اكثر من 11 شهرا مضت ومنزل أسرة المزرع يخيم عليه الحزن والأسى.. ويلفة شبح اللوعة والحسرة لفراق الابن الوحيد (حيدر على المزرع) الذي ذهب كعادته في رحلة مع صديقه خالد عبد المحسن صالح القيصوم إلى العراق عبر سوريا ولكنه لم يعد. الأسرة بحثت في كل مكان عن السبب... أين ذهب الابن البار بأهله... صاحب الخلق القويم.. وفجأة نزلت المفاجأة نزول الصاعقة... الابن في سجن أبو غريب بعد أن قبض عليه الأمريكان فيمن قبضوا.. وفي السجن رأي الابن الأهوال التي يشيب من هولها الولدان حتى أفرج عنه بعد نشر صور الفظائع والفضائح التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق بالسجناء. كانت فرحة الأسرة بالابن حيدر لا توصف بعد أن فقدوا الأمل في رؤيته مرة أخرى وتبللت دموع الألم بدموع الأمل في رؤيته مرة أخرى ورصدت (اليوم) قصته الحزينة على لسان أقرب الناس إليه: في البداية قال حسين حسن عبد الله الجشي (أحد أقرباء حيدر): منذ بداية المأساة راجعت جميع الدوائر الحكومية حيث أخبرونا بأن حيدر خرج من ابو غريب بخطاب من القوات الأمريكية يؤكد انه كان مسجونا لديهم وأن عليه مغادرة الأراضي العراقية خلال 48 ساعة ولكنها لم تعد له جواز السفر الذي ظل لديهم في البصرة.. ووصل حيدر إلى الحدود (جديدة عرعر) ولكنه لم يدخل المملكة لنه لا يحمل جوازا والخطاب الموجود معه مكتوب باللغة الإنجليزية فعاد للعراق مرة أخرى ويم الثلاثاء الماضي تمكن من القدوم عبر منافذ الكويت بالخطاب وعند وصوله لجمارك العبدلي رفضوا عبوره فعاد مرة أخرى إلى بغداد وحاول مع القوات الأمريكية اخذ جواز السفر ولكنهم رفضوا لأنه موجود في البصرة وطلبوا منه مغادرة الأراضي العراقية خلال 48 ساعة وانهم سيرسلونه بالبريد المركزي، ويضيف الجشي: حدثت انفراجة بالاتصال بوزارة الداخلية ومدير الجوازات بالمملكة حيث قدموا لنا مساعدات كبيرة وأرسلوا خطابا لسفير المملكة في الكويت للقيام باللازم ومساعدة حيدر. مأساة الزوجة: أما جميلة الصادق زوجة حيدر فتقول: عشنا مأساة حقيقية وكنت أعاني فراق أب بناتي والتفكير فيما يحدث له هناك خاصة بعد نشر الفظائع التي تحدث في أبو غريب.. أما البنات (شيخة) و(حوراء) و(فاطمة) فكن في حالة لا يعلمها إلا الله وعندما كلمنا واخبرنا بإطلاق سراحه كانت الفرحة لا تتسع الأرض ولا السماء. دموع الأم والشقيقات: كانت دموع الأم والشقيقات لا تجف.. وفي رمضان الماضي تجسدت المأساة كل يوم قبل الإفطار حيث تجتمع الأسرة على الدموع التي تخلط بالدعاء والرجاء حتى يعود الابن الغائب. أين حيدر: في هذه اللحظات ينتظر حيدر بمنطقة كربلاء بصحبة أقاربه واصحابه.. ينتظر انتهاء الإجراءات الرسمية بفارغ الصبر ليعود إلى أرض الوطن وتقبيل ترابه والارتماء في أحضان أسرته وتكحيل عينه برؤيتها... فهل سيطول هذا الأمر! قصاصة