يقبع في أحد السجون الذي تسيطر عليه الإدارة الأمريكية في الأطراف الشمالية للعاصمة العراقية (بغداد) 18 شاباً سعودياً، اعتبرتهم قوات التحالف خطراً على الأمن العام.هؤلاء الستة عشر يقبعون منذ فترات متفاوتة في سجن أبو غريب في ظروف إنسانية ونفسية صعبة للغاية، والذي كان نظام صدام البائد يستخدمه لتنفيذ عمليات الإعدام وتعذيب مئات الألوف من العراقيين.وعلمت (اليوم) أن بعض المعتقلين السعوديين منهم دخلوا العراق لزيارة بعض أقاربهم، والبعض منهم كانوا بسطاء للغاية، ذهبوا لمجرد الفرجة، بعد أن قادهم الفضول، فيما البعض الآخر طلاب ثروة، قادهم الحظ السيئ للوقوع بين أيادي القوات الأمريكية.في الوقت نفسه وجهت القيادات الأمريكية في العراق أصابع الاتهام نحو بعضهم، بالتورط في القيام بعمليات إرهابية، نتج عنها مقتل مئات المدنيين العراقيين، حيث كان آخر هذه العمليات العملية الانتحارية التي شهدتها محافظة الحلة العراقية، في الثامن عشر من فبراير الماضي، والتي قتل على إثرها 5 مدنيين عراقيين، وجرح العشرات. (اليوم) التقت مع بعض عوائل المعتقلين، الذين تحدثوا عن ظروف اعتقال أولادهم، كما ناشدوا المسؤولين السعوديين السعي للإفراج عنهم، يقولون: طالما عودتنا حكومتنا الرشيدة على متابعة أمور رعاياها في الداخل أو الخارج، وأكبر دليل على ذلك تحركها الكبير لتسلم المعتقلين السعوديين في جوانتانامو، وهو ما أثمر بتسليم بعضهم، وما نأمله ان يلقى أبناؤنا نفس التحرك والسعي، مع ثقتنا بأن المسؤولين في حكومة خادم الحرمين الشريفين لن يتأخروا في بذل كل المساعي لإعادتهم إلى البلاد، ومحاكمة من يثبت تورطه في أعمال غير قانونية. كما ناشدت الأسر السلطات الأمريكية الإفراج عن أولادهم المعتقلين، وكذلك طالبوا منظمات حقوق الإنسان بالتحرك الجاد للضغط على الحكومة الأمريكية للإفراج عنهم. المزرع والقيصوم ومن بين من قابلت (اليوم) عائلاتهم، وأجرت اتصالات هاتفية بالبعض الآخر؛ حيدر علي المزرع (متزوج وله 3 بنات)، الذي خرج مع زميله خالد عبد المحسن القيصوم (المعتقل أيضاً في العراق)، والذي يعمل في احدى المؤسسات الخاصة بالمنطقة الشرقية، بقصد زيارة بعض المدن العراقية، وبحكم عمله كسائق حافلة، اعتاد السفر إلى خارج المملكة، وبالخصوص إلى بلاد الشام، ومؤخراً توجه إلى العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، ولم يعودا حتى الآن، منذُ شهر جمادى الآخرة من العام الماضي. وكان آخر اتصال تلقته عائلتاهما عند وصولهما إلى العاصمة السورية (دمشق) قبل دخولهما الأراضي العراقية، حيث أخبرا ذويهما في هذا الاتصال أنهما سوف يدخلان العراق، وكان ذلك في السادس والعشرين من جمادى الآخرة من العام الماضي، حسبما أكده بعض الأقارب ل (اليوم). اعتقال على الحدود أما عن عملية القبض عليهم فقال حسين الجشي (ابن عم حيدر): حين شعرنا بأنهما تأخرا عن موعد العودة إلى أرض المملكة، في الوقت الذي أخبرانا فيه بأنهما عائدان في أسرع وقت ممكن، بعد أن تعرضت المنطقة التي يسكنان فيها إلى أعمال تخريبية، وتحديداً في الأول من شهر شعبان الماضي، لجأنا للاتصال بأصدقاء حيدر في العراق للسؤال عنهما، ولكن دون جدوى، فلم نتمكن من الوصول إلى من يفيدنا عنهما, ولكن بعد انقطاع أخبارهما بمدة لا تتجاوز أسبوعين أخبرنا أحد أصدقاء حيدر في العراق بأنه القي القبض عليهما، من قبل القوات الأمريكية، وتحديداً على الحدود العراقية السورية، وهما في طريق العودة للمملكة، وتحديداً في إحدى نقاط التفتيش. ويضيف الجشي على لسان سائق سيارة الأجرة، التي كانت تقل الصديقين:عندما اقتربنا من نقطة تفتيش فيها جنود أمريكيون، فطلبوا منهما إثباتات الهوية، وحين أخرجا جوازي سفرهما السعوديين، أنزلهما أحد الجنود المتواجدين في نقطة التفتيش بالقوة من سيارة الأجرة، وأرغم سائق السيارة بلغة وعيدية ان يغادر الموقع بأسرع وقت، وطلبوا منه العودة بحقائبهم إلى المكان الذي أقلهما منه (الفندق). التهمة: سعودي مخلد لازم هو أحد السجناء العراقيين، الذي كان زميلاً للمزرع والقيصوم في أحد السجون العراقية، وقد اعتقل بتهمة حيازة أسلحة، يقول مخلد ل (اليوم) في اتصال هاتفي: أمضيت معهما مدة أسبوعين في سجن أم قصر، وكانت حالتهما النفسية منهارة إلى أبعد درجة، بسبب عدم وجود تهمة مباشرة يستحقان العقاب عليها، فتهمتهما الوحيدة أنهما وجدوا بحيازتهما جوازا سفرهما السعوديين, أما السجين الآخر خالد فكان يقبع في سجن جمع فيه الأمريكان سجناء من مختلف الجنسيات العربية، ولم أختلط به مثلما اختلطت بحيدر، الذي كان معي في نفس العنبر بالسجن. ويضيف مخلد: حاولت زيارتهما بعد خروجي من السجن، ولكن لم أستطع. انفجار الرمادي كما اتصلت (اليوم) بفندق الفايز، الذي سكن فيه كل من المزرع والقيصوم، فقال أحد موظفيه: فاجأنا سائق سيارة الأجرة بإعادة حقائب الشابين إلى الفندق، وأخبرنا أنه عند وصولهما مدينة الرمادي الحدودية، حدث انفجار ضخم ضد إحدى النقاط الأمريكية المتمركزة هناك، الأمر الذي جعل القوات تكثف سيطرتها الأمنية، بهدف إحكام القبضة، والقبض على منفذ العملية ضد القوات الأمريكية في ذلك الوقت, وخلال مرور سيارة الأجرة عبر إحدى نقاط التفتيش، طلبوا منهما إثبات هويتهما، وما ان استخرج الشابان جوازي سفرهما حتى أمر الجنود الأمريكان الشابين بالنزول من السيارة، والقوا القبض عليهما. مولود والأب في المعتقل أم شيخة زوجة حيدر المزرع، التي التقت معها (اليوم) كانت تنوي السفر معه، ولكنه طلب منها تأخير سفرها، بحكم عمله، فوافقت على أن تلحق به بعد أسبوعين من مغادرته، ولكن مشيئة الله كانت فوق كل شيء, تصف حالتها بعد اعتقال زوجها ب (المتدهورة).. تقول: خلال فترة اعتقاله أنجبت طفلاً، وهو لا يعلم.. تضيف: لقد حذرته من السفر إلى العراق أكثر من مرة، ولكن دون جدوى. مريض نفسي بدر راشد سعد الحربي من أهالي حي الطويزة بجدة، يعمل في إدارة التربية والتعليم بجدة، معتقل سعودي آخر في سجن أبو غريب، يقول شقيقه الأكبر عطية، الذي لم يعلم عن اعتقاله، إلا عبر وسائل الإعلام: اختفى بدر قبل 3 أشهر، في الوقت الذي قال فيه انه ذاهب إلى المدينةالمنورة، في التاسع عشر من رمضان من العام الماضي، ولم يعد منذُ ذلك الحين. ووصف عطية شقيقه بأنه كان يعاني مرضا نفسيا، وهو ما أكدته بعض تصرفاته المفاجأة التي يلجأ إليها في بعض الأحيان. اختفى.. ثم اعتقل وفيما يخص إبراهيم ظاهر عاصي العنزي، من أهالي محافظة القيصومة، والذي يعمل ممرضاً في أحد مستشفيات حفر الباطن، فيقول أحد المقربين منه، أنه خرج من المنزل فجأةً قبل 4 أشهر، ولم يفصح عن أي توجهات له، ولم يكن إبراهيم ينوي السفر أو مغادرة منزله إلى أي مكان.. ويضيف: لا نعرف عنه أي شي فيما يتعلق بسفره إلى العراق. ويضيف قريبه: لقد بحثنا عنه في كل مكان، ولدى جميع الأقارب في المنطقة، وفي مناطق المملكة الأخرى، ولم نعثر على أي معلومة تدلنا عليه، أو نصل من خلالها إليه، واستمر بحثنا عنه شهرا كاملا، ولكن بعد شهر ونصف الشهر تقريباً من اختفائه أخبرتنا إحدى الجهات الأمنية المختصة باعتقاله في العراق، مما سبب لنا صدمة عنيفة، فلم نكن نتوقع ذلك. سافر بدون جواز إبراهيم محمد المعيقل، والد الشاب المعتقل إسماعيل، الطالب في كلية الترجمة بجامعة الملك سعود، يقول عن ولده: هو شاب مستقيم، وليس له نوايا انحرافية. ويضيف: ولدي أخبرنا في إجازة الصيف الماضي، بأنه سوف يغادر الرياض، متوجهاً إلى المنطقة الشرقية للزيارة، في الوقت الذي كانت عائلته في مكةالمكرمة لأداء فريضة العمرة, وبعد وصوله للمنطقة الشرقية اتصل على إحدى شقيقاته، وأخبرها بأنه سوف يتأخر عن موعد عودته الذي كان حدده لعائلته، إلا أنه مرت فترة طويلة، دون ان نعلم عنه أية معلومات، حتى عرفنا أنه قد أعتقل في العراق، مما أثار استغراب عائلته، حيث لم يكن لديه جواز سفر، والأسرة لم تعلم عن أمر استخراجه جواز سفر. من العمرة إلى العراق أما عن خليفة رخسم سويعي الظفيري، من أهالي محافظة حفر الباطن فقال أخوه نافع: خرج شقيقي في احدى ليالي شهر رمضان من العام الماضي، ولم نعلم ان كان ينوي الذهاب إلى العراق، أو إلى أي مكان آخر، إلا أنه في يوم من الأيام أخبرنا أحد أصدقائه الذين خرج معهم للعمرة، قبل مغادرته المنزل، أنه ذهب إلى العراق، ولكن لم يبين لنا الغرض من ذهابه. كان يعمل مع الأمريكان ناصر شقيق نازل حزام ناصر المطيري من أهالي محافظة حفر الباطن أيضاً، يعمل سائق شاحنة يقول ناصر: اختفى نازل قبل حوالي 4 أشهر، وتحديداً في تاريخ 29/9/2003م، ولكن سبق اختفاؤه ذهابه إلى دولة الكويت، وقام بالعمل ضمن فريق سيارات النقل، الذين يقومون بنقل المواد التموينية لقوات التحالف في العراق، ومواد الإغاثة للشعب العراقي، بعد سقوط نظام صدام حسين البائد . بعد ذلك وصلتنا أخبار تفيد باعتقاله في العراق، ووردتنا هذه الأخبار من قبل بعض الأشخاص الذين يعملون معه، ويزورون العراق بشكل مستمر, في الوقت نفسه سحبت السيارة التي كان يعمل عليها من قبل القوات الأمريكية، ومن ثم تم تسليمها لأحد الأشخاص، الذي رفض تسليمها لعائلته، معتذراً بوجود حسابات خاصة بينه وبين أخي نازل. (اليوم) تنقل الخبر سالم هادي صايل العنزي، متزوج من زوجتين، وله ابن واحد، يعمل في وزارة البرق والبريد والهاتف، أجرت (اليوم) اتصالا هاتفياً بعائلته، التي صعقت عندما أخبرتهم بأنه معتقل في العراق، يقول أخوه الأكبر سامي: قرر سالم السفر إلى سوريا قبل 3 أشهر، للعلاج، ولم تكن لديه نوايا بالسفر من سوريا إلى أي جهة أخرى، سواءً إلى العراق أو غيره, ولفترة طويلة كانت تأتينا أخبار عنه، إلا أنه اتصل هاتفياً بعد وصوله للعاصمة السورية بأربعة أيام فقط، وتحدث مع إحدى زوجاته، وبعد هذا الاتصال انقطعت أخباره، ولم نعلم عن خبر اعتقاله إلا من خلال هذا الاتصال (يقصد الذي أجرته معه (اليوم). أنا لم أعتقل ماجد سعيد علي الغامدي تفاجأ عندما أخبرناه بأنه معتقل في العراق(!!)، يقول: أنا لم أخرج خارج المملكة طوال حياتي.. واتضح أن اسمه جاء من بين الأسماء بالخطأ. مولود..أبو يدفع ثمن تهمة "أنه سعودي"