اتحد ساسة ووسائل اعلام وجماهير في بريطانيا في دعوة للاطاحة بسيب بلاتر من رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) قائلين ان مصداقيته اصيبت في مقتل وانه ليس بوسعه قيادة اصلاحات جوهرية في كيان الفيفا. ولم يهتم بلاتر (75 عاما) الذي من المقرر ان يعاد انتخابه كرئيس للفيفا اليوم بادعاءات الفساد التي أقلقت بعضا من كبار رعاة الفيفا الذي يديره بلاتر منذ عام 1998. وأدى رفضه للانتقادات وأي تكهنات بوجود ازمة في أروقة الاتحاد الى غضب وسخرية واسعة النطاق في بريطانيا حيث لا يزال الكثيرون يتحسرون على فشل انجلترا المهين في عرض استضافة كأس العالم 2018. وكتبت صحيفة ديلي ميرور تقول في افتتاحيتها التي حملت عنوان "أطيحوا ببلاتر" "كلمة الفساد لا يمكنها حتى ان تصف حال الفيفا .. فالاتحاد الدولي تورط في ادعاءات الفساد والرشى والتضليل." واضافت الصحيفة في افتتاحيتها "اذا كان لدى بلاتر اي قدر ولو ضئيل من احترام الذات لكان قد استقال قبل عدة اشهر. لكن من المحزن ان تلك الرياضة الجميلة قد انزلقت الى الدرك الاسفل بسبب التصرفات الوقحة لكبار مسؤوليها." ووصفت صحيفة صن الشعبية صاحبة التوزيع الكبير بلاتر بأنه "مخادع ومتكبر ومراوغ." واضافت الصحيفة "ياللعار الذي سيلحق بكرة القدم العالمية لاحتمال اعادة انتخاب سيب بلاتر بدون منافسة تذكر على رأس اتحادها. يجب تطهير الفيفا. لا يمكن ان يحدث ذلك وهو على رأس الاتحاد الدولي." ودعا الاتحادان الانجليزي والاسكتلندي لكرة القدم لتأجيل انتخابات رئاسة الفيفا ومع هيمنة المسألة على جدول اعمال وسائل الاعلام فانها اجتذبت اهتماما سياسيا متزايدا ايضا. وقالت وزارة الثقافة والاعلام والرياضة البريطانية انها تدعم الاتحاد الانجليزي في دعوته لتحقيق شامل في مزاعم تقديم رشى. وقالت متحدثة باسم الوزارة "يجب ان يخضع الاتحاد الدولي لاصلاح ضخم ليصبح اكثر شفافية وعرضة للمحاسبة." وقال ايفان لويس المتحدث باسم الشؤون الرياضية في حزب العمال المعارض ان مصداقية بلاتر "ذهبت ادراج الرياح". واضاف في تصريحات لشبكة سكاي نيوز الاخبارية "كرة القدم لا تهم الصفوة الصغيرة. انها تخص ملايين من المشجعين بدءا من افريقيا البعيدة مرورا بشواطىء البرازيل وانتهاء بالمدن الكبرى مثل مدريد وباريس ولندن وهي تستحق قيادة افضل مما هي عليه الان." في غضون ذلك أبدى مشجعون عاديون شعورهم بخيبة الامل. وقال مالكوم كلارك رئيس رابطة مشجعي كرة القدم لرويترز "لا اعتقد انك سترى مشجع كرة قدم واحدا في هذه الدولة يعتقد أن كافة امور الفيفا على صعيد العروض المقدمة لاستضافة كأس العالم وغيرها تتسم بالنزاهة وتتم بوضوح." وتابع "لا يمكن استمرار الامور على هذا النحو. أعتقد ان هذا دليل واضح ان هذه المؤسسة لا يمكن ان تواصل مسيرتها بالشكل الحالي." وكان الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم قد طالب امس الثلاثاء بتأجيل انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) ,وقال ديفيد بيرنشتاين رئيس الاتحاد الإنجليزي ، في بيان أصدره الاتحاد امس أنهم أعلنوا بالفعل في وقت سابق عدم التصويت في الانتخابات المقررة في الأول من يونيو ، والتي كان من المفترض أن يتنافس فيها السويسري جوزيف بلاتر الرئيس الحالي للفيفا مع القطري محمد بن همام. ولكن الفيفا أعلن قبل أيام أن بن همام ، رئيس الاتحاد الآسيوي للعبة ، يخضع لتحقيقات من قبل لجنة القيم التابعة للفيفا. وبعدها أعلن بن همام انسحابه من الانتخابات. وبعد جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة القيم الأحد ، قررت اللجنة إيقاف بن همام مؤقتا عن جميع الأنشطة المتعلقة بكرة القدم لحين اكتمال التحقيقات في اتهامات بالرشوة في الفيفا. وقال بيرنشتاين إن الاتحاد قرر عدم المشاركة في التصويت بالانتخابات لسببين ، موضحا :"الأول هو القلق من أن تتسبب سلسلة من الادعاءات المتعلقة بالأعضاء التنفيذيين بالفيفا في صعوبة دعم أي من المرشحين ، والثاني هو القلق من افتقاد الشفافية والمساءلة داخل الاتحاد وهو ما يساهم في الوضع غير المريح الذي يشهده الاتحاد في الوقت الحالي". ونادى الاتحاد الإنجليزي الاتحادات الوطنية الأخرى لدعمه في إطلاق مبادرتين "الأولى ، تأجيل الانتخابات ومنح المصداقية لهذه العملية ، حيث أنه بذلك سيحصل أي مرشح آخر لديه نية إصلاح على فرصته للترشح للرئاسة". وأضاف :"أما الثانية فهي تعيين طرف خارجي مستقل لتقديم توصيات بشأن تحسين الادارة وإجراءات الانصياع والالتزام بالقواعد والهياكل المسئولة عن اتخاذ القرار في الفيفا". وقال بيرنشتاين "إنها فترة مضرة للغاية لسمعة الفيفا وبالتالي سمعة كرة القدم ككل". وأضاف :"ولتعزيز الثقة في طريقة إدارة شؤون اللعبة على أعلى مستوى ، نعتقد أن ذلك يتطلب خطوة إيجابية للأمام".