قرر الاتحاد الاوروبي تعزيز خلية تحليل المعلومات الاستخباراتية لمكافحة الارهاب لكنه لم يطرح الجانب العملاني الذي يعتمد على التعاون بين دول الاتحاد كما اثبتت العملية التي جرت الثلاثاء في بلجيكاوايطاليا. وقدم الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا لوزراء الداخلية الاوروبيين في لوكسمبورغ الاقتراح الذي طلب منه في خطة التحرك لمكافحة الارهاب التي تبناها الاتحاد الاوروبي بعد اسبوعين من اعتداءات مدريد. وفي مواجهة معارضة دول كبرى لتقاسم معلومات حساسة داخل وكالة اوروبية للاستخبارات اكتفى سولانا باقتراح توسيع مهام مركز الاوضاع الذي يشكل نواة جهاز في بروكسل يخصص لتحليل التهديد الخارجي للاتحاد. واوضح سولانا: سننسق التحليل في اجهزة الاستخبارات الداخلية والخارجية، فهي آلية سهلة لكن يمكن ان تكون فعالة وتطبق بسرعة كبيرة . وقد قدم مركز الاوضاع (سيتسين) تحليلات للمخاطر التي يمكن ان تواجهها بعثتا شرطة الاتحاد الاوروبي في البوسنة وافغانستان. الا انه لا يضم سوى سبعة من البلدان التي تملك اجهزة استخبارات خارجية (فرنسا والمانيا وبريطانيا وايطاليا واسبانيا والسويد وهولندا). كما اقترح سولانا اشراك خبراء في اجهزة الامن الداخلي لتحليل التهديدات الارهابية الداخلية،لكن هذه الخلية التي ستوافق عليها قمة الاتحاد في بروكسل في 17 و18 حزيران/يونيو لن تهتم بالجانب العملاني الذي اكد وزراء انه مرتبط بالتعاون بين الدول بدعم ممكن من الشرطة الاوروبية (يوروبول). وقال وزير الداخلية الاسباني خوسيه انطونيو الونسو ان العملية التي جرت في بلجيكاوايطاليا الثلاثاء تبرهن على ارادة التعاون وعلى ان الامور تسير بشكل جيد . وسمحت هذه العملية التي شنتها عدة دول اوروبية خصوصا باعتقال رجل يدعى محمد المصري في ايطاليا، يشتبه بانه احد مدبري اعتداءات مدريد في الحادي عشر من آذار/مارس الماضي. من جهته، رأى وزير الداخلية الالماني اوتو شيلي: لدينا تعاون جيد لكن يجب ان يذهب الى ابعد من النظر في كل حالة على حدة ، مؤكدا ضرورة تعزيز الشرطة الاوروبية. ومع ان رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي وضعوا مكافحة الارهاب على رأس برنامج عملهم منذ اعتداءات مدريد، الا انه ما زالت مسألة اقامة مؤسسات للاتحاد متخصصة في هذا المجال، غير واضحة. وقال دبلوماسي ان تبادل المعلومات ومكافحة تمويل الارهاب اصبحا من المواضيع الكبرى في كل اجتماع. لكن في اعتداءات مدريد لم يعمل تبادل المعلومات مع بلد آخر (المغرب) بشكل جيد والعملية نفذت باقل من عشرين الف يورو. من جهته، اعترف منسق الاتحاد الاوروبي لمكافحة الارهاب الهولندي غيس دي فريس بشكل غير مباشر بالحدود العملية في تقرير قدم الثلاثاء، قائلا ان ما يمكن ان يفعله الاتحاد الاوروبي في هذا المجال هو تقديم توصيات وتشجيع تقاسم الجوانب العملية وتشجيع الدول على التعاون بشكل فعال داخليا ومع الهيئات الاوروبية. ويحاول دي فريس ان يحدد مكانه بين وصاية سولانا ووزراء الداخلية ورغبة المفوضية الاوروبية في قول كلمتها. وقال شيلي في اجتماع وزراء الداخلية ما زلت بانتظار توضيح صلاحياتكم (المفوضية الاوروبية) وتساءلت عن ما كنتم تفعلونه في مجموعة الثماني في واشنطن التي عقدت في ايار/مايو الماضي حول مكافحة الارهاب. ويبدو ان دي فريس اراد ان ينتقد بعض الدول الاعضاء بشأن الوعود التي قطعتها في بروكسل، مشيرا الى ان سرعة التطبيق في تزايد لكنها لم تبلغ بعد المستوى المطلوب.