يتعجب الإنسان، ويأخذ به التعجب كل مأخذ، وهو يرى أناسا حيدوا عقولهم، وألغوا ما منحهم الله من نعمة التمييز بين الحق والباطل، فاختاروا طريق الضلال، والوقوع في مستنقع الإرهاب، دون إدراك لعواقب أعمالهم المشينة، وما تجره على البلاد والعباد من ويلات كبيرة، وخسائر فادحة في الأنفس والأموال، بعد أن وجهوا سهامهم المسمومة، إلى صدور المواطنين، وزرعوا الفتنة في ربوع البلاد، وعبثوا بعقول عدد من الناشئين الذين فقدوا الحصانة ضد كل ماهو سيىء ومشين، فانحرفوا في طريق الضلال والاجرام. وما وقع مؤخرا في الرياض ضد الآمنين وما وقع في جدة ضد عدد من رؤوس الشر، دليلان أولهما أن من باع نفسه للشيطان، لا يتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم ضد نفسه وضد ابناء جلدته، وثانيهما أن يد العدالة ستطال عاجلا أو آجلا كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن والمواطن، لينال جزاءه العادل جراء ما ارتكبت يداه من إثم وعدوان، ولكن ماذا يريد هؤلاء المارقون.. ومساحة حرية الرأي المتاحة تمكنهم من إبداء طروحاتهم أو طلباتهم دون اللجوء الى العنف والإرهاب، فذلك العنف وهذا الإرهاب لن يقابلا بالصمت، بل بالرد الحازم الحاسم، الذي لا يترك لغيرهم التفكير في ارتكاب مثل هذه الخطيئة المنكرة، وهو رد يدفع الأذى ويذكر المجرمين بسوء العاقبة، امتثالا لما أمر الله به من عقاب للضالين عن سواء السبيل. لقد تكشفت نواياهم الخبيثة واجرامهم البشع، وأجمع الكل على استنكار واستهجان ورفض أعمالهم التي لا يمكن تبريرها بأي شكل من الاشكال، او صورة من الصور، وقد كشفوا اقنعتهم عن وجوه قبيحة، تتعطش للدماء، وأيد قذرة تتشبث بالإرهاب لترويع الآمنين وقتل النفوس التي حرم الله قتلها إلا بالحق، وما من مستفيد غير أعداء الأمة الذين يريدون لها الخراب والدمار، ويريدون للدين الإسلامي الحنيف أن يظل متهما، كيف لا وهذه أعمالهم ترتكب باسم الإسلام والاسلام منها بريء. إن أي جريمة ترتكب ضد الوطن والمواطن تزيد أرصدة الأعداء، من الفرح والابتهاج بما آل إليه حال المسلمين، كما تساهم في تأصيل نظرة باطلة تصم الدين بالإرهاب، وتلصق به تهما كثيرة ظلما وعدوانا، مع أن هذه الفئة لا تمثل إلا نفسها، فالارهاب لاعلاقة له بالدين، هو مرفوض من الجميع. وحفظ الله هذا الوطن ومواطنيه من كل سوء.