ذكر مسئولو شرطة في جنوبتايلاند امس أنه صدرت أوامر إليهم بمصادرة أقراص مدمجة مرئية عليها مشاهد للاحداث الدموية التي وقعت في 28 نيسان/إبريل الماضي بما في ذلك اقتحام القوات التايلاندية لمسجد كرو سي الشهير الذي أدى إلى مقتل 34 شخصا. وأكد الكولونيل بهودي سوايسوان مدير إدارة الشرطة في منطقة موانج بإقليم باتاني جنوبي البلاد صحة التقارير الصحفية المحلية التي أشارت إلى أنه يجري في الاقاليم الجنوبية التي تسكنها أغلبية مسلمة طبع وبيع الاقراص المدمجة التي صورها بعض الهواة. ونسبت صحيفة نيشن إلى بهودي قوله "إن الاقراص المدمجة المرئية التي تسجل ما حدث في مسجد كرو سي يمكن أن تضر بالامن القومي وتخلق سوء فهم بين المواطنين". وتعرضت الحكومة التايلاندية لانتقادات حادة بشأن أسلوب تعاملها مع أحداث 28 نيسان/إبريل الماضي حيث لقي 107 أشخاص يزعم أنهم من المتشددين الاسلاميين فضلا عن ثلاثة رجال لشرطة وجنديين حتفهم. وذكرت مصادر رسمية أن عدم التوازن في محصلة القتلى يرجع إلى أن "المتشددين" كانوا يستخدمون الاسلحة الخفيفة والمناجل فيما كانت القوات الحكومية تستخدم الاسلحة الثقيلة. ولكن وجهاء إقليم باتاني الذي تسكنه أغلبية مسلمة تساءلوا عن أسباب عدم وجود ناجين من عملية اقتحام المسجد الذي ظل طوال 100 عام يرمز للحركة الاسلامية في الجنوب. ومازالت صور اقتحام المسجد تعرض للبيع في باتاني ولكن الشرطة عمدت إلى مصادرتها من الباعة. ويسعى الاسلاميون منذ مدة طويلة إلى إقامة دولة إسلامية في أقاليم باتاني ويالا وناراثيوات بأقصى جنوبيتايلاند وهي تقريبا نفس المنطقة التي كان مقاما عليها في الماضي مملكة باتاني القديمة التي ضمتها سيام (الاسم القديم لتايلاند) عام 1909 بموجب معاهدة مع بريطانيا.