واشنطن، برلين – رويترز، أ ف ب، يو بي آي - أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، إجراءات جديدة لتشديد التدابير الامنية المتخذة في المطارات بعد تنفيذ النيجيري عمر فاروق عبد المطلب محاولة فاشلة لتفجير طائرة أميركية توجهت من امستردام إلى ديترويت في 25 كانون الاول (ديسمبر) الماضي. وقال: «لا توجد عصا سحرية لتأمين آلاف من الرحلات الداخلية والخارجية إلى الولاياتالمتحدة يومياً. سيتطلب ذلك استثمارات ضخمة في مجالات كثيرة، بينها زيادة استخدام أجهزة المسح الضوئي (سكانر) للجسم في المطارات وتحسين تكنولوجيا الأمن الجوي ودفع دول أخرى الى اتخاذ اجراءات مماثلة. وأكدت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية جانيت نابوليتانو ان الادارة ستسّرع خطط استخدام أجهزة «سكانر» التي تلتقط صوراً ثلاثية الأبعاد للجسم للعثور على مواد مخبأة تحت الملابس، مشيرة الى أن مسؤولي الأمن الداخلي سيعملون مع خبراء وزارة الطاقة على تطوير الجيل التالي من تكنولوجيا الأمن الجوي. وأعلنت ايضاً ان السلطات ستعزز فرقها الأمنية السرية على متن الرحلات الجوية. وتضع إدارة سلامة النقل الاميركية 40 جهاز «سكانر» في المطارات، واشترت 150 جهازاً اخر العام الماضي بسعر تراوح بين 130 و170 ألف دولار لكل منها. وتأمل بشراء 300 جهاز فحص آخر. وأوضحت نابوليتانو ان الادارة الاميركية ستبذل قصارى جهدها لحض السلطات الأجنبية على استخدام تكنولوجيات متقدمة للأمن الجوي، «لأن اجراءات الفحص في المطارات الأجنبية عامل حاسم لسلامتنا». وأضافت: «يواصل مسؤولو الأمن الأميركيون لقاء نظرائهم في العالم للضغط من أجل تطبيق اجراءات أمن أكثر صرامة في المطارات». وهي ستتوجه الى اسبانيا قريباً في اطار جولة اوروبية تهدف الى صوغ معايير جديدة للأمن الجوي. لكن المنسق الاوروبي لمكافحة الارهاب جيل دي كورشوف عارض تعميم استعمال اجهزة المسح الضوئي في مطارات اوروبا. وقال لصحيفة «فايننشال تايمز دوتشلاند» الالمانية: «لسنا مضطرين الى استعمال الاجهزة في شكل منتظم مع جميع الركاب وعلى كل الخطوط الجوية. يمكن ان نختار بعض الرحلات ونستخدم اجهزة المسح الضوئي لتصوير ركابها، وربما فئة اخرى من المسافرين». وأضاف: «اذا كانت حماية الحياة الخاصة مضمونة وحماية المعطيات محترمة، وأتاحت الاجهزة اجراء مراقبة أكثر فاعلية، فإنني اؤيد قراراً سريعاً تصدره المفوضية الاوروبية». وكانت الرئاسة الاسبانية للاتحاد الاوروبي طالبت، بتأييد من خبراء الطيران في الدول الاوروبية، باتخاذ موقف موحد حيال استعمال اجهزة المسح الضوئي. وقررت هولندا وبريطانيا تجهيز مطاراتهما بهذه الاجهزة، فيما تحفظت المانياواسبانيا واعلنت فرنسا وايطاليا انهما ستختبران الاجهزة في بعض مطاراتهما قريباً. ويقول مسؤولون أمنيون إن تكنولوجيا الفحص الحالية وغيرها من الاستراتيجيات المطبقة في المطارات لا تستطيع رصد كل التهديدات، علماً ان المخاوف الأمنية الرئيسية في الولاياتالمتحدة التي اثيرت بعد هجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2001 شملت ثلاث مؤامرات لتفجير طائرات، نفذ اولها ريتشارد ريد الذي فشل في تفجير «حذاء مفخخ» في كانون الاول 2001، والثاني احبط خلال مرحلة الاعداد في الخارج عام 2006، والثالث في يوم عيد الميلاد. وفي اطار التحقيق الخاص بمحاولة تفجير الطائرة، كشف مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية ان الوزارة لم تعلم بأن عبد المطلب حمل تأشيرة دخول إلى الولاياتالمتحدة، إلاّ بعدما نفذ محاولته. ونقلت محطة «سي أن أن» عن مسؤولين في الوزارة قولهم إن «عدم تحديد امتلاك عبد المطلب تأشيرة ام لا عدّ احد الأخطاء التي تسببت في عدم تصنيفه باعتباره «إرهابياً» وإدراج إسمه على لائحة الممنوعين من السفر إلى الولاياتالمتحدة، و «السبب هو كتابة اسمه بطريقة خاطئة». وأوضحوا ان الخطأ اللوجستي جعل مسؤولي السفارة الأميركية في نيجيريا يعجزون عن تأكيد حمل عبد المطلب تأشيرة دخول، حين حذرهم والده في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي من أن ابنه يرافق متطرفين وقد يكون سافر إلى اليمن. الى ذلك، أعلنت لجنة الامن الداخلي في مجلس الشيوخ الاميركي انها ستستمع الى شهادات كبار المسؤولين الامنيين في شأن التقصير الذي رافق الاعتداء الفاشل على الطائرة، وقتل الرائد الفلسطيني الاصل في الجيش الاميركي نضال حسن 13 من زملائه بالرصاص في قاعدة «فورت هود» العسكرية في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وستدلي وزيرة الامن الداخلي نابوليتانو ومدير الاستخبارات دنيس بلير ورئيس مركز مكافحة الارهاب مايك ليتر بشهاداتهم في 20 الشهر الجاري. وأوضحت اللجنة انها ستدرس الاصلاحات التي اجريت داخل اجهزة الاستخبارات العام 2004. وقال رئيس اللجنة السناتور المستقل جو ليبرمان: «سندرس تحليل اجهزة الاستخبارات وتقاسم المعلومات ولوائح المشبوهين وأمن الحدود والأمن الجوي. وسنسأل لماذا عجزت الاستخبارات عن جمع عناصر كانت في حوزة ادارات مختلفة لكشفها محاولة تفجير الطائرة».