عندما رفع كابتن فريق سخنين ولاعبه الدولي، عباس صوان، كأس الدولة، شعرنا وكأن عالمنا توقف عن الحركة. هل كانت تلك لحظة حقيقية أو أنها خيالية؟... كان ذلك بمثابة كرنفال عربي في قلب الدولة. متى سبق للعرب أن زاروا، بآلافهم وبحشودهم، مدينة غريبة بالنسبة لهم، في حدث هو ليس مظاهرة ضد الاحتلال، وليس احتجاجًا ضد التمييز والبطالة والفقر وضوائق العيش؟ هذه المرة، كانت الزيارة شرعية. دون حاجة للحصول على تصريح من الشرطة وجهاز الأمن العام( الشاباك). كانت تلك زيارة امتياز صافية، زيارة رسائل وقيم إنسانية. عندما رفع كابتن فريق سخنين ولاعبه الدولي، عباس صوان، كأس الدولة، شعرنا وكأن عالمنا توقف عن الحركة. هل كانت تلك لحظة حقيقية وواقعية، أو أنها خيالية وحالمة؟ سرت القشعريرة في الجسم، وخفق القلب بشدة. واضطربت رعشات النفوس لحجم المفاجأة. لقد سجل التصادم الحضاري، شبه الأبدي، بين العالمين، فصلا جديداً. فصل مصالحة ينطوي على رسائل إنسانية غير ممكنة، تقريبًا. لقد كانت الأهداف الرائعة للاعب الإسرائيلي-اليهودي، ليؤور أسولين، هي التي أتاحت للعربي الفلسطيني، عباس صوان رفع كأس الدولة والإعلان، على رؤوس الأشهاد، أنه يمكن للأمور أن تكون مغايرة. وفور ذلك، انطلق كلاهما، سوية مع رفاقهما، فوق العشب الأخضر، في مشهد فرح بركاني، في فسيفساء انسانية-إثنية، يتفوق فيها الخيال على الواقع. لقد نجحت الرياضة حيث فشل الآخرون. لم ينجح جهاز التربية والتعليم أبداً بغرس قيم التعايش، وها هي الرياضة بالذات تتغلب على كل العوائق التاريخية، تقضي على المواقف والآراء المسبقة، وتحصد بذلك انتصاراً بالنتيجة 1:4. ربما يكون مازن غنايم، مدير فريق اتحاد أبناء سخنين، أكثر شخصية مثيرة في الحقل الرياضي الإسرائيلي، اليوم. لقد أجاد غنايم قيادة مجموعة مكافحة وناجحة نحو تحقيق أحد أكثر انجازاتها الحضارية. أوضاع الأقلية العربية لن تتحسن في أعقاب الفوز بالكأس، لكنني متأكد من أن صورة العربي في أوساط الغالبية اليهودية ستتغير بشكل ما. لن تتواصل تلك النظرة المتعالية والصفيقة تجاهه. ربما يصبح التعامل مع العرب، بعد هذا اليوم، أكثر احتراماً وإنسانية واستقامة. لقد كان المشهد سورياليًا، عندما قام رئيس دولة إسرائيل بمنج كأس دولة إسرائيل للعربي الفخور عباس صوان، ابن مدينة سخنين، مدينة يوم الأرض وشهداء أكتوبر 2000. تذكروا هذا اليوم، الثامن عشر من 2004. لقد تم، يوم أمس، فتح صفحة جديدة في تاريخنا المشترك. من المؤكد أن الجمهور الواسع والمختلط الذي عاد إلى بيته، أمس، بعد معايشة تجربة رمات غان، سارع لمشاهدة نشرات الأخبار المشبعة بالدماء والكراهية والعداء، ما يذكرنا بأن هذا الحدث لن يحل الصراع بين الإسلام واليهودية، بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حتى إذا قاد فريق سخنين إلى أوروبا نيابة عن إسرائيل. هل كنتم تصدقون حدوث ذلك؟ وربما، تكون هذه المناسبة ملائمة وجيدة للتفكير بإضافة بعض الكلمات الملائمة للعيش المشترك إلى نشيد "هتكفا" (النشيد القومي لإسرائيل، ويعني الأمل). *يديعوت احرونوت