استغل أقطاب اليمين في إسرائيل ووسائل إعلامها قيام شابين ملثمين برفع صورتي الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله والقيادي في الحزب عماد مغنية في التظاهرة الكبرى أول من أمس في مدينة سخنين في الجليل لمناسبة الذكرى السنوية ل «يوم الأرض»، للتحريض على العرب في إسرائيل، على رغم أن قيادتهم استنكرت الأمر، فيما شكك البعض في هوية الملثمين وما إذا كانت أياد مخابراتية إسرائيلية وراءهما. ونشرت كبرى الصحف «يديعوت أحرونوت» صور الملثمين يحملان صورتي نصرالله ومغنية وكتبت تحتهما في عنوانها الرئيس: «هذه ليست بيروت... هذه إسرائيل... صور قادة حزب الله في تظاهرة في الجليل». وكتبت صحيفة «إسرائيل اليوم» اليمينية في عنوانها الرئيس: «صور نصرالله في تظاهرة في الجليل»، مضيفة في عنوان آخر: «العرب في إسرائيل: لن نحترم قوانين تميز ضدنا». وأبرزت «يديعوت احرونوت» تعقيب «لجنة المتابعة العليا» لشؤون العرب في إسرائيل الذي أكد أن «الحديث هو عن متطرفين لا يمثلون الجمهور العربي». ونشرت مقالاً لرئيس اللجنة محمد زيدان جاء فيه أن رفع صورتي نصرالله ومغنية هو «حادث هامشي للغاية»، مضيفاً ان «من الخطأ الاعتقاد أن التظاهرة كانت دعماً لنصرالله... وهذه الصور لا علاقة لها بنضال العرب في إسرائيل ولا بنضال يوم الأرض... نضالنا هو في إطار القانون من أجل الانخراط في المجتمع الإسرائيلي... رسالتنا إلى السلطات الإسرائيلية تقول بوجوب أن تغير سياستها تجاه العرب في إسرائيل، من خلال مساواة تامة خصوصاً في قضايا الأرض». وكان زيدان أعلن خلال التظاهرة التي شارك فيها عشرات الآلاف من فلسطينيي الداخل والمئات من القوى اليهودية التقدمية إن «العرب في إسرائيل لن يلتزموا القوانين العنصرية التي تسنها الكنيست، خصوصاً قانون الولاء للدولة، والقانون الذي يعرّف إسرائيل دولةً يهودية». واعتبر الباحث في معهد الأبحاث القومي يوعاز هندل في مقال آخر أن «قلوب العرب في إسرائيل تتعاطف مع من نعتبره عدونا... ومن يرفع صور نصرالله ومغنية يعلن حلمه بنهاية دولة اليهود... ثمة أسباب للمَشاهد التي رأيناها في سخنين والخطاب المناوئ لإسرائيل وتحريض الحركة الإسلامية ضد الدولة وأساساً عدم التماثل المتعاظم للمواطنين العرب مع دولتهم». ويضيف الكاتب أنه خلافاً لادعاءات التمييز ضد المواطنين العرب، فإن الأسباب الحقيقة تكمن في عدم قيام السلطات الإسرائيلية بفرض القانون الصارم على المواطنين العرب، «وهي (السلطات) المذنبة في تسامحها مع الشباب العرب الذين يترعرعون في أجواء تشجع على انسلاخهم من الدولة التي يعيشون فيها»، متهماً المواطنين العرب بعدم تأدية واجباتهم (الخدمة العسكرية أو الوطنية). وختم متهماً السلطات الإسرائيلية بالتقصير في معالجتها مسألة (خطر) العرب في إسرائيل بالقول: «إن من يتنازل لهم ويتيح إطلاق تصريحات تتماثل مع العدو في إطار لعبة الديموقراطية، يمس في نهاية المطاف بحقهم في العيش الطبيعي، وأساساً بالمستقبل المشترك لنا هنا». وتوجه النائب اليميني أليكس ميلر (إسرائيل بيتنا) برسالة إلى وزير الداخلية ايلي يشاي لفحص مدى مشاركة بلدية سخنين في تمويل وتنظيم «تظاهرة الكراهية والحقد ضد دولة إسرائيل» من موازنتها التي تتلقاها من وزارة الداخلية. وطالب باتخاذ خطوات ضد رئيس البلدية مازن غنايم ومجلسه البلدي، مضيفاً أنه «ليس معقولاً السكوت أكثر عن التظاهرات في السنوات الأخيرة التي تعلن دعمها الإرهاب والشهداء، وهي تظاهرات تموَّل من خزينة الدولة... هذه قمة السخافة».