ماذا يحدث داخل أروقة البلدية؟ تلك الدائرة المفتوحة أو المغلقة للعشرات من الناس والمراجعين... لم يكن الحصول على المعلومة سهلا بقدر ما كان هناك خوف وغلق من الذين يتعاملون مع هذه الدائرة الحكومية من الحديث معنا واستطلاعنا في عمق ما يدور بينهم وبين الموظفين, هناك ثالوث بين الموظف وأصحاب المكاتب الخدماتية والمراجع تحكمهم علاقة شخصية بعد معرفة, في تسيير بعض المعاملات والأمور تحت عنوان (المصلحة). عجبت بأحد الموظفين عندما قال الكل يعرف ذلك!! وبعد صمت, قلت ماذا تقصد قال: اسأل وستجد الجواب.. بحثنا عن الجواب في أعماقه وتفاصيله عند الثالوث وأصحاب المحلات , فكان استحلافا بعدم ذكر الاسم عندما نطقوا. وعن كيفية إدارة الأمور في ردهات المكاتب الخاوية وسير الأمور من معاملات وغيرها, فكان سؤالا يبحث عن سؤال: لماذا يستغل ذلك المراقب وظيفته في ابتزاز الناس؟ فكانت الحكايات, دخلت البلدية في أحد فروعها, فكان الجواب مكاتب مهجورة, سوالف تتشدق بها الأفواه, (شاي حليب وواحد صلحوا), دخول وخروج الموظفين على الكيف, تحت شعار على (مزاجي). مراجع مسكين يضع كفيه على خديه, وذاك يدعو الله أن يأتي بالموظف, وآخر ينتظر معاملته لها مدة أسبوعين، ولم يشف بجواب, وفي النهاية طفش من أتي ذلك المكان فخرج ليوم آخر قد يكون حلا. ثم تبلورت البلدية بما فيها وبحثنا عن السؤال لماذا....؟ قطع غيار يحكي العباد قصته مع مراقب البلدية الذي لم يكن يعرفه عندما دلف المحل ليشتري قطع غيار لسيارته, فطلب عدة قطع فكان المبلغ ب 130 ريالا وبعد أن خصم له اصبح ب 120 ريالا, قال: المراقب له ب100 ريال فرفض صاحب المحل ذلك, فزاد المراقب المبلغ ب 105 ريالات، ثم ب110 ريالات, فقلت: لا, ثم قال لي اعطني رخصة المحل, فأنا مراقب في البلدية, قال صاحب المحل: لن أسلمك الرخصة إلا إذا أتيت بصفة رسمية, فصارت مشادة كلامية بين الطرفين, فذهب المراقب إلى سيارته فجلب دفتر كشكول عليه رمز أو علامة البلدية, غير الدفتر الرسمي المعروف لدى البلدية للمخالفات وغيره, وبعد إلحاح علي أن يأخذ الرخصة بعد ان طال الوقت, صمت قليلا، وقال: إننا لا نجبر أحدا على أن يعطينا شيئا, اللي يريد يساعد البلدية على كيفه, واللي يريد يخصم على البلدية من كيفه, نحن لا نجبر أحداد على شئ. كلام له مدلولات ومعان, وبعد أخذ ورد بين الجانبين قال المراقب سوف اتي يوم السبت.. قالها بصفة التهديد, فطرده صاحب المحل, فذهب صاحب المحل للشكوى، فقابل رئيس البلدية في أحد فروعها, وحكى له ما جرى فقال له (مالك إلا طيبة الخاطر). مواد غذائية في احد الدكاكين الصغيرة للمواد الغذائية التي لا تلفت الأنظار يوجد بائع من العمالة الأجنبية الذي يعمل لحسابه الخاص يحكي قصته ويقول انه يبيع في المحل بعض الخضراوات التي يحتاجها البعض في المنزل , وفي ذلك مخالفة صريحة للمحل, وذات يوم دخل أحد الأشخاص, وأخذ نظرة على المحل و كشف ما به من مخالفة, وإذا به مراقب البلدية الذي لم يكن يتوقعه, وبدلا من أن يعطيني المخالفة تساهل معي، بعد أن طلب مني رخصة المحل، وتمت معرفة صاحب الدكان الذي له إلمام به تقريبا, فتفاهمنا وسوينا الأمور بلا مخالفة, وبعد ذلك أصبح يتردد على المحل من دون أن ينظر إلي أو يتكلم معي, ويأخذ ما يريد من الخضراوات خوفا مني تحت تهديد المخالفة وإغلاق المحل من دون دفع مبلغ من المال. تحت استياء ومرأى من ذلك العامل. وكلما أتى تذمر ذلك العامل لما يحدث دون أن يتفوه بكلمة خوفا من المخالفة وخسارة الربحية مما يجنيه من بيع الخضراواا؟! مخبز عربي يقول الصالح: عملت على فتح مخبز عربي في قرية البطالية في مساحة لا تتعدى 29 متراً، وبعد تجهيز المحل لم يعطَ لي ترخيص والسماح بعد أن نظر المراقب أو المندوب من البلدية إلى المساحة, وقال ذلك مخالف للأنظمة المعمول بها , وقمت بمراجعة البلدية 6 شهور, وقال موظف البلدية لابد أن تكون المساحة 40 متراً, وبعد تردد المراقب أو ( المندوب) والنظر على المحل تلقيت عدة إنذارات بغلق المحل ومخالفات وضع الشمع الأحمر عليه , وبذلك تركت المحل... وبعد فترة وجيزة أخذ المحل شخص آخر, وتم فتح المخبز في نفس المكان والمساحة بحدودها 29م لم تتغير, ولا يمكن الزيادة في مساحتها بسبب موقعها, والتي بسببها منعت من فتح المخبز، فاندهشت بذلك العمل فكيف سمح له ولم يسمح لي, والمفروض أن تكون المساحة 40 متراً، كما قيل لي, وها هو المخبز يعمل, لماذا يا بلدية الأحساء؟! بنيان من الأمور التي يتم التغاضي عنها بلا حسيب ولا رقيب. يروي أبو عبدالله حكايته مع البلدية، يقول: قمنا بتشييد بنيان في المنزل، ووضعنا سلما من حديد, وفي ذلك مخالفة صريحة، وبعد تفحص المراقب أعطانا مخالفة وعلينا بمراجعة البلدية, فبحثنا عن الوساطة فكانت كثيرة ولها أشكال, فقمنا بتمرير الأيادي، فقام بإلغاء المخالفة, فسمح لنا بإقامة السلم، ويقول: ان هناك الكثير من الأمور التي يتم التغاضي عنها، ولكن بالواسطة. صبغ ويقول محمد (صاحب أحد المحلات): جاء مراقب البلدية يتفحص المحل، وكان غير مصبوغ، فأعطاني مخالفة, وطلب مني مراجعة البلدية, سارت المعاملة عندهم لمدة اسبوع تقريبا, كلمت أحد مكاتب الخدمات بما جرى فقال لي: (لا عليك), وخلال اتصال هاتفي بمعارفه الشخصية تم تخليص المعاملة بلا مخالفة, حيث ان أغلب تخليص المعاملات وتمريرها يتم عن طريق مكاتب الخدمات لخبرتهم في هذا المجال وعلمهم بما يدور خلف الكواليس. وكيفية التعامل مع هذه الأمور. المعاملات يؤكد إبراهيم أن المعاملة في البلدية تأخذ وقتا يصل الى أسبوعين أو أكثر, إلا إذا كنت من أصحاب المعرفة هناك, أو لديك شخص تربطك به علاقة يقوم بتخليص المعاملة, والحاصل من أغلب المراجعين عندما يجد أن المعاملة ستطول يذهب إلى أحد المكاتب الخدماتية ويقوم بتخليص المعاملة بأسرع وقت ممكن لا تتعدى يوما أو يومين, أما إذا كان شخصا لا يعرف أحدا, فانه شخص يرأف بحاله, حدثت لي مرة اني كنت بصدد إقامة بنيان في المنزل (دور ثان) بدون أخذ ورقة من البلدية، وبعد أسبوع من البنيان تم ضبطي من مراقب البلدية، وكانت مخالفة صريحة بعد أن سألني عن ورقة من البلدية للسماح بالبنيان فلم تكن عندي, وهل المنزل يتحمل إقامة دور ثان عليه أولا, بعد أخذ ورد تمت تسوية المسألة بدون مخالفة بعد أن..... وتمت الوساطة بدون مخالفة. الموظف دخلنا في سبر أغوار الموظفين في البلدية، وكانت النتيجة, يقول: أحد العاملين (تحتفظ الجريدة باسمه) أن هناك قلة في عدد الموظفين، وهي مزعجة لدينا من ناحية العمل, وبالتالي التهرب من المسؤوليات التي تقع على الموظف من كثرة المراجعين، وعدم الانضباط معهم والهروب، وإيجاد العذر, فالموظف لا يقدر على تحمل كل شئ يأتي من تغيير الأنظمة والتعديلات بين الفينة والأخرى, أما الذي يستغرب منه في البلدية فإن أغلب الموظفين لا يفهم النظام والقوانين، وبالتالي يقوم بتعطيل الكثير من المراجعين, أو إعطاء مخالفات غير صحيحة على الآخرين، بحساب أنه يفهم النظام والقوانين، وهذا شائع في البلدية. فالمراقب مثلا لايفهم كيف يتعامل مع المواطن في مهمة عمله مع أصحاب المحلات والمساكن وغيره, لأنهم غير مؤهلين بشكل الصحيح. خارج العمل ويضيف: أغلب الموظفين لا يلتزمون بمقاعدهم أثناء العمل، فتجدهم في أغلب الأوقات في الخارج، بعيدين عن عملهم، مستهترين بأهمية ومكانة العمل, فالمراجع يأتي لتخليص أوراقه فلا يجد الموظف في مكتبه, أو حتى بديل له من الموظفين لتخليص عمله، وكأنه لا يوجد بديل غير ذلك الموظف الأساسي, مما يوجد بين المراجع والعاملين كثرة المشاجرات والمشادات الكلامية, وكأن العمل في البلدية على الكيف بعد طول انتظار من ذلك المراجع, ومن الأمور المغلوطة أن هناك مراقبا صحيا وحارة، فمثلا المراقب الصحي يذهب للبنيان أو الحارة للأدوات الصحية في غير اختصاصهما، مما يحدث ربكة في العمل، وأخطاء فادحة بالنسبة للأمور التي تلتزم بها البلدية. الاختلاف بين البلديات ويؤكد ذلك أحد الموظفين في البلدية (تحتفظ الجريدة باسمه) صحيح يوجد إهمال من بعض الموظفين, ولكن لا أحد يستطيع أن يتكلم, ومن الأمور التي تأخذ على البلدية عدم مراقبة المؤسسات التي تقوم البلدية بالتعامل معها كالكهرباء والهاتف... في عملها, والمضحك المبكي اختلاف الأنظمة بين بلدية وأخرى، من حيث الطلبات (مساحة المحل, اللوحات, المتطلبات و...)، والعجيب أن تطلب البلدية من بعض المؤسسات أو الشركات التعديل أو الصبغ لصالح البلدية, وجلب بعض الأشياء, على أن تسهل بعض الأمور لهذه الشركة أو المؤسسة. وغير ذلك الكثير من تسهيل المعاملات لأشخاص معينين، حسب المعرفة، أو تبادل المصالح. الراتب والضمير وعن أسباب ذلك يقول أحد الموظفين (تحتفظ الجريدة باسمه) ان: الموظف هنا لا يعمل بضمير، فالموظف راتبه ضعيف، لا يوازي السنوات الطويلة التي قضاها في العمل، وهو محروم من العلاوات منذ 15 إلى25 سنة أو أكثر, وغالبيتهم على بند الأجور, وعندما ينظر إلى أمانة الدمام أو الرياض، فانه يتألم لكثرة الترقيات والعلاوات التي تأتيهم, أما الأحساء فلا. مما أدى ببعض الموظفين إلى عدم الأمانة في العمل. والتعامل مع الأشخاص بتمايز ذاك صاحب مال أو لا. هناك الكثير من الأمور التي تجب مراجعتها، وإعادة النظر فيها, قد طرح التحقيق عدة تساؤلات كبيرة وكثيرة, والقاعدة تقول كلما كان حجم المسكوت عنه كثيرا كان التخلف كبيرا. ليس الهدف من هذا الإساءة لأحد، لأننا لسنا معصومين من الأخطاء، علماً بان هناك بعض الأمور التي لا نستطيع طرحها، وإن كانت موجودة، لأننا لا نملك الدليل القاطع, ولكن يبقى السؤال: لماذا...؟!