أي ابتلاء هذا الذي حل على البلاد والعباد بفعل فئة ضالة أو مضللة زين لها الشيطان سوء ما تعمل , فراحت تقتل الابرياء وتدمر المنشآت وتعيث في الارض فسادا لا يردعها وازع ديني , ولا مبدأ اخلاقي ولا كرامة انسانية , بل اختلطت عليها الامور وعميت بصائر وابصار افرادها ليرتكبوا ما ارتكبوا من المجازر واحالوا البلد الآمن الى ساحة حرب تستخدم فيها اسلحة لا تستخدمها سوى الجيوش في المعارك , وجهوها الى صدور الابرياء من المسلمين وغير المسلمين , واعتدوا على مكاسب الوطن والمواطن , ومنشآته الاقتصادية التي منها مصدر رزقه. لقد خضعوا لفتاوى باطلة هدفها التضليل لتشوه سمعة الاسلام, وتقود الامة الى متاهات الفتنة , وتعطي المبرر تلو المبرر لاعداء الاسلام ليكيلوا له المزيد من التهم , كيف لا وهؤلاء الذين ينتسبون الى الاسلام والاسلام منهم بريء يرتكبون هذه الجرائم باسم الاسلام وباسم الجهاد , فأي جهاد هذا الذي يؤدي الى قتل المسلمين الآمنين, وغيرهم من المصانة دماؤهم , ماداموا في حماية الوطن , وهم الذين اتوا لخدمته تاركين اوطانهم وعائلاتهم في بحثهم عن الرزق الحلال. لقد تمادى هؤلاء الضالون , ورموا بانفسهم الى سوء العاقبة, لا لشيء الا لأنهم ساروا في طريق الخطيئة , خطيئة الاعتداء على الامنين , وخطيئة الاعتداء على الوطن , وقبل ذلك وبعده خطيئة الخروج على الدين الحنيف الذي حفظ للانسان كرامته , وحفظ للمسلم نفسه , وتوعد الذين يقتلون النفس التي حرم الله قتلها , بالدرك الاسفل من النار , بعد أن تلفظهم مجتمعاتهم , وتؤدي بهم المطاردة الى الهلاك او الوقوع في ايدي العدالة لينالوا جزاء ما عملوا فما من مجرم ينجو بفعلته ان عاجلا او آجلا. لقد كانت احداث الخبر الاليمة, تجسيدا واضحا لما بلغه هؤلاء من تجاوز على كل الحدود , فقد تجردوا من انسانيتهم , ليرووا عطشهم الى الدماء , وليغوصوا في مستنقع الاجرام, بعد أن استمرأوا العنف واستساغوا الارهاب ضد وطنهم ومواطنيهم , فمن يستفيد من هذا التخريب والعنف والارهاب غير أعداء الامة؟! أليس زعزعة الامن في بلاد المسلمين هو ما تسعى اليه اسرائيل؟! أليس اضعاف اقتصاد البلاد العربية هو هدف صهيوني معلن ؟! أليس تشويه سمعة الاسلام هو غاية الغايات للصهيونية العالمية ؟! هذه حقيقتهم الواضحة , بعد أن باعوا انفسهم للشيطان , مهما رفعوا من شعارات لم تعد تنطلي على احد.