغربية المحذرة من السفر ومرض أنفلونزا الطيور والمخاوف من تجدد الارهاب قد أضعفت من حماس السياح من جميع أنحاء العالم لزيارة منطقة جنوب شرق آسيا. ويقول خبراء السياحة إن تايلاند وهي أكثر المقاصد السياحية شعبية في المنطقة في سبيلها لاستضافة رقم قياسي من السياح قدره 12 مليونا هذا العام مقابل 10 ملايين العام الماضي رغم تصاعد أعمال العنف بصورة تدعو إلى القلق في الاقاليم الواقعة في أقصى جنوب البلاد. ويقول الخبير السياحي جون كولدووسكي إن السياح من سنغافورة وماليزيا يتفادون تلك المناطق المضطربة في أقصى الجنوب ويزورون الاقاليم الواقعة شمال تايلاند. ويضيف (ما نراه على خريطة السياحة العالمية هو أناس يتوقعون (هجوما إرهابيا) كبيرا آخر أن آجلا أم عاجلا .. ومن ثم فإنهم يؤثرون الاماكن القريبة من أوطانهم. وهذه الحالة تجعل الاوربيين يفضلون البلدان الاوروبية والآسيويين البلدان الآسيوية وهكذا). ومع ذلك فإن قسما كبيرا من السياح المغامرين ولاسيما السياح الشبان من ألمانيا وبريطانيا الذين يحملون حقائبهم على ظهورهم يتجاهلون التحذيرات الحكومية الخاصة بالسفر ويعتمدون بشكل أكبر على المعلومات التي يحصلون عليها من شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) ومن أقرانهم من السياح الشبان. ويقول كولدوويسكي (إن الالمان لا يزال لديهم المال والوقت والرغبة في السفر لمسافات طويلة).ويتابع (ومن ثم تبدو منطقة جنوب شرق آسيا وجهة طيبة للغاية) ويتنبأ بأن يزور تايلاند 12 مليون سائح هذا العام ثم 13 مليونا عام 2005 و14 مليونا عام 2006. وسنغافورة أيضا تمثل قوة جذب سياحية إقليمية أخرى فقد سجلت السياحة إليها زيادة نسبتها 9ر2في المائة في الربع الاول من العام الحالي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي ومن المتوقع أن تتجاوز الرقم المستهدف للسياحة في عام 2004 ككل وقدره 6ر7 مليون سائح. وقالت شاكيرا ستيشنوالا المسئولة بهيئة سياحة سنغافورة (ليس ثمة مؤشر على أن التحذيرات الاقليمية الخاصة بالسفر تثير قلق السياح هنا). وأضر انتشار مرض الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) في مارس 2003 واندلاع الحرب في العراق والارهاب بالسياحة والقطاعات المتصلة بها العام الماضي في سنغافورة ومع ذلك فإن البلاد استقبلت في العام نفسه 6125480 سائحا. وفاق هذا الرقم توقعات مسئولي السياحة. وكانت سنغافورة الاشد تأييدا بين دول منطقة جنوب شرق آسيا للحرب الامريكية في العراق واتخذت بعض أشد الاجراءات لدعم الامن في الدولة المدينة وعند منافذ الدخول. كما سجلت أعداد السياح الاجانب في الفلبين زيادة هائلة بلغت 17 في المائة في الربع الاول من العام الحالي برغم تحذيرات السفر السلبية بشأن تهديدات إرهابية الصادرة عن حكومات أجنبية من بينها الولاياتالمتحدة وأستراليا. وقال وزير السياحة الفلبيني روبيرتو باجدانجان (إن حملتنا الدولية المستمرة لتسويق الفلبين سياحيا نجحت في تحجيم الآثار السلبية لهذه التحذيرات من السفر). أما إندونيسيا حيث كان للمخاوف من الارهاب أكبر الاثر في المنطقة فقد ظهر ت دلائل على الانتعاش السياحي هذا العام. فقد زاد عدد السياح الذين قدموا إليها خلال الربع الاول من عام 2004 بنسبة 61ر20 في المائة إلى1ر034ر236 مقابل 533ر857 في نفس الفترة من عام 2003.