رغم علاقات الود الحميم والصداقات الوثيقة التي تربطني بالعديد من اعضاء اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي لكرة القدم وعلى رأسهم الرئيس جوزيف بلاتر الذي تمتد علاقتي الوطيدة معه كصديق صدوق لاكثر من عشرين عاما اقول رغم هذا كله ان ما حدث من تحركات وكولسات بين اعضاء اللجنة التنفيذية قادها النافذون في الفيفا جعلني على يقين ان اكثر ما يروج له الاتحاد الدولي من مبادىء واخلاقيات ومثل لا تتعدى كونها حبرا على ورق. القريبون من اروقة الفيفا واعضاء الاتحادات الاهلية والتي سيبلغ عددها بعد اجتماع الكونجرس اكثر من 204 اتحادات يدركون الحملات المتواصلة التي قادها وكرسها الاتحاد الدولي لتثبيت مبدأ اللعب النزيه او ما اصطلح على تسميته ب "فير بليه" وفي كل مرة يعمم فيها الاتحاد الدولي على الاتحادات الاهلية باي من قراراته او لوائحه او تعليماته يخصص جزءا كبيرا من عمله على الحدث على اللعب النزيه فهو على حد قوله يريد للعبة كرة القدم ان تكون لعبة راقية تسمو عن الاخطاء, والصغائر وترتقي بسلوك تعامل كل من له علاقة بها لتظل لعبة نبيلة تستحق ان تظل اللعبة الشعبية الاولى التي يمارسها اكثر من ملياري ونصف مليار انسان على وجه هذه البسيطة الا ان ما حدث في يوم التصويت على تنظيم كأس العالم 2010 الذي منح لجنوب افريقيا اكد للجميع ان الكلام والقول والعبارات الانشائية المنتقاة بعناية شيء والواقع شيء اخر فلم تكن عملية الاختيار نزيهة بالمستوى الذي يلتقي ومبادىء الفيفا للعب النزيه بل شابها الكثير من اساليب التملق والتملص والمراوغة ولي الذراع والتسيس الذي جعل كرة القدم قرارا سياسيا تصاغ بنوده في اروقة البيت الابيض وتوابعه. فالملف المصري لم يكن بالسيىء الذي يجعله يرسب بدرجة صفر في عملية التصويت التي لو كانت نزيهة لمنحته على اقل تقدير ثمانية او تسعة اصوات وهذا مع يعرفه اعضاء اللجنة التنفيذية الافارقة والاسيويون. والملف المغربي كان يستحق ان ينال اكثر من عشرة اصوات كونه يدخل السباق للمرة الرابعة على التوالي واستفاد من دروس اخفاقاته السابقة لكني لم افاجأ بما حدث اذ كنت قد همست لزميل حميم قريب من صناع القرار الرياضي في مصر العزيزة بسيناريو مشابه لما حدث يوم 15 مايو ورغم نه اندهش لحجم التشاؤم الذي خرج به من هذا السيناريو الا انه ظل متمسكا بذاك الضوء الخافت من الامل في نهاية النفق المظلم. @ البيان الإماراتية